لا صلة بين زيارتي أردوغان وولي عهد السعودية للدوحة

وزير الخارجية القطري يعلن أن تزامن زيارتي الرئيس التركي والأمير محمد بن سلمان للدوحة، جاء مصادفة، بينما يُتوقع أن تلعب الدوحة دور الوسيط في دفع المصالحة بين تركيا والسعودية.
تركيا تسعى لإعادة تطبيع العلاقات مع الخليج بعد سنوات من التوتر
أنقرة تريد استثمار المصالحة الخليجية لتصحيح مسار العلاقات مع الرياض

الدوحة - نفى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم الاثنين أي علاقة بين زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدوحة التي وصلها مساء والجولة الخليجية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي تشمل قطر، مشيرا إلى أن تزامن الزيارتين محض صدفة.

وتأتي تصريحات الوزير القطري بينما يسود اعتقاد قوي بأن الدوحة ستلعب دور حيويا في الدفع إلى مصالحة ترغب فيها تركيا بشدة مع دول الخليج على أمل تصحيح مسار العلاقات بينما تواجه أزمة مالية واقتصادية.

ويعتبر الخليج سوقا مهما للاقتصاد التركي وتسعى أنقرة لاستعادة تطبيع العلاقات مع السعودية بعد سنوات من التوتر وقد بدأت قبل أشهر خطوات فعلية باتجاه المصالحة مع كل من مصر والمملكة.

وطوت القمة الخليجية في دورتها الـ41 في يناير/كانون الماضي التي استضافتها مدينة العلا السعودية، ثلاثة سنوات من الخلاف بين الدوحة وكلا من الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة وهي الأزمة التي استثمرتها أنقرة لجهة تعزيز علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع قطر.

وبعد المصالحة الخليجية يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستفادة منها بما يفتح صفحة جديدة في العلاقات مع دول الخليج مدفوعا بأزمة مالية تشهدها تركيا على وقع انهيارات متتالية في قمة عملتها الوطنية الليرة وارتفاع معدل التضخم إلى مستوى قياسي تجاوز الـ20 بالمئة.

وتزامن زيارة ولي العهد السعودي مع زيارة الرئيس التركي للدوحة، يعطي انطباعا بوجود تنسيق من قبل الدوحة ضمن إطار المصالحة التي ترغب فيها تركيا بشدة.

وأوضح وزير الخارجية القطري أن زيارة نظيره التركي للدوحة تأتي في إطار التحضير لاجتماعات اللجنة الوزارية العليا للإستراتيجية المشتركة بين قطر وتركيا وذلك قبيل عقد القمة غدا الثلاثاء بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد وضيفه الرئيس التركي.

وقال الوزير القطري إن اللجنة ستبحث عددا من الموضوعات من بينها تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث جرى توقيع ما يقرب 80 اتفاقية إضافة إلى 12 سيتم توقيعها الثلاثاء، مضيفا أن "الموقف القطري ثابت في دعم الأشقاء في فلسطين والقضية الفلسطينية التي تعتبر قضية عربية وإسلامية ومركزية لقطر".

وأعلن وزير الخارجية التركي من جهته حرص بلاده على فتح صفحة جديدة في العلاقات مع دول الخليج ومصر بعد سنوات من التوتر، قائلا إن تركيا تسعى لتوطيد العلاقات مع دول المنطقة، معلنا أن قطر تساهم في تحسين علاقات تركيا مع دول الخليج.

وبذلك يكون مولود جاويش أوغلو قد أكد صحة توقعات سابقة حول لعب الدوحة دورا محتملا في المصالحة بين تركيا ودول الخليج، مشددا أيضا على أن أنقرة تتبنى مواقف مشتركة مع الدوحة في كثير من الملفات وبينها الملف الليبي. كما وجه الشكر لقطر على جهودها في الإفراج عن المختطفين الأتراك في ليبيا.  

وأشار الوزير التركي إلى أن المباحثات مع الجانب القطري تناولت مناقشة الوضع الأفغاني والأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك ، مشيرا إلى أن قطر تعمل مع تركيا والحكومة الأفغانية المؤقتة بشكل مستمر للتوصل لاتفاق لتشغيل مطار كابل بشكل طبيعي.