منيرة بن حميدة تسافر في الأمكنة والعوالم نحتا للبهاء وترميما للذات

ضمن سياق تجربتها الفنية وقبيل المعرض الشخصي بالعاصمة التونسية في جوان 2024، التشكلية تعرض أعمالا فنية جديدة ضمن الصالون الوطني للفنون التشكيلية بقصر خير الدين.
مشاركة في فعاليات بدبي وأعمال جديدة عن المدينة المتخيلة وفق مساحات للحلم والوجدان

المدينة وحالاتها المتعددة تعدد النظرات والأمزجة والحالات حيث القول بالفن والرسم والتلوين كمجالات افصاح ضمن سفر في الأمكنة والعوالم نحتا للبهاء وترميما لما تداعى من جدران الذات التي هامت بالبحث ضمن دروب الفن شغفا وتقصدا وابحارا بعيدا عن ضجيج الناس ورتابة الواقع والمألوف..

هكذا هي الفنانة التشكيلية منيرة بن حليمة التي تواصل تجربتها مع الفن التشكيلي حيث عادت من دبي مؤخرا بعد عرض عدد من أعمالها الفنية لتكون مشاركتها مؤخرا بمعرض الصالون الوطني للفنون بقصر خير الدين بالمدينة العتيقة الذي افتتح مساء يوم الجمعة 26 أفريل الجاري وبمشاركة واسعة للفنانين التونسيين وعبرت مشاركتها ضمن عملين فنيين عن عشقها الدفين للأمكنة ومنها المدينة بمعمارها المتخيل من قبلها في تجريدية وتعبيرية للقول بالفن كحالة تعبيرية بكثير من حميمية الذات.

عملان فنيان ضمن سياق من الأعمال الفنية التي تشتغل عليها من سنوات  وذلك في مجالات الفن والذهاب في دروبه حيث كانت بدايات الفنانة التشكيلية منيرة بن حميدة التي رغبت في الفن والتلوين تلقائيا منذ الصغر ترنو لما هو جميل كما تقول وتميل لرسم كل حالات البهاء وفق شعور داخلي يغمرها باعتبارها تنتصر في اختياراتها الفنية لكل ما هو يعبر عن تناسق في الألوان من مشهديات وأحوال ولباس مواضيع أخرى ...و تطور ذلك الى موهبة في الموضة والتصميم حيث تلقت تكوينا في هذا المجال لتبتكر عددا من التصميمات الأنيقة وبالتوازي مع الدراسة في مجالات التصميم والموضة والابتكار الجمالي في كل ذلك  كانت ممارساتها الفنية في الرسم التي بدأت بلوحة عن الزهور وتتالت أعمالها لتميل اثر ذلك الى ما هو غائم وغامض جماليا و...الى التجريد الذي وجدت فيه عالمها فقد تنوعت أعمالها لتكتشف الكثير في ممارستها الفنية التشكيلية حيث كانت مشاركاتها في المعارض المتعددة بتونس والجزائر وفي دبي وكانت لها مشاركة مميزة بأعمال فنية ضمن المعرض الجماعي للفنون التشكيلية بعنوان " قلق " بفضاء "الرواق" بسوسة.

هي تنشط وتعرض وتواصل حراكها في عالم الفن الذي أضاف لها الكثير كما تقول "الفن أعطاني التعبير والحرية والقول بما في داخلي من أحاسيس وتفاعلات هي في أعماقي ووجدت في الرسم ملاذا لأعبر عنها بقوة وبجمال.. أنا افتككت حياتي الفنية وضحيت بالكثير فالفن هو ملاذي وعالمي الرحب ومتنفسي الرائق والأنيق".

وتضيف "الرسم هو بهذا الشكل ومن خلال تجربتي علاج وابراز لمخزون وبكل جهد وحب وحرقة وتحد...فالرسم عشقي وكذلك الموسيقى التي ترافقني عند مواجهة اللوحة ..الرسم هو الحلم بالنسبة لي والرسم أيضا هو عملية هروب مما هو مرهق ومدمر ...هو هروب جميل من ضغوط شتى..و الرسم هو جمال آخر نشعر به في لعبتنا الجميلة مع الألوان أثناء الرسم ..الفن عموما يمثل لي ملاذا وفرحا ومتعة بصرية لا تضاهى وهو كياني بعد مسيرة حياة متعبة ...الرسم وممارسة الفن يجعلان من الفنان طفلا على الدوام وأنا أعيش هذا الشعور ...الفن فسحة جميلة ورائقة بالنسبة لي ولي عديد الأعمال التي هي موجودة من سنوات كما أنني أعمل الآن على الأعمال الجديدة حيث أعد لمعرضي الشخصي خلال شهر جوان 2024 وأتمنى أن يكون شاملا في ما يقدمه من فكرة عن تجربتي الفنية لسنوات...".

الفنانة منيرة تمارس فنها بروح طفلة وبشموخ فراشة وبرغبة طيور لا تلوي على غير التحليق عاليا وبعيدا في سماء شاسعة الجمال والنظر والأحلام.

 معرضها القادم يضم عددا من لوحات تجربتها خلال سنوات وسيكون بفضاء للعروض الفنية التشكيلية بالعاصمة وخلال شهر جوان 2024 تجربة وذهاب نحو الحلم المفتوح في عالم متجدد ومتغير يحتاج فنا جميلا ورائقا.