نهامو الكويت يشاركون في إحياء مهرجان الدمام

مشاركة خبراء التراث الكويتيين بالمهرجان الأول لفن النّهام تأتي في إطار ما عُرفت به الكويت من اهتمام بالتراث.

اختتم وفد من خبراء التراث بالكويت ونخبة من الشعراء الشعبيين والفرق الكويتية المعنية بالتراث مشاركتهم بفعاليات ومسابقات مهرجان فن النّهام الأول الذي امتد على مدار أسبوع كامل واختتم مساء الخميس بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، وذلك في إطار حرص الكويت على المشاركة في الجهود الخليجية لصون وإحياء فن النّهام الخليجي الذي ارتبط بالرحلات البحرية والغوص على اللؤلؤ ببلدان منطقة الخليج العربي قديما.

المشاركة الكويتية في الجهود الخليجية لصون وحفظ فن النّهام، جاءت من خلال دعوة من هيئة المسرح والفنون التلقائية بالمملكة العربية السعودية التي نظمت مهرجان النّهام الأول بمشاركة كافة دول مجلس التعاون الخليجي، وبرعاية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، وحضور أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير والرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية الأستاذ سلطان البازعي والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية المهندس عمر العبداللطيف وعدد من الحضور وذلك خلال الفترة من 27 من شهر أكتوبر/تشرين الأول المنتهي، وحتى مساء الثاني من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وقد جاءت مشاركة خبراء التراث الكويتيين – التي وصفت بالفاعلة – في إطار ما عُرفت الكويت من اهتمام بالتراث، وحرص على توثيقه والعمل على إحياء مختلف فنونه وكل موضوعات ومفردات الموروث الثقافي والشعبي بالبلاد، بل والمشاركة في مختلف الجهود الخليجية والعربية والدولية التي تصب في مجال حفظ التراث الكويتي والخليجي والعربي والإنساني.

وقد شاركت الكويت بالمهرجان الأول لفن النّهام من خلال وفد من الخبراء والمتخصصين راسه الأستاذ مساعد الزامل، الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، فيما أخرج فعاليات المهرجان ومسابقاته المخرج الكويتي نصار النصار.

وقد جاء المهرجان في إطار احتفاء هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية بفنّ النهمة الأصيل، وسط مشاركة من جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويمتد المهرجان حتى الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، ليُرسخ مكانة الفنون الأدائية البحرية في الوعي الثقافي السعودي والخليجي، ويؤكد على عمق ارتباط النهمة بتاريخ الحياة البحرية لسكان الخليج. كما يبرز القيمة الفنّية العالية الكامنة في ألوان فن النهمة المختلفة وأشعاره وطرق الأداء المتنوعة فيه.

وارتبط فن النهمة بالبحّارة الذين كانوا يسافرون للصيد والغوص والتجارة في مياه الخليج وخارجها، حيث كان البحر المورد الاقتصادي الرئيس لغالبية مدن الخليج، ويُعدّ النّهام أحد أهم أفراد طاقم السفينة، والذي يتمحور دورُه حول شحذ همم البحّارة، وتخفيف أعباء صعوبة الرحلة عنهم بالأهازيج والأشعار المغنّاة المتنوعة التي عُرفت بفن "النهمة". وتنوعت أصناف النهمة لتشمل جزءا يُؤَدَّى في مقتبل الرحلة وآخرَ أثناءَها وأنواعا أخرى بطابعٍ متميز تُؤدَّى بعد الوصول إلى بر الوطن.

وقد شهد المهرجان تنظيم مسابقة نهام الخليج التي يُشارك بها فرقٌ للنّهمة في فن "الفجري"، ونهّامةٌ منفردون من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، ودولة الكويت، وسلطنة عُمان، ومملكة البحرين، ليؤدُّوا فن "اليامال".

تألق النهام الكويتي عبدالعزيز دشتي

وقد شهدت أيام وليالي المهرجان الأول لفن النّهام بمدينة الدمام، تألق النهام الكويتي صالح عبدالعزيز صالح مصبح دشتي الذي لفتت مشاركاته أنظار الجمهور.

وحول تجربته مع فن النهام، قال دشتي إن مسيرته مع الفن البحري بدأت في عام 2005، حيث تعلم على يد العم والأستاذ محمد حمد بن حسين، والمُبدع خالد بن حسين، في فرقة بن حسين للفنون الشعبية.

وأضاف النهام صالح عبدالعزيز صالح مصبح دشتي بأنه في العام 2009، واصل رحلته مع فن النهام من خلال فرقة معيوف مجلي للفنون الشعبية، حيث اكتسب مزيدا من الخبرات مع المحروم سليمان معيوف.

ولفت إلى أنه خلال مسيرته مع ذلك الفن التراثي نال الكثير من التكريمات وحصل على لقب نهام الخليج من دولة قطر في مهرجان كتارا 2021.

يُذكر أن فن النهام هو واحد من أهم الفنون التي تُميز الموروث الثقافي الشعبي الخليجي المرتبط بالغوص على اللؤلؤ قديما، وهو ما كان يُعرف بـ"النهمة" وهي فن موسيقي غنائي يهدف إلى الترويح عن البحارة ورفع معنوياتهم وتشجيعهم على القيام بالمزيد من الأعمال.