هل 'ثريدز' مجرّد فقاعة تواصل اجتماعي؟

بعد انطلاقة صاروخية لتطبيق ميتا ، الأخير يشهد ركودا وتراجعا ضيع بريقه سريعا وآمالا معقودة عليه في منافسة تطبيق تويتر.

واشنطن – بعد انطلاقة صاروخية لتطبيق "ثريدز "الذي أطلقته شركة "ميتا"، شهد التطبيق ركودا وتراجعا ضيع بريقه سريعا وآمالا معقودة عليه في منافسة تطبيق تويتر.

ومع وصول وهجه إلى أقصاه، منذ انطلاقه في 6 يوليو/حزيران، ببلوغ عدد المشتركين في "ثريدز" 150 مليون شخص في 10 أيام، حتى بدأ هذا الوهج في الانطفاء بعد 3 أيام من انطلاقه بخمول ملايين من المستخدمين الذين كانوا محسوبين من النشطين.

وأعطت بداية التطبيق انطباعا أنه سيصبح أحد بدائل تطبيق تويتر، إلا أن الانخفاض الكبير في عدد المستخدمين النشطين يوميا من 49 مليون إلى 23.6 مليون في أسبوع واحد بدد هذا الانطباع.

ويظهر هذا الانخفاض أن ثريدز يواجه صعوبة في الحفاظ على المستخدمين النشطين يوميا، بعد القفزة الكبيرة في عمليات الاشتراك.

وكشفت بيانات عدة مواقع لرصد التفاعل -منها "سيميلار ويب" (Similarweb)- عن انخفاض بنسبة 20 بالمئة في المستخدمين النشطين يوميا وانخفاض بنسبة 50 بالمئة في الوقت الذي يقضيه المستخدمون على التطبيق.

وأبلغ موقع مماثل عن انخفاض بنسبة 25 بالمئة في المستخدمين النشطين يوميا وانخفاض بنسبة تزيد على 50 بالمئة في وقت استخدام التطبيق.

انخفاض بنسبة 25 بالمئة في المستخدمين النشطين يوميا

يؤكد هذا التغير في سلوك المستخدم الصعوبات التي تواجهها المنصات الجديدة في الاحتفاظ بالاهتمام بمجرد ذهاب الفضول حولها في الأيام الأولى. ويواجه ثريدز رحلة صعبة ليرسخ نفسه كجزء لا يتجزأ من عادات المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي .

وكرر ثريدز مسار عديد من المنصات التي استقطبت اهتماما كبيرا عند إطلاقها، ولكن الاهتمام سرعان ما يتراجع إلى مستويات دنيا، ويسلط ذلك الضوء على التحدي المتمثل في الاحتفاظ بالمستخدمين في عالم وسائل التواصل الاجتماعي سريع الخطى.

وتستند عديد من الإحصائيات المذكورة إلى استخدام نظام "أندرويد"، وهو أمر يسهل تتبعه إلى حد ما مقارنةً بمستخدمي نظام "آي أو إس".

وفي منشور بعنوان ثريدز، قال المدير التنفيذي في "إنستغرام"  آدم موسيري إن شركة ميتا لا تركز بشكل خاص على مقاييس التفاعل في هذه المرحلة مع منصة ثريدز، إذ كتب: "لا ينصب تركيزنا الآن على المشاركة، وهو أمر مهم طبعا، ولكن تركيزنا الآن يتمحور حول تجاوز العقبات الأولية التي نراها مع كل منتج جديد، وبناء ميزات جديدة، وتحسين الأداء".

وفي حين أن تراجع التفاعل مع ثريدز قد يبدو بمثابة أخبار جيدة لشركة "تويتر"، لا يزال لدى الشركة كثير من الأسباب للقلق بشأن أحدث منافس لها.

وكتب الخبير ديفيد كار في موقع "سيم ويب"  أن هناك "بعض الإشارات" على أن بعض تفاعلات ثريدز على الأقل قد جاءت على حساب تويتر، وأضاف "في أول يومين كاملين من انطلاق ثريدز، كان حجم الرسائل على منصة ثريدز كبيرا بشكل عام، وتسبب ذلك في انخفاض حركة مرور الويب إلى موقع تويتر بنسبة 5%، مقارنة بالأيام نفسها من الأسبوع السابق، وانخفض استخدام تطبيق تويتر على أندرويد بنسبة 4.3 بالمئة".

ويرى الخبراء ان سطيرة  تطبيقات التواصل الاجتماعي  الكلاسيكية لسنوات طويلة، وارتباط المستخدمين بها، يجعلان من الصعب خلخلة الأرض من تحت قدميها، ويكون صعبا على المستخدمين الانتقال لتطبيقات أخرى وقضاء وقت طويل عليها.

كما يرون ان الانتشار السريع لـ"ثريدز" في البداية كان بسبب ارتباط التطبيق بأحد تطبيقات شركة "ميتا"، وهو "إنستغرام" الذي يضم نحو 2 مليار و350 مليون مستخدم، وإذا حاول 10بالمئة منهم تجربة "ثريدز" فسيتجاوز عدد المشتركين 200 مليون مستخدم.