مهرجان الربيع يذكر الموصليين بقدرتهم على صناعة الحياة من جديد

اختتمت فعاليات مهرجان الربيع في مدينة الموصل والتي استمرت فيها الفعاليات ليومين. وكانت قد انطلقت فعاليات المهرجان من منصة الاحتفالات بنسخته السابعة والثلاثين وضم المهرجان خمس وعشرون موكبا مختلفاً وحضور جماهيري غفير.

 وتم خلال المهرجان استعراض العديد من الأنشطة والفعاليات كالمواكب السيارة التي هي عبارة عن عربات مزينة عبرت عن تاريخ وتراث مدينة الموصل، وكذلك الرقصات الشعبية والأغاني التراثية إضافة إلى عروض الاشغال اليدوية التي تعكس الهوية الثقافية للمدينة.

 استمر المهرجان ليومين بدءاً من سير المواكب السيارة أمام منصة الاحتفالات ثم الحفل الفني المسائي لنقابة الفنانين في متنزه باب الطوب، وأعقبه في اليوم التالي معرض الزهور ومعرض البزار والاشغال اليدوية وحفل الختام أقيم في مسرح جامعة الموصل حيث الحفل الموسيقي والعرض المسرحي لكلية الفنون الجميلة في حفل أوركسترا (وتر).

 من جانبه قال محافظ نينوى عبد القادر الدخيل ان "مهرجان الربيع في الموصل بمعناه الحقيقي، يرسل رسالة للعالم بأكمله بأن المدينة لا تزال قادرة على الاحتفاء بتراثها وثقافتها رغم كل الصعوبات التي مرت بها، وهو تحية للحياة والأمل والصمود في وجه الصعاب"، مضيفا بأن المهرجان "هو رسالة واضحة لما تشهده الموصل من حملة للإعمار والازدهار". مؤكدا على ان " أهل نينوى قادرون على صناعة الحياة من جديد".

ويذكر ان مهرجان الربيع في مدينة الموصل مهرجان سنوي دوري تقيمه بلدية الموصل في العاشر من نيسان/ابريل من كل عام احتفالاً بقدوم الربيع.

وكانت بداية المهرجان في عام 1969، في عهد المتصرف (المحافظ) علاء الدين البكري الذي وافق على فكرة المهرجان التي نشرت في مقالة في إحدى الصحف والتي طرحت فكرة إعادة إحياء مهرجان كان يقام في زمن الآشوريين لاستقبال الربيع وقامت بلدية الموصل بمساعدة أهالي المدينة والمدارس والنقابات بإطلاق النسخة الأولى للمهرجان وكانت البداية لمهرجان الربيع. ولكنه توقف لمدة عقدين من الزمان بسبب ظروف الاحتلال الأمريكي للبلاد بعد العام 2003، قبل أن يعود وينطلق من جديد في العام 2023.

صمم شعار المهرجان شيخ الخطاطين الموصليين يوسف ذنون، ويمثل الشعار زهرة البابونج الشهيرة التي تنتشر في الموصل والتي كان لها قدسية للآشورين حيث استخدمت في النقوش لتزيين الابنية والجوامع وفي وسط الزهرة تبرز منارة الحدباء الشهيرة لتمثل العمارة الموصلية ومكتوب تحتها مهرجان الربيع بالموصل.