ميلوني في ليبيا لإعطاء دفعة لخطة "ماتي" الإيطالية في أفريقيا

مباحثات إيطالية ليبية بشأن التعاون بين البلدين في مجالا الطاقة والاقتصاد والبحث العلمي والصحة والملفات الأخرى المشتركة.

طرابلس - وقعت ليبيا وإيطاليا اليوم الثلاثاء عددا من مذكرات التفاهم في بعض المجالات وذلك خلال زيارة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني إلى طرابلس، في وقت تسعى فيه روما إلى تعزيز نفوذها في أفريقيا من بوابة خطة "ماتي" التي تهدف إلى تمتين الشراكات مع بلدان المنطقة.

وتعدّ زيارة ميلوني لليبيا الثانية منذ توليها منصبها، فيما التقت بعد وصولها برئيس الحكومة التي يقع مقرها في طرابلس عبدالحميد الدبيبة، بحسب مصادر رسمية.

وأفاد بيان صادر عن الحكومة الإيطالية في وقت سابق من اليوم الثلاثاء بأن الوزراء المرافقين لميلوني سيوقعون مع نظرائهم الليبيين "إعلانات نوايا" بشأن مشاريع التعاون في مجالات الصحة والتعليم والبحث وكذلك الشباب والرياضة.

وتندرج هذه الاتفاقيات ضمن "خطة ماتي" التي تحمل اسم إنريكو ماتي، مؤسس شركة "إيني" العملاقة الإيطالية للطاقة الذي دعا في الخمسينيات إلى إقامة علاقة تعاون مع الدول الأفريقية، من خلال مساعدتها على تنمية مواردها الطبيعية.

وأفادت حكومة الوحدة الوطنية في بيان بأن "الجانبين عقدا اجتماعا موسعا بشأن أوجه التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والاقتصاد والبحث العلمي والصحة والملفات الأخرى المشتركة بين البلدين".
وأضافت "تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الليبية ونظيرتها الإيطالية، وأخرى بين وزارتي الصحة بالبلدين ومذكرة ثالثة بين وزارتي الرياضة الليبية والإيطالية".
وتابعت أن الدبيبة ومليوني "عقدا اجتماعا ثنائيا لمناقشة عدد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، خاصة الجهود المبذولة بين البلدين في مكافحة الهجرة غير النظامية".
وتم الاتفاق على "عقد المنتدى الاقتصادي الإيطالي الليبي في نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بالعاصمة طرابلس لدعم القطاع الخاص بالبلدين"، وفق المصدر ذاته، كما أكد الجانبان على "ضرورة دعم جهود الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا وفق قوانين عادلة".

وبعد طرابلس، ستتوجه رئيسة الوزراء الإيطالية إلى بنغازي للقاء المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، الرجل القوي في شرق ليبيا، "في إطار التزام إيطاليا الموحد بالتواجد في جميع أنحاء ليبيا والعمل مع جميع الجهات الفاعلة الليبية"، وفقًا للبيان الإيطالي.

وخلال زيارتها الأولى إلى ليبيا في نهاية يناير/كانون الثاني 2023، أبرمت ميلوني اتفاقية غاز كبيرة مع الدولة الواقعة في شمال أفريقيا وتمتلك أكبر احتياطيات هيدروكربونية في القارة.

وتعاني ليبيا الممزقة من انفلات أمني وفوضى سياسية وتشهد واحدة من أكبر عمليات الاتجار بالبشر على مستوى العالم، فيما يسهّل المهربون فيها عمليات نقل غير قانونية لالآف المهاجرين كل عام، خاصة الأفارقة وجلهم وجهتهم إلى إيطاليا التي تبعد حوالي 300 كيلومتر من الساحل الليبي.

ودعت ميلوني في 17 أبريل/نيسان إلى "نهج جديد" تجاه أفريقيا، لا سيما فيما يتعلق بقضية الهجرة، خلال زيارة إلى تونس وهي دولة مجاورة لليبيا وواحدة من النقاط الرئيسية لمغادرة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.

ويأمل الليبيون في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية لإنهاء نزاعات وانقسامات تتجسد منذ مطلع 2022 في وجود حكومتين إحداهما برئاسة أسامة حماد وكلفها مجلس النواب (شرق)، والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة ومقرها في العاصمة طرابلس (غرب) وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة.