واشنطن تتريث في تقييم مدى انتهاك إسرائيل لقوانين الحرب الدولية

مسؤول أميركي يقول إن إسرائيل قدمت ضمانات مكتوبة تُفيد بأن أسلحة زودتها بها الولايات المتحدة لا تستخدم في انتهاك القوانين الإنسانية في غزة.

واشنطن - قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الثلاثاء إن إدارة الرئيس جو بايدن لم تتوصل حتى الآن إلى نتيجة تفيد بأن إسرائيل انتهكت قوانين الحرب الدولية لكن التقييم مستمر ولم تخلص بعد إلى تقييم نهائي.

ويأتي هذا الإعلان بينما يسود التوتر العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والبيت الأبيض على خلفية عدم امتناع الولايات المتحدة عن تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري للحرب على غزة.

والعلاقات بين نتنياهو وبايدن متوترة حتى قبل طرح مشروع القرار الدولي حول غزة، وذلك على خلفية تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي للتحذيرات الأميركية من اجتياح محتمل لمدينة رفح.

ولوحت الإدارة الأميركية ضمنا بعواقب في حال مضى نتنياهو في خطة الاجتياح بينما تواجه إدارة بايدن ضغوطا داخلية وخارجية لتقييد التعامل مع إسرائيل التي بالغت في ردها على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بقتل عشرات آلاف المدنيين معظمهم نساء وأطفال ودمرت أكثر من نصف قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي إنه من المقرر أن تقدم الإدارة تقريرا إلى الكونغرس بحلول الثامن من مايو/أيار في إطار مذكرة للأمن القومي في فبراير/شباط تُذكّر الدول التي تتلقى أسلحة أميركية بالالتزام بالقانون الدولي وعدم عرقلة المساعدات الإنسانية.

وأضاف ميلر "تقييم مدى التزامها (الدول) بالقانون الدولي الإنساني مستمر، ولم نخلص إلى نتيجة نهائية"، متابعا "الخطوة التالية هي أنه من المقرر أن نقدم للكونغرس تقريرا، وهو الشيء التالي الذي تتطلبه هذه المذكرة في الثامن من مايو، حيث سنتناول هذه القضايا بتفصيل أكبر".

ولا تفرض المذكرة شروطا جديدة على كيفية استخدام العتاد العسكري الأميركي، لكنها تطلب من إدارة بايدن إرسال تقرير إلى الكونغرس في غضون 90 يوما عن مدى التزام الدول بالمتطلبات.

وقال مسؤول أميركي إن إسرائيل قدمت الأسبوع الماضي ضمانات مكتوبة، كما تقتضي المذكرة، تُفيد بأن الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة لا تستخدم في انتهاك القوانين الإنسانية في غزة.

ونفذت إسرائيل قصفا جويا ومدفعيا في غزة أدى إلى مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية في القطاع، في أسوأ صراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع.

وجاء الهجوم الإسرائيلي عقب هجوم حماس تسبب في مقتل 1200 شخص، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

وأذكى ارتفاع عدد القتلى والشح الشديد في الغذاء في القطاع المكتظ بالسكان المخاوف من المجاعة وتعرض سلوك الجيش الإسرائيلي لتمحيص متزايد كما تصاعدت الدعوات التي تطالب بايدن بفرض شروط على الأسلحة التي يرسلها إلى إسرائيل.

وتقدم واشنطن 3.8 مليارات دولار في صورة مساعدات عسكرية سنوية لإسرائيل. وانتقد الديمقراطيون اليساريون والجماعات الأميركية العربية دعم إدارة بايدن الراسخ لإسرائيل الذي يقولون إنه يمنحها شعورا بالحصانة.

ورصدت جماعات لحقوق الإنسان عددا من حوادث إلحاق الضرر بالمدنيين في حملة الجيش الإسرائيلي على غزة، لكن حتى الآن، تقول إدارة بايدن إنها لم تتوصل لتقييم يؤكد انتهاك إسرائيل للقانون الدولي.

وردا على سؤال عن احتمال توصل المسؤولين الأميركيين إلى نتيجة في هذه المسألة قبل تقديم تقريرهم إلى الكونغرس في أوائل مايو/أيار، قال ميلر إن هناك عملية نشطة تجري لمعرفة الشكل الذي سيبدو عليه التقرير، مضيفا "هذه عملية جديدة تماما. لم نقم من قبل قط بإعداد أي من هذه التقارير".