محمد شعير يدعو في 'مصنع السكر' للتعايش المشترك

مثقفون مصريون يحتفون بالتجربة الروائية الجديدة للأديب محمد شعير.

احتفى مثقفون مصريون بصدور رواية "مصنع السكر" للأديب محمد شعير، والتي صدرت عن دار غراب للنشر والتوزيع بالقاهرة.

وفي ندوة تقدم الحضور رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عصام شرف، ونقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، وقدمتها الإعلامية رانيا محمود، دارت نقاشات واسعة، حول الرواية وشخوصها وعوالمها وأحداثها التي دارت ما بين مصر وسوريا والقارة العجوز، حيث يربط الحب قلبي رسام مصري احترف تصميم أغلفة الكتب ومثقفة سورية، التقيا عبر العالم الافتراضي إبان جائحة كورونا، حيث تشهد الرواية انعطافات مختلفة وأجواء جمعت بين العشق والخيانة، والفرح والدموع، والنور والنار.

الدكتور عصام شرف، رأى أن محمد شعير بدا وكأنه يحاول خِداعنا عبر أحاديث الغرام في روايته التي حملت في ثنايا أحداثها وشخصيات أبطالها إثارة الكثير من القضايا الكبرى مثل قضية الوحدة بين الشعوب، ومعاناة العيش في ظل المعاناة التي فرضتها جائحة كورونا، وأنه حتى الأسماء التي حملتها شخوص الرواية هي أسماء اختيرت بعناية لتعبر عن الشخصيات بعمق، إضافة إلى مناقشة الرواية لقضية الحب في زمن الحرب، بجانب مناقشة التناغم الإنساني وقبول الآخر، مع تعزيز فكرة العيش المشترك بين أطياف إنسانية تختلف أديانها ومذاهبها وثقافاتها.

الكتابة وسيلة لترميم أوعية الحياة الهشة

وأما الكاتبة والناقدة الدكتور فاطمة الصعيدي، فقد اختارت لمداخلتها حول الرواية عنوان "الكتابة وسيلة لترميم أوعية الحياة الهشة"، فقالت بأن هذا هو العنوان الذي ستكتبه عنوانا لمقالها في حال كتابتها دراسة نقدية حول الرواية وعوالمها.

وبيّنت الصعيدي كيف أن الكاتب محمد شعير أراد من خلال روايته بكل شخوصها وأحداثها ترميم ما وصفته بـ"الأوعية التي تحطمت في زمن الحروب والأوبئة"، وكذلك ترميم النفوس، مشيرة إلى أن الغلاف كان لافتا ومعبرا عن الرواية بشكل جيد

وأكدت على أن الهدف الذي سعى له محمد شعير من كتابة روايته "مصنع السكر" ليس مجرد تقديم حبكة أدبية لقصة حب، وإنما كان هدفه نشر رسالة سلام ومحبة وتوجيه دعوة إلى التقارب والتآلف بين البشر وكذلك تقديم رسالة تبث الأمل في أن المستقبل أفضل ولو على المدى البعيد.

كما تحدثت الدكتور فاطمة الصعيدي، خلال الندوة، عن الأداء اللغوي للكاتب، منوهة إلى أن هناك مستويات ثلاث للكتابة في الرواية، وأول هذه المستويات استخدام الكاتب للغة السورية باعتبارها لهجة محببة بين الناس، والمستوى الثاني الذي تمثّل في اللغة المجازية، حيث استخدام الكاتب في بناء جمله أدوات عدة منها المحسنات البديعية، والصور الجمالية، والموسيقى الداخلية، بجانب التناص مع آيات من القرآن الكريم، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة، وأما المستوى الثالث للكتابة في رواية "مصنع السكر"، فقد تجسّد في اللغة "التقريرية الإخبارية" التي استخدمها كاتب الرواية في تقديم الأحداث وتفاصيلها، وهي اللغة المناسبة لتقديم المعلومات التي قد لا يكون مناسبا تقديمها باستخدام لغة وجماليات الأدب.

المفارقات الاجتماعية والسياسية

وخلال مداخلتها بالندوة، أشارت الكاتبة الدكتورة نوران فؤاد إلى أن رواية "مصنع السكر" جاءت حافلة بـ"المفارقات الاجتماعية والسياسية، ورسمت حالة من حالات الإنسان اليأس والرجاء".

وأما الدكتور أيمن منصور ندا الأكاديمي في مجال الإعلام، فقال بأن الرواية حققت له المتعة لكنها لم تحقق الإقناع بحسب قوله.

وأما الكاتبة السورية مريم صالح شعبان، فقالت في مداخلة مسجلة أذيعت على أسماع المشاركين بالندوة أن مدينة حمص التي تنتمي إليها بطلة رواية "مصنع السكر"، هي بالفعل مدينة التنوع الطائفي، ورأت بأن الكاتب أجاد في وصف تلك المدينة وتمكن من الحديث بلهجتها وكذا النقل الصحيح لأسماء الأماكن ووصفها بدقة.

الندوة شهدت أيضا مداخلات من الدكتورة رانيا يحيي، والدكتورة إيمان سند، والشيخ نشأت زارع، والصحفيون محمد شمروخ، وسعد سلطان، وعلي الفاتح، وأكدوا في مداخلاتهم على ضرورة إتاحة حرية الإبداع لكل أديب والتوقف عما أسموه بالمحاكمات الأخلاقية للأدب.