'ميتا' تخطط لإطلاق منصة اجتماعية جديدة منافسة لتوتير

الشركة الأم لفيسبوك قد تعمق أزمة توتير من خلال العمل على إنشاء منصة اجتماعية جديدة تلبي رغبة وتطلعات مستخدمي المنصات الاجتماعية وكثير منهم من الغاضبين والمستائين من إجراءات إيلون ماسك.

سان فرانسيسكو - أعلنت 'ميتا' الشركة الأم لفيسبوك أنها تعمل على منصة اجتماعية جديدة "لمشاركة الرسائل النصية" في مشروع يعتبر منافسا محتملا لمنصة تويتر التي تشهد حالة من الاضطراب والأعطال وتمر بظرف دقيق اثر على أدائها.

ويبدو أن 'ميتا' تحاول استثمار حالة الإرباك والفوضى التي أحدثتها قرارات مالك الشركة الجديد إيلون ماسك، لاستحداث بديل يكون منافسا جديا لتويترن ما يفتح الباب أمام مصدر إيرادات أكبر تعزز بقاء فيسبوك متصدرا عرش المنصات الاجتماعية.

كما يمكن أن توفر المنصة الجديدة ملاذا بديلا لشريحة كبيرة من مستخدمي المنصات الاجتماعية الغاضبين والمستائين من قرارات المالك الجديد لتويتر.

وثمة احتمالات أخرى قد تعزز خطة 'ميتا' لإنشاء منصة اجتماعية منافسة لتويتر  كأن يلجأ الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ للاستفادة من كبار الموظفين الذين تم تسريحهم من تويتر.   

ومنذ استحواذ الملياردير إيلون ماسك على تويتر في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، عانت المنصة أعطالا وشهدت عمليات تسريح موظفين فيما توقف معلنون عن التعامل معها بسبب عدم وجود إشراف على المحتوى.

لكن حتى الآن، لم يظهر أي بديل رئيسي لتويتر، ما يجبر القادة العالميين والسياسيين والمشاهير والشركات، على الاستمرار في التواصل عبر المنصة لعدم وجود خيارات أخرى.

وبعد تقارير نشرها موقعا 'بلاتفورمر' و'ماني كونترول' الإخباريان، أكدت 'ميتا' الجمعة أنها بدأت العمل على المنصة الجديدة. وقالت المجموعة الأميركية في بيان مقتضب "نحن نستكشف شبكة اجتماعية منفصلة ولامركزية لمشاركة الرسائل النصية".

وذكرت تقارير إعلامية أن تطبيق 'ميتا' الجديد سيستخدم تقنية قابلة للتشغيل المشترك مع شبكة 'مستودون' ومنصات أخرى.

وسيكون هذا خروجا واضحا عن الممارسة المعتادة لشركات التكنولوجيا العملاقة، مع استمرار منصات مثل إنستغرام ويوتيوب العمل باستخدام خواديم الشركة وفق قواعد صارمة.

وتعمل 'مستودون' مستخدمة خواديم حوسبة لامركزية مع عدم وجود إدارة أو سلطة مركزية مسؤولة.

وفي ديسمبر/كانون الأول، حظر ماسك لفترة وجيزة حسابات تويتر التي توفر روابط لمنصات اجتماعية أخرى بما فيها فيسبوك وإنستغرام ومستودون.

وتعمل تويتر على ترميم شروخ وكبح فوضى عمت المنصة وهي واحدة من أكثر المنصات الاجتماعية استخداما، منذ تولي ايلون ماسك إدارتها.

وأطلقت خطة إيلون ماسك المالك الجديد لشركة تويتر إحدى أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخداما، في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي بالسماح لمستخدمي المنصة بالدفع مقابل الحصول على توثيق الحسابات بـ"العلامة الزرقاء"، العنان إلى فوضى عارمة مع انتشار تغريدات من حسابات تحمل العلامة التي بدأ تطبيقها أمس الخميس مزيفة منسوبة للرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، قالا فيها إنهما "يفتقدان قتل العراقيين".

وجاءت تلك الفوضى على نقيض ما صرح به المالك الجديد لتويتر الذي قال "تحتاج تويتر إلى أن تصبح إلى حد بعيد المصدر الأكثر دقة للمعلومات حول العالم. هذه هي مهمتنا"، مضيفا أن مستخدمي المنصة الذين يشاركون في انتحال للهوية دون الإشارة بوضوح إلى أنهم يستخدمون أحد حسابات "الساخرين" سيواجهون التعليق بشكل دائم دون سابق إنذار.

وأضاف أن المنصة كانت تصدر في السابق تحذيرا قبل التعليق، لكن مع إتاحة تويتر خاصية التحقق على نطاق واسع، فلن يكون هناك تحذير وكذلك "لا استثناءات"، مؤكدا أن هذا سيكون شرطا واضحا عند التسجيل في خدمة 'تويتر بلو'، موضحا أن أي تغيير في الاسم سيؤدي إلى فقدان مؤقت لعلامة التحقق من المستخدم.

ومع ذلك فإن ما حدث في تلك الفترة يشير بوضوح إلى حالة إرباك كانت متوقعة على نطاق واسع مع خطة ماسك المثيرة للجدل.

وكانت صحيفة 'ذا ناشيونال' الأسكتلندية، قد قالت في وقت سابق من العام الماضي إن خطة ماسك سرعان ما تحولت إلى فوضى عارمة، بينما اتخذ هو إجراءات مثيرة للجدل مع تسريحه لنصف الموظفين.