مخاوف من الركود تهوي بأسعار النفط

سوق النفط تكافح للتخلص من مخاوف الركود وليس هناك ما يشير إلى أن هذا سيتغير في أي وقت قريب.
أمين عام أوبك ينفي أي مسؤولية للمنظمة في ارتفاع الأسعار
تراجع لافت في مخزونات النفط الأميركية

لندن - انخفضت أسعار النفط اليوم الأربعاء إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر، إذ طغت المخاوف من احتمال حدوث ركود عالمي من شأنه أن يضعف الطلب على تقرير أظهر انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 44 سنتا أو 0.5 بالمئة، إلى 91.90 دولار للبرميل. وكانت انخفضت في وقت سابق إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير/شباط عند 91.64 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسعة سنتات أو 0.1 بالمئة، إلى 86.44 دولار للبرميل.

وقال ستيفن برينوك من 'بي.في.إم' للسمسرة في النفط "سوق النفط تكافح للتخلص من مخاوف الركود وليس هناك ما يشير إلى أن هذا سيتغير في أي وقت قريب".

ونالت الأسعار في وقت سابق دعما من تقرير أظهر انخفاض مخزونات الخام والوقود الأميركية. وقالت مصادر مستندة إلى أرقام معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء إن مخزونات الخام تراجعت بنحو 448 ألف برميل والبنزين بنحو 4.5 ملايين برميل. وتصدر بيانات المخزونات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة في الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش.

وارتفع النفط في عام 2022 ليقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 147 دولارا في مارس/آذار بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أدى إلى تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات. وانخفضت الأسعار منذ ذلك الحين مع تلاشي هذه المخاوف بفعل احتمالية حدوث ركود.

وقال الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص اليوم الأربعاء لشبكة "سي.إن.بي.سي" إن عدم كفاية الاستثمارات في قطاع النفط والغاز هو السبب الرئيسي وراء الارتفاع الأخير في الأسعار وإن أوبك ليست مسؤولة عنه.

وأضاف "هناك عوامل أخرى خارج أوبك تقف بالفعل وراء الارتفاع الذي شهدناه في الغاز والنفط. ومرة أخرى، أعتقد باختصار، الأمر بالنسبة لي يرجع إلى نقص في الاستثمارات..  نقص مزمن في الاستثمارات"، مضيفا "أوبك ليست وراء هذه الزيادة في الأسعار".

وقال كريج إيرلام من شركة أواندا للسمسرة "هناك مخاطر نزولية متزايدة نتيجة لتوقعات النمو وعدم اليقين المستمر بشأن القيود التي تفرضها الصين لاحتواء تفشي كوفيد-19".

وفي غضون ذلك، تتابع السوق عن كثب محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع القوى العالمية عام 2015. وقد يؤدي التوصل إلى الاتفاق في هذا الخصوص إلى زيادة صادرات النفط الإيرانية.

وتوقع الأمين العام الجديد لأوبك  أن تواجه أسواق النفط العالمية احتمالات كبيرة بحدوث نقص في الإمدادات هذا العام، مع استمرار تعافي الطلب وتضاؤل الفائض المتاح في الطاقة الإنتاجية.

وقال إن المخاوف من تباطؤ الاستهلاك في الصين والعالم ككل والتي دفعت أسعار النفط الخام إلى الانخفاض بنسبة 16 بالمئة هذا الشهر، مبالغ فيها، مضيفا أن الإمدادات الإضافية المتاح للمنتجين في أوبك ضخها في السوق آخذة في النفاد.

وتابع "إننا نعمل على جليد رقيق، إذا جاز لي التعبير، لأن الطاقة الفائضة أصبحت قليلة  واحتمال حدوث نقص أمر قائم".

ورغم تراجع الأسعار العالمية للنفط، فإن أمين عام أوبك لا يزال واثقا من أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا هذا العام، بدعم من خروج الصين من عمليات الإغلاق ذات الصلة بكورونا.

وفاجأ تحالف "أوبك بلس"، للمنتجين من أوبك وخارجها، التجار في وقت سابق من هذا الشهر بالموافقة على زيادة إنتاج رمزية، تبلغ مئة ألف برميل فقط في اليوم، رغم دعوات الرئيس الأميركي جو بايدن لضخ إمدادات إضافية.

وقال الغيص إن الطاقة غير المستغلة لأوبك وشركائها تتراوح بين مليوني وثلاثة ملايين برميل يوميا، تعادل 3 بالمئة من الإنتاج العالمي، مضيفا أن الأزمة الحالية تعود لسنوات من نقص الاستثمار في صناعة النفط حول العالم، سواء فيما يتعلق بتنمية الإمدادات الجديدة أو بناء المصافي والبنية التحتية الأخرى لمعالجتها.

وتفاقمت خسائر النفط هذا الأسبوع وسط مؤشرات على أن إيران العضو في أوبك، تقترب من التوصل لإعادة إحياء اتفاقها النووي، وهو ما من شأنه رفع العقوبات الأميركية على تجارتها النفطية.

إلا أن أمين عام أوبك أكد أن الطلب العالمي لا يزال جيدا بما يكفي لاستيعاب أي تدفقات إضافية من إيران، شريطة أن يتم ضخها بطريقة مسؤولة وتدريجية.

وقال إنه في ظل وجود الكثير من عدم اليقين، فإنه من السابق لأوانه تحديد ما سيقرره تحالف أوبك بلس عندما يجتمع في الخامس من سبتمبر/أيلول.