محمد إدريس أبو الهيجاء يشهر 'ابنة قلبه'

المسرحي والروائي يكشف عن روايته الرابعة وسط حضور لافت من المثقفين والمهتمين وعرضين مسرحيين واخر موسيقي يستحضران معاناة الفلسطينيين في غزة.

خلال حفل في قاعة بلدية إربد الكبرى وبرعاية رجل الأعمال باسم الحصري أشهر المسرحي والروائي محمد إدريس أبو الهيجاء روايته الرابعة المسماة "ابنة قلبي" بمشاركة الأدباء والنقاد: عبدالرحيم جداية، إيمان العمري، ود. ابراهيم الطيّار، وأدار مفردات الحفل الكاتب موسى النعواشي وسط حضور لافت من المثقفين والمهتمين، وتميز حفل الاشهار بعرض مسرحي استحضر فيه معاناة الفلسطينيين في غزة هاشم وكما غنى الحضور وقوفا مع الفنان الأردني أحمد فياض "موطني.. موطني" على موسيقى الجراح.

إلى بدأت فعاليات الجلسة النقدية لرواية "ابنة قلبي" المتحدث الأول كان الشاعر والناقد عبد الرحيم الذي كعادته أجاد في سبر أغوار الرواية في قراءته المعنونة "رحلة الكائن الزمني في رواية: ابنة قلبي" للروائي محمد أبو الهيجاء.

 جداية افتتح دراسته بالقول: "لقد شارك الراوي ملاحظة في مفتتح الرواية يخاطب القراء، وربما آيلين قائلا لها: "بعد أن تنتهي من قراءة هذه الرواية أتمنى أن تعودي إلي، ولأول مرة أتمنى أن يعود إلي شخص لا كتاب" إذن لم يكتب الرواية لنا، كتبها رسالة لآيلين، كتبها كي تعود إليه شخصيا، نعم يريدها بكامل إنسانيتها، يريدها أن تتخلى عن نرجسيتها، لا يريدها كتابا، فقد سئم من الأسرار والصناديق المقفلة، يريدها هي، وأنا القارئ العاشق للأسرار أريد فك رموزها، وطلاسمها ولن أحكي للقراء تلك الأسرار.

وتساءل الدارس جداية: لقد زادني تحيرا، أقول له من آيلين؟ فيقول لي: "إنها أسطورة وأنها الطوفان، ولعبة التاريخ، وهي الميثولوجيا، أخبرني انها الفاصلة والنقطة والإعراب"، آه.. فهمتك الآن أيها الرومنسي العاشق، هي حواء التي أخرجتك من الجنة، نعم "وهي جميع النساء" تعيدني لنزار قباني العاشق، صاحب اللغة، إنه يشبهك كثيرا يا آدم، فهو من نسلك، وربما كل ما أنجبت حواء من نسلك أيضا، من أنت يا آدم؟ فأنا لا أثق بأقوال رجل عاشق، فهو يهيم بأودية كثيرة، والآن أيها الكائن الزمني: "تنظر إلى الصور بعد أن فارقتها سنة إلا يوم"، وكأنك نوح وليس آدم، وربما تكون من الفتية الذين أووا إلى الكف وازدادوا تسعا.

واختتم دراسته حين قال: "في هذا الوقت أعترف لك أني ارتحلت معك أيها الكائن الزمني، فلست قارئا جيدا كي أواصل معك الرحيل، هو الفراق بيننا، ما زال يشدك عطر آيلين، فأنت عالق بذلك العطر وكأنك زوسكند، وكأنها اللعنة، نعم هي لعنة العطر، فكيف لي أن أشعر بتلك الرعشة وانت تصنع عطرك، وروايتك من جلود النساء".

الشاعرة د. إيمان العمري في مداخلتها النقدية قالت: "وجعٌ مفتوح على الذات بلغة منحوتة بعناية مصنوعة بدقة عالية تُضيع منك حكاية السرد مرة تلو مرة ثم تعود تقبض على الحكاية مرة أخرى فأنت قد تشتغل بالكتابة عن المكتوب عنه الكاتب يخرجك بلغته العالية من الحكاية إلى حكاية الذات في حرب فردية لكنها تملك عقلاً جمعياًواحداً لكل من حرم من الحبيبة بشكل من الأشكال... فالموت والفراق والخيانة وجه واحد لغياب الحبيبة فأنت لا تعرف هل ماتت البطلة أم فارقت لظروف قاهرة أم خانت؟ ففي وجه الحبيبة جغرافية وطن وموسيقى حضارة.. فهل كانت آيلين رمز لانتكاسات الوطن العربي أم طرح زمني تاريخي مفتوح ام رمزية مطلقة للوطن البديل.. فشجن لم تستطع أن تحل مكان آيلين ولا بشكل من الأشكال".

اختتم القراءات الشاعر د. إبراهيم الطيّار حيث أشار في قراءته حول الرواية قائلا: هي ابنة القلب التي ايلين التي كانت أقرب من شغاف القلب لآدم، تلك التي قرنها محمد ابو الهيجاء في هذه الرواية بوصف شمولي غاية في الروعة في ليلة تحمل كل تفاصيل الكون بجمالية الاندلس وعبق دمشق وقدسية القدس وعراقة الأحلام، فكانت عنوانا لجدلية الفراق ومتاهات الحب والفراق والنسيان، واشكالية فلسفية تشرح سمو الروح ومتاهات ليالي الشوق التي تعذب العاشقين، فلا يعرف ما يعانيه العاشق الولهان إلا هو مع أننا كلنا عشاق وعاشقين، وقد عبر آدم الشخصية الرئيسية في هذه الرواية عن كل مشاعر العاشق المفارق والمتيم الحالم والغارق في الذكريات المؤلمة والمفرحة، فقد أجاد كاتب الرواية في الغوص في تفاصيل التفصيل التي تشغل بال الهائمين في عالم العشق".

ومن جهته المحتفى به وبروايته محمد أبو الهيجاء قرأ مشهدا من الرواية حاز على إعجاب الحضور، واختتم الحفل بتكريم المشاركين من راعي حفل الإشهار.