محمد بغداد يوثق 'ليلة سقوط النخب الجزائرية في الانتخابات'

الدراسة تحاول الإجابة عن أسئلة أهمها أفول ما سماه بـ'النخب النجومية' وبالذات من جيل جديد تمكن في ظرف وجيز من التحول إلى مؤثر في اتجاهات الرأي العام وكسب مواقع مهمة في الاهتمام الجماعي عبر تمكنه من الحصول على مهارات معقولة في التحكم في تكنولوجيات الاتصال الحديثة والسيطرة على منصات التواصل الاجتماعي.
اسماعيل علال
الجزائر

الانتخابات الجزائرية التي جرت في سنة 2021 البرلمانية والمحلية تناولتها دراسة إعلامية للكاتب والإعلامي الدكتور محمد بغداد، وهي الدراسة التي ركزت على الجوانب التحولات التي عرفتها هذه الظاهرة كونها جاءت في سياق مشروع إعادة بناء مؤسسات الدولة وهي العملية التي عرفت انخراط الجيل الجديد من النخب الذي عمل على التسلح بالتكنولوجية الاتصالية الجديدة  للوصول إلى ممارسة السلطة.

الدراسة التي صدرت عن دار سارة للنشر فضل الإعلامي والكاتب محمد بغداد أن يوسمها بــ "غدر المنصات الافتراضية ليلة سقوط النخب في الانتخابات" وهي الدراسة التي استند فيها إلى المقاربة التساؤلية، محاولا الإجابة عن بعض الأسئلة التي شغلت الرأي العام والتي نتجت بعد إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة البرلمانية والمحلية والتي اعتبر الكاتب أن أهم ما يميزها السقوط المدوي لتلك النخب التي سماها بـــ"النخب النجومية" وبالذات من الجيل الجديد التي تمكن في ظرف وجيز من التحول إلى مؤثر في اتجاهات الرأي العام وكسب مواقعا مهمة في الاهتمام الجماعي، عبر تمكنه من الحصول على مهارات معقولة في التحكم في تكنولوجيات الاتصال الحديثة والسيطرة على منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي كان دافعا قويا للكثير من هؤلاء في الاندفاع للانخراط في العمل السياسي والسعي إلى الحصول على ممارسة السلطة.

المقاربة التساؤلية للدكتور محمد بغداد توزعت بين محاول سبعة بدايتها بمحور التساؤل الذي فتح فيها الكاتب المجال أمام الأسئلة المعرفية والمنهجية في تناول مثل هذه الظواهر المتحركة، لينتقل إلى مجال المفاهيم العلمية والميدانية التي تجمع بين المستويات الانتخابية وتحولاتها وتناقضات الممارسة الإعلامية الافتراضية، ولم ينسى الكاتب الجوانب السلوكية للنخب الافتراضية في ممارستها العملية السياسية وهي الحالة التي سماها "أزمنة الهوس" مركزا على رصد السلوكات الاتصالية التي اعتمدتها النخب الافتراضية، أما في مجال ما اعتبره الكاتب "الجثث المتحفزة" فقد رصد ردود فعل النخب التقليدية على ضربات النخب الافتراضية، مبينا الكثير من الحالات التي ومساحات الصراع بين النخبتين ونتائجها، لتكون مساحة نتائج الصراع محل توقف من طرف المؤلف التي سماها "دهشة التواري"، أين تناول حالة الانحسار والتراجع التي عرفتها النخب الافتراضية بعد إعلان نتائج الانتخابات.

أما في مجال الصراع الذي عرفه المشهد الانتخابي فتوقف الباحث على "الأسلحة الصدئة"، متتبعا أساليب الصراع وتقنياته، ليكون المحور الأهم متمثلا في ما سماه الباحث بالعودة التي كانت أقرب إلى الدعوة إلى ضرورة انتقال الظاهرة السياسية برمتها إلى مجال المخابر والمؤسسات البحثية للإجابة عن الاسئلة الكبرى.