ماتزاري يخلف غارسيا على دكة تدريب نابولي

المحطة الثانية للمدرب الفرنسي في إيطاليا لم تلقَ النجاح المطلوب حيث لم يستمر في مهامه سوى أربعة أشهر مع النادي الجنوبي المتوج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعدما خاض موسمًا إستثنائيًا تحت قيادة لوتشالو سباليتي وأحرز اللقب بجدارة واستحقاق قبل ان يستقيل الاخير في نهاية الموسم.

نابولي (إيطاليا) - بعد يومين فقط من خسارته الموجعة على أرضه أمام إمبولي المتعثر 0-1، أقال نابولي بطل إيطاليا الثلاثاء مدربه الفرنسي رودي غارسيا ليحلّ مكانه العائد الى أروقة الفريق والتر ماتزاري بعدما سبق له الاشراف عليه بين 2009 و2013.

لم تلقَ المحطة الثانية لغارسيا في إيطاليا النجاح المطلوب، حيث لم يستمر في مهامه سوى أربعة أشهر مع النادي الجنوبي المتوج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعدما خاض موسمًا إستثنائيًا تحت قيادة لوتشالو سباليتي (64 عاما) وأحرز اللقب بجدارة واستحقاق قبل ان يستقيل الاخير في نهاية الموسم.

وخلال فترته مع نابولي، واجه غارسيا (59 عاما) اخفاقات عدّة لا تليق بحامل اللقب، لعلّ أبرزها تعرضه لأربع هزائم على ملعبه الذي يحمل إسم اسطورته الارجنتيني دييغو أرماندو مارادونا واكتفى بفوزين فقط من اصل ثماني مواجهات حتى الآن هذا الموسم في عقر داره بمواجهة فريقين متعثرين هما ساسوولو 2-0 في 27 آب/أغسطس (المرحلة الثانية) وأودينيزي 4-1 في المرحلة السادسة.

ولم تكن نتائج نابولي أفضل على الساحة الاوروبية وتحديداً في مسابقة دوري أبطال أوروبا، فخسر امام ريال مدريد الاسباني 2-3 بعدما كان متقدما 1-0، قبل ان يسقط في فخ التعادل امام أونيون برلين متذيّل ترتيب الدوري الالماني 1-1 في الجولة الرابعة، علما ان الاخير كان قد خسر مبارياته الـ 12 الاخيرة قبل هذه المواجهة.

فاضت الكأس بين يدي مالك النادي أوريليو دي لورنتيس عقب الخسارة الأخيرة من إمبولي حيث عمد غارسيا في خيار فني مفاجىء إلى ابقاء الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا على دكة البدلاء على الرغم من ادائه اللافت في الآونة الاخيرة بعد انطلاقة ضعيفة هذا الموسم.

إصابة أوسيمهن تعقّد الامور

وفي ظل استبعاد الجناح الجورجي الذي عاد ودفع به غارسيا بعد مرور ساعة ليخلق ثلاث فرص واضحة، إضافة الى غياب المهاجم النيجيري فيكتور اوسيمهن المصاب منذ النافذة الدولية الاخيرة، ظهر نابولي بصورة سيئة واهتزت شباكه بهدف البديل الأوكراني فيكتور كوفالينكو في الدقيقة الاولى من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني.

ولّدت هذه الهزيمة غضبا شديداً لدى مشجعي النادي ورئيسه، حيث غادر الاخير منصة الشرف وقرر لاحقا عدم الادلاء بتصريحات اعلامية.

ولم تمرّ 48 ساعة قبل ان يطوي نابولي صفحة غارسيا سريعًا، وذلك قبل النافذة الدولية، وقبل 11 يومًا من مباراته المقبلة أمام أتالانتا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث بات حامل اللقب يقبع في المركز الرابع مع 21 نقطة متأخرا بفارق 10 نقاط عن إنتر المتصدر.

ولم تكن مهمة غارسيا سهلة في خلافة سباليتي، وهو المدرب الذي أهدى نابولي اللقب للمرة الثالثة في تاريخه مع نهاية موسم 2022-2023 في أيار/مايو الماضي منهيا فترة عجاف استمرت 33 عاما منذ فوزه بلقبيه الاوليين بقيادة الاسطورة مارادونا عامي 1987 و1990.

لم يكن من العدل منذ المباراة الأولى مقارنته بما تم إنجازه مع هذا الفريق من قبل

دافع سباليتي الذي حلّ بدلاً من روبرتو مانشيني في قيادة منتخب إيطاليا، عن نظيره الفرنسي الاثنين قائلا "لم يكن من العدل منذ المباراة الأولى مقارنته بما تم إنجازه مع هذا الفريق من قبل".

وعلى الرغم من إتقانه التام للغة الإيطالية، لم يكن غارسيا محبوبا لدى جماهير نابولي وحتى صانعي امجاد النادي السابقين، حيث اعتبروا انه لا يتمتع بـ "أكتاف عريضة" بما يكفي لقيادة الفريق، على الرغم من نجاح تجربته الاولى في "سيري أ" حين قاد روما لاحتلال الوصافة عامي 2014 و2015، كما يتضمن سجله الفوز بثنائية الدوري-الكأس مع ليل الفرنسي في عام 2011، وبلوغه نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مع ليون عام 2020، ونهائي مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" مع مرسيليا عام 2018.

كونتي، كانافارو، تودور؟ لا ماتزاري!

واجه غارسيا منذ البداية انتقادات عدّة على خلفية النشاط الباهت للنادي في سوق الانتقالات، على الرغم من عدم اضطلاعه بدور كبير في الصفقات، في حين صمد النادي الجنوبي أمام الاغراءات المالية الكبيرة التي انهمرت على مهاجمه المتألق أوسيمهن من المملكة العربية السعودية، إضافة الى برنامج تحضير بدني مرهق جدًا واعتماد اسلوب لعب باهت.

خلق تردد غارسيا في خياراته الفنية أجواء من التذمر، وبدا ذلك واضحاً مع أوسيمهن وكفاراتسخيليا وماتيو بوليتانو الذين عبروا عن عدم رضاهم عند استبدالهم، ما افقد المدرب ثقة مالك النادي الذي رفض مد يد العون له في مأزقه.

وابدى دي لورينتس، المنتج السينمائي ومالك النادي منذ 2004، سخطه من غارسيا من خلال تصريحاته المفاجئة وانذاراته وظهوره إلى جانب مدربين عاطلين عن العمل. فخلال النافذة الدولية الاخيرة في تشرين الاول/أكتوبر، والتي كانت حافلة بالأحداث، التقى بالمدرب أنتونيو كونتي الذي سبق ان اشرف على منتخب إيطاليا واندية عدّة كيوفنتوس وانتر وتشلسي الانكليزي.

وأمام إمبولي، جلس المدافع فابيو كانافارو، بطل العالم عام 2006، إلى جانب دي لورنتيس، على الرغم من أن المسيرة التدريبية للفائز بالكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم ما زالت خجولة.

وبعد ذكر اسم الكرواتي إيغور تودور على بساط البحث، حيث لا يزال الاخير من دون نادٍ منذ رحيله عن مرسيليا الفرنسي، وضع دي لورينتس نصب عينيه أخيرًا والتر ماتزاري (62 عامًا) الذي يُعدّ وجها مألوفا في نابولي حيث شغل منصب المدرب المساعد (1998 و1999)، ليعود ويشرف على الفريق الاول بين عامي 2009 و2013، وقاده للفوز بكأس إيطاليا (2012) وللحلول في المركز الثاني في الدوري عام 2013.