محاولات تركية مضنية لتخفيف وطأة العقوبات الأميركية

أنقرة تبحث مع الولايات المتحدة تشكيل مجموعة عمل مشتركة بشأن العقوبات في مسعى لتحسين العلاقة مع واشنطن وفك عزلتها.

أنقرة - تحاول تركيا التي تعيش أزمة اقتصادية آخذة في التفاقم وعزلة عميقة بسبب سياساتها العدوانية، إلى فك عزلتها وتخفيف وطأة العقوبات الأميركية وذلك عبر تحركات دبلوماسية حثيثة لتحسين العلاقات مع واشنطن.

وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء إن أنقرة وواشنطن بدأتا محادثات لتشكيل مجموعة عمل مشتركة تتعلق بالعقوبات الأميركية التي فُرضت على أنقرة لشرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400.

وأضاف أيضا إن بلاده مستعدة لاتخاذ خطوات لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وتأمل في أن تفعل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الشيء نفسه.

وفرضت واشنطن العقوبات هذا الشهر على هيئة الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل دمير وثلاثة موظفين آخرين بعد حصول أنقرة على المنظومة الروسية.

واقترحت تركيا في وقت سابق تشكيل مجموعة عمل لتقييم التأثير المحتمل لمنظومة إس-400 على أنظمة حلف شمال الأطلسي، وهو اقتراح رفضته واشنطن في البداية.

وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي الأربعاء إن نظيره الأميركي مايك بومبيو أبدى اهتماما الآن بتشكيل مجموعة عمل مشتركة.

وأضاف "في لقائنا مع بومبيو، قلنا إن اقتراحنا ما زال قائما وقال الأميركيون فلنعمل معا على هذا الأمر. هناك محادثات جارية حاليا، لم تشكل مجموعة العمل المشتركة بعد".

وتقول تركيا إن شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية لم يكن خيارا بل ضرورة لأنها لم تتمكن من شراء أنظمة دفاع جوي من أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي بشروط مُرضية.

وتقول واشنطن إن صواريخ إس-400 تشكل تهديدا لطائراتها المقاتلة من طراز إف-35 وأنظمة الدفاع الأوسع لحلف شمال الأطلسي.

وساهمت عقوبات أوروبية وعربية سابقة في ركود الاقتصاد التركي الذي يعاني نهج الرئيس التركي رجب طيب اردوغان العدواني تجاه المجتمع الدولي، ما تسبب في عزلة تركيا بالإضافة إلى نفور المستثمرين في ظل وضع غير مستقر حدث نتيجة تدخلات تركيا العسكرية في أكثر من جبهة صراه في العالم.

وفرضت واشنطن العقوبات على تركيا وفق قانون معاقبة الدول المتعاونة مع خصوم الولايات المتحدة الأميركية المعروفة بـ"كاتسا" الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب ودخل حيز التنفيذ في 2 أغسطس/آب 2017.

وتأثرت العلاقات بين واشنطن وأنقرة إلى حد التوتر بعد شراء الأخيرة لمنظومة الصواريخ الروسية 'اس-400' على الرغم من الاعتراضات الأميركية، حيث وصفت واشنطن أن الخطوة التركية تمثل تهديدا لدفاعات حلف شمال الأطلسي، وهو ما دفع الإدارة الأميركية لإعداد عقوبات ضد تركيا.

وأبرمت تركيا اتفاقا مع روسيا لشراء منظومة إس-400 في 2017 وبدأ تسليم أول أربع بطاريات صواريخ وقيمتها 2.5 مليار دولار في يوليو/تموز من العام الماضي.

وتجاهلت بذلك تركيا التحذيرات الأميركية من أن شراء منظومة الدفاع الروسية سيجعلها عرضة لـ"قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات"، الذي ينص على فرض عقوبات اقتصادية على أي كيان أو بلد يبرم عقود تسليح مع شركات روسية.

ومن المرجح أن تعمق العقوبات الأميركية الجديدة على غرار تلك التي فرضتها واشنطن على أنقرة بسبب تدخلها عسكريا شمال سوريا، عزلة أنقرة ويفاقم مشاكل الاقتصاد التركي المتراجع.