مديرة النقد الدولي تقرّ بأن تونس ليست في حاجة لإعادة هيكلة الديون

كريستاليا غورغييفا تؤكد أن تونس ليست في وضع خطير، لافتة إلى أنها كلما أسرعت في اتخاذ بعض التدابير لتحسين وضعها المالي وتعزيز أدائها الاقتصادي كان ذلك أفضل بالنسبة لها.

تونس - قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستاليا غورغييفا إن تونس في حاجة إلى إجراءات عاجلة لاستكمال ترتيبات الاتفاق المتعثر بشأن قرض بقيمة 1.9 مليار دولار، رغم إقرارها بأن البلاد ليست في مرحلة إعادة هيكلة ديون، في أحدث ردّ من الجهة الدولية المانحة بعد الموقف الذي اتخذه الرئيس التونسي قيس سعيد برفضه الرضوخ لما يعتبرها إملاءات تهدد السلم الأهلي للبلاد.

وقال غورغييفا إن "الوضع الاقتصادي في تونس مضطرب"، مشيرة إلى أن "البلد الواقع في شمال إفريقيا لا يزال بحاجة إلى إجراءات عاجلة لاستكمال الترتيبات المتعلقة بحزمة إنقاذ قيمتها 1.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي"، وفق وكالة "بلومبرغ".

وتابعت أن "إعادة هيكلة ديون تونس ليست مطلوبة لأنها ليست في وضع خطير حتى الآن"، لكنها استدركت قائلة "مع ذلك كلما أسرعت في اتخاذ بعض التدابير لتحسين وضعها المالي وتعزيز أدائها الاقتصادي كان ذلك أفضل بالنسبة لها".

وكان وزير الخارجية التونسي نبيل عمار قال خلال زيارته إلى موسكو منذ نحو أسبوعين إن "تونس لديها شروط واضحة للعمل مع صندوق النقد الدولي وحددت خطوطا حمراء لا تتخطاها حفاظا على المصالح الاقتصادية للبلاد وعلى استعداد للعمل في إطارها".

وأكد عمار استعداد بلاده للتعاون مع صندوق النقد الدولي داخل هذا الإطار، مشيرا إلى أنه "ليس في مصلحة أي طرف أن يتعثّر الاقتصاد التونسي".

ووصلت المفاوضات بين تونس وصندوق النقد الدولي حول هذا القرض إلى طريق مسدود، فيما توقفت المشاورات بين الطرفين منذ نهاية العام 2022 ولم تحرز أي تقدم.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد واضحا في موقفه الرافض لشروط الجهة الدولية ومن بينها رفع الدعم عن عدد من المواد الأساسية، مشبّها ذلك بتقريب عود ثقاب مشتعل من مواد شديدة الانفجار، مشددا على أن السلم الأهلي للبلاد خط أحمر.

ويعتبر سعيد أن خفض دعم السلع الغذائية والمحروقات سيضر بالفئات المهمشة والفقيرة ويزيد في معاناتها وأكد في عديد المناسبات على ضرورة التعويل على الذات، لافتا إلى "الحل يكمن في العمل وخلق الثروة ومساهمة كل الأطراف مساهمة حقيقية تقوم على الشعور المفعم بالمسؤولية وبالانتماء للوطن"

وشدد سعيد خلال اجتماعه بوزير الخارجية التونسي منذ يومين على أن "تونس تتمسك بسيادتها ولن ترضخ لأي ضغط لأن سيادة الدولة فوق كل اعتبار، كما لن تتعامل إلا الندّ للندّ مع الشركاء في إطار الاحترام المتبادل".

وكشف الخبير الاقتصادي التونسي محسن حسن في تصريح لوكالة تونس أفريقيا الأسبوع الماضي أن "تونس تمكنت من تسديد ديونها الخارجية للعام الحالي مخالفة بذلك توقعات البعض من وكالات التصنيف الدولية"، لافتا إلى أن البلاد نجحت في ذلك بفضل تحويلات التونسيين بالخارج وإيرادات القطاع السياحي.