نتيجة فحص منشورات السوشيال ميديا: يحال على طبيب نفسي!

باحثون يطورون ذكاء اصطناعيا يتتبع المنشورات والمحادثات على الشبكات الاجتماعية لرصد الاضطرابات العقلية.

واشنطن –  "بعد فحص منشوراته تبين انه بحاجة الى مراجعة طبيب نفسي" هذه العبارة ربما تكون في منستقبل قريب توصية صادرة عن برنامج ذكاء اصناعي يتتبع المنشورات والمحادثات على الشبكات الاجتماعية لرصد الاضطرابات العقلية.

واللوغارتميات الجديد من تصميم باحثين من جامعة دارتموث الأميركية، ويعول عليها لتحفيز الناس وتشجيعهم على زيارة مختصين.

وهذه ليست المرة الاولى التي يعتمد فيها الباحثون على برمجيات لرصد المشاكل النفسية، لكن أبرز ما يميز هذا الابتكار عن النماذج السابقة تركيزه على المشاعر بدلا من محتوى المنشورات التي يحللها بحد ذاته.

والنهج الجديد يطورأداءه مع الوقت، بغض النظر عن موضوعات المنشورات ومحتواها.

ووقع اختيار الباحثين على موقع "ريديت" للتواصل الاجتماعي، لأنه يقدم شبكة واسعة من المنتديات لما يقترب من نصف مليار مستخدم نشط يناقشون طيفا واسعا من الموضوعات، فضلا عن كون جميع المنشورات والتعليقات متاحة للجمهور، مع إمكانية جمع بيانات تعود إلى عام 2011.

وصب الباحثون تركيزهم على الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب الشديد والقلق والاضطراب ثنائي القطب، لما تتصف به من أنماط عاطفية بارزة.

طريقة سهلة للاطلاع على سلوكيات الناس، فالبيانات طوعية وعلنية وينشرها أصحابها

ودرس الباحثون بيانات من مستخدمين أبلغوا ذاتيا عن وجود أحد تلك الاضطرابات، ومن مستخدمين ليست لديهم أي اضطرابات معروفة.

وفي المرحلة الثانية، درب الباحثون نموذج الذكاء الاصطناعي على تصنيف مشاعر تظهر في مشاركات المستخدمين، مع رسم خريطة للتحولات العاطفية بين المنشورات المختلفة.

وصنف الباحثون المنشورات إلى حزينة وأخرى سعيدة أو غاضبة أو خائفة أو دون عاطفة ظاهرة أو تشكل مزيجا مما سبق، ليحولوا الخريطة إلى مصفوفة توضح مدى احتمالية انتقال المستخدم من حال إلى آخر.

ولأن الاضطرابات العقلية المختلفة تمتلك أنماطا خاصة بالتحولات العاطفية، يستطيع النموذج اكتشافها من خلال إنشاء بصمة عاطفية للمستخدم ومقارنتها بالبصمات الثابتة للاضطرابات العاطفية.

واختبر الباحثون صحة نتائجهم من خلال تحليل منشورات لم تستخدم أثناء التدريب، وتمكن النموذج من التنبؤ بدقة باضطرابات شابت مستخدمين.

وقال شياوبو غو، من مركز غواريني في جامعة دارتموث، وأحد الباحثين المشاركين في المشروع، إن "الناس يميلون لتقليل علامات الاضطرابات العقلية أو الخلط بينها وبين التوتر، وقد يدفع التحفيز بعضهم لطلب المساعدة، وهو دور أدوات الفحص الرقمية في إحداث فارق".

وأضاف: "توفر وسائل التواصل الاجتماعي طريقة سهلة للاطلاع على سلوكيات الناس، فالبيانات طوعية وعلنية وينشرها أصحابها ليقرأها الآخرون".

ويشهد قطاع الصحة النفسية توجها متزايدا نحو الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وأحيانا التعويل بشكل كامل بعدما اثبت كفاءته وتفوقه في احيان كثيرة.

ولم تعد نظم رعاية الصحة العقلية البشرية كافية لتلبية احتياجات البشر، فيما تُظهِر الدراسات أن الأمر قد يستغرق عشر سنوات حتى يحصل شخص ما على العلاج المناسب.