ماكرون رئيسا لفرنسا لولاية ثانية

زعيمة اليمن المتطرف والمرشحة للانتخابات الرئاسية تتعهد بمواصلة الكفاح السياسي ضد ماكرون في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية في يونيو، معتبرة أن ما حصدته من أصوات يشكل 'انتصارا مدويا'.
ماكرون يحصل على ما بين 57 و85 بالمئة من أصوات الناخبين
مارين لوبن تحصل على 41.8 و42 بالمئة
الشرطة الفرنسية تطلق الغاز المسيل على محتجين على فوز ماكرون
زعيم اليسار الراديكالي يتوعد ماكرون بـ"الجحيم" في الانتخابات التشريعية

باريس - أقرت زعيمة اليمين المتطرف المرشحة لانتخابات الرئاسة الفرنسية مارين لوين مساء اليوم الأحد بهزيمتها أمام منافسها امانويل ماكرون. وقالت إنها ستواصل الكفاح السياسي ضد ماكرون في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران.

وأضافت لمناصريها بعد أن أشارت توقعات مبكرة إلى أنها خسرت الانتخابات "أظهر الفرنسيون مساء اليوم رغبة في ثقل موازن قوي ضد إيمانويل ماكرون، رغبة في معارضة ستواصل الدفاع عنهم وحمايتهم".

واعتبرت أن ما حصدته من أصوات في الانتخابات الرئاسية يشكل "انتصارا مدويا"، بعد أن أشارت التقديرات التي نشرتها مراكز الاستطلاع إلى فوز منافسها بنسبة تتراوح بين 57.6 و58.2 بالمئة من الأصوات. كما وعدت بمواصلة مسيرتها السياسية، مؤكدة أنها "لن تتخلى أبدا" عن الفرنسيين.

ويكون بذلك ماكرون قد فاز بولاية رئاسية جديدة وهو أمر كان متوقعا رغم الفارق الضئيل الذي ظهر حتى قبل النتيجة التي أظهرها نتائج مراكز الاقتراع.

وفيما حصد ماكرون الوسطي الليبرالي ما بين 57.6 و58.2 بالمئة من الأصوات، حازت مرشحة التجمع الوطني ما بين 41.8 و42.4 بالمئة من الأصوات، بحسب تلك التقديرات. وراوحت نسبة الامتناع عن التصويت بين 27.8 و29.8 بالمئة.

ماكرون الفائز بولاية رئاسية ثانية في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن
ماكرون الفائز بولاية رئاسية ثانية في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن

وهنأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إيمانويل ماكرون بإعادة انتخابه رئيسا لفرنسا، مبديا "سروره بمواصلة العمل" معه، ومؤكدا أن فرنسا هي أحد حلفاء المملكة المتحدة "الأكثر قربا".

وغرد جونسون بالفرنسية الأحد "أهنيء إيمانويل ماكرون بإعادة انتخابه لرئاسة الجمهورية الفرنسية. فرنسا هي أحد الحلفاء الأكثر قربا والأكثر أهمية. أنا مسرور بأن نواصل العمل معا على موضوعات رئيسية بالنسبة إلى بلدينا والى العالم".

واعتبر رئيس الوزراء الايطالي ماريو دراغي بدوره أن فوز ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية هو "خبر رائع لكل أوروبا".

كما هنأ قادة الاتحاد الأوروبي ماكرون بإعادة انتخابه رئيسا لفرنسا. ورأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن أوروبا يمكنها "التعويل على فرنسا لخمسة أعوام إضافية".

وكتب ميشال على تويتر "في هذه المرحلة المضطربة، نحتاج إلى أوروبا صلبة والى فرنسا ملتزمة تماما من أجل اتحاد أوروبي أكثر سيادة وأكثر إستراتيجية"، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "أبدي ارتياحي إلى التمكن من مواصلة تعاوننا الممتاز. معا، سنمضي قدما بفرنسا وأوروبا".

وأظهرت لقطات في وسائل التواصل الاجتماعي قيام شرطة مكافحة الشغب الفرنسية بمهاجمة وإطلاق الغاز المسيل للدموع علي متظاهرين كانوا يحتجون وسط باريس على إعادة انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون اليوم الأحد.

وأظهرت صور على تويتر محاولة الشرطة تفريق حشد معظمه من الشبان الذين تجمعوا في حي شاتليت بوسط باريس للاحتجاج على فوز ماكرون على زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن في جولة الإعادة.

وماكرون (44 عاما) هو أول رئيس فرنسي يُعاد انتخابه لولاية ثانية خلال 20 عاما، منذ إعادة انتخاب جاك شيراك عام 2002 بعدما هزم منافسه آنذاك والد مارين لوبن، جان-ماري لوبن.

غير أن هذه الانتخابات تندرج في سياق نسبة امتناع عن التصويت قياسية تُقدّر بـ27.8 بالمئة بحسب المعهد الفرنسي للرأي العام، وهي نسبة غير مسبوقة في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية منذ 1969 (31.3 بالمئة).

وعلى سبيل المقارنة، حصل ماكرون عام 2017 على 66.10 بالمئة من الأصوات متقدّما بفارق كبير على لوبن (33.90 بالمئة).

وتمكنت لوبن (53 عاما) بحصولها على ما بين 41.8 و42.4 بالمئة من الأصوات، من رفع اليمين المتطرف إلى مستوى قياسي في فرنسا، ما يُنذر بأن الرئيس سيواجه صعوبات كبيرة. وسيكون أول تحد أمامه الحصول على الأغلبية في الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو/حزيران.

ماكرون يفوز بفارق مريح على لوبان لكن من المتوقع أن يواجه وضعا صعبا في الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو
ماكرون يفوز بفارق مريح على لوبان لكن من المتوقع أن يواجه وضعا صعبا في الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو

ووعد زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي حلّ في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات، بأن تكون الانتخابات التشريعية المقررة في 12 و19 يونيو/حزيران، جحيما بالنسبة لماكرون معتبرا أنه رئيس "انُتخب بشكل سيء". وقال إن "الجولة الثالثة تبدأ هذا المساء".

ووُصف ماكرون بـ"رئيس الأثرياء" خصوصا بسبب قرارين اتخذهما في بداية ولايته ولم يقبلهما اليسار أبدا وهما إلغاء الضريبة على الثروات وتخفيض إعانات السكن.

وأثارت مواقفه الخلافية بشأن عدة مسائل وممارسته العمودية للسلطة استياء جزء من الفرنسيين الذين اعتبروا أنه بعيد جدا عن واقع حياتهم اليومية والصعوبات المادية التي يواجهونها في نهاية كلّ شهر.

وجراء أعمال العنف خلال تظاهرات "السترات الصفراء" وتعامل قوات الأمن مع المتظاهرين إضافة إلى معاملة المهاجرين (الأفغان والسوريين والسودانيين...) بشكل "مهين" وفق منظمات غير حكومية دولية ووطنية خصوصا في كاليه (شمال)، فقد ماكرون بشكل نهائي جزءا من اليسار رغم أنه التيار السياسي الذي يتحدر منه.

وخسرت لوبن للمرة الثالثة في مسرتها انتخابات رئاسية. ولم تفلح مرة جديدة في تجاوز العتبة الكبيرة التي يمثلها انتصار اليمين المتطرف في فرنسا. لكن بحصولها على نتيجة مرتفعة، تضع لوبن عائلتها السياسية وأفكارها الراديكالية بشكل أكبر في صلب الساحة السياسية الفرنسية.

وتحصد لوبن ثمار إستراتيجية طويلة اتّبعتها منذ عقد لـ"نزع شيطنة" صورتها. فقد خففت حدة خطابها وبدت بمظهر المرشحة القريبة من مخاوف الفرنسيين، حتى أنها رفضت وصفها بأنها من اليمين المتطرف، رغم أن في الواقع لم يتغيّر برنامجها، خصوصا في ما يخصّ الهجرة.