مباحثات عسكرية مغربية أميركية تعزز مكانة المملكة كشريك موثوق

المغرب والولايات المتحدة يناقشان التعاون في مجال الصناعة الدفاعية واقتناء المعدات والتجهيزات مع المواكبة التقنية واللوجستية اللازمة والتكوين ونقل التكنولوجيا.

الرباط - تشير المباحثات العسكرية التي جرت الثلاثاء بين محمد بريظ المفتش العام للقوات المسلحة المغربية وقائد المنطقة الجنوبية ونائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي المكلفة بالشؤون الإفريقية جنيفر زاكريسك مرفوقة بالجنرال كينيث ب. إيكمان مدير الإستراتيجية والشراكة والبرامج بالقيادة الأميركية لإفريقيا وسفير الولايات المتحدة بالمغرب بونيت تالوار إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين واشنطن والرباط، فيما تعتبر المملكة شريكا موثوقا في بسط الاستقرار في منطقة شديدة الحساسية.

وأشارت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية إلى أن "المسؤولين الأميركيين أشادا بالعلاقات الممتازة بين القوات المسلحة المغربية والقوات الأميركية والتي تتمثل في أنشطة التعاون المكثفة والمنتظمة".

ووصف بريظ العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة بـ"الممتازة"، لافتا إلى أنها متجذرة في التاريخ، مذكّرا بأنها "انطلقت بالتوقيع في العام 1786 على معاهدة السلام والصداقة المغربية الأميركية التي تعدّ أقدم معاهدة على الإطلاق توقعها الولايات المتحدة مع بلد ثالث والتي أرست أسس علاقة عريقة".

وشكل اللقاء فرصة لمناقشة مختلف جوانب التعاون العسكري بين الجيشين المغربي والأميركي، لا سيما في مجال الصناعة الدفاعية واقتناء المعدات والتجهيزات مع المواكبة التقنية واللوجستية اللازمة والتكوين ونقل التكنولوجيا، بالإضافة إلى توطيد التعاون الثنائي في مجال تدبير الكوارث، وفق موقع "هيسبريس" المغربي.

وشهد التعاون العسكري بين الرباط واشنطن خلال السنوات الأخيرة تطورا لافتا خاصة بعد أن وقعا البلدان في العام 2020 اتفاقية في هذا المجال تمتد على 10 سنوات، بينما كثفا التنسيق بشأن صفقات تسلح عالية المستوى تشمل صواريخ 'هيمارس' الدفاعية والبدء في تصنيع طائرات 'الأباتشي' وحصول المملكة على قذائف 'تاو' الدفاعية.

ويعتبر المغرب شريكا وحليفا هاما للولايات المتحدة وبلدا مستقرا للغاية في قارة ومنطقة تحتاج إلى الاستقرار. وأشار تقرير لإدارة التجارة الدولية (إيتا) التابعة لوزارة التجارة الأميركية إلى أن "المغرب يعتبر أحد أكبر مشتري أنظمة الدفاع الأميركية على المستوى الافريقي مع بلوغ ميزانية الدفاع في العام 2023 نحو 17 مليار دولار ضمن خطة تمتد إلى العام 2030 لتحديث وتطوير قدرات الجيش المغربي".

وفي سياق متصل شرع الجيش المغربي نهاية الشهر الماضي في الاستعداد لمناورات الأسد الأفريقي التي ستجرى خلال الفترة من 20 إلى 31 مايو/آيار المقبل بمناطق أكادير وتيفنيت (وسط) وطانطان والمحبس وطاطا في الصحراء المغربية والقنيطرة وبن جرير بهدف تطوير قابلية العمل المشترك التقني والإجرائي بين القوات المسلحة الملكية وقوات البلدان المشاركة.

وأشار الجيش المغربي إلى أن "الأسد الإفريقي"، الذي يعد أكبر تمرين متعدد الجنسيات في القارة الإفريقية لتعزيز السلام والأمن بالمنطقة سيحتفي هذه السنة بالذكرى العشرين لإطلاقه، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.