42 قتيلا في أعنف هجوم إسرائيلي على حلفاء إيران في سوريا

إسرائيل تستهدف تعطيل وتدمير البنية التحتية لتهريب الأسلحة الإيرانية في سوريا ولبنان إلى جانب إيصال رسائل سياسية لإيران.

حلب (سوريا) – سقط 42 قتيلا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت فجر الجمعة مستودعاً للصواريخ لحزب الله اللبناني ويقع بالقرب منه مركز للتدريب” في منطقة جبرين قرب مطار حلب الدولي، في أسوأ هجوم حتى الآن من حيث عدد القتلى خلال الحملة الإسرائيلية المكثفة على حلفاء إيران في سوريا تشير إلى أن نهج إسرائيلي تصعيدي تجاه إيران.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في المملكة المتحدة “ أن هذه الضربات أسفرت عن مقتل 36 شخصا من قوات النظام و6 من حزب الله اللبناني،  بعد أن ذكر مصدران أمنيان إن مقتل 38 شخصا بينهم خمسة أعضاء في جماعة حزب الله اللبنانية.

ورسخت طهران ووكلاؤها وجودهم في أرجاء سوريا بما يشمل المناطق المحيطة بحلب والعاصمة دمشق. وقصفت إسرائيل المطارات الدولية في المدينتين مرارا على مدى سنوات لعرقلة تدفق الأسلحة إلى حلفاء إيران في المنطقة، لكن الغارات منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول تسقط أعدادا أكبر من القتلى ودفعت إيران إلى سحب بعض من كبار ضباطها من سوريا.

وقالت وزارة الدفاع السورية إنه خلال الغارات الإسرائيلية تم قصف عدة مناطق في جنوب شرق محافظة حلب في حوالي الساعة 1:45 صباحا بالتوقيت المحلي مما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين والعسكريين.

وأضافت أن الضربات الجوية تزامنت مع “اعتداء بالطيران المسير نفذته التنظيمات الإرهابية من إدلب وريف حلب الغربي في محاولة منها لاستهداف المدنيين في مدينة حلب ومحيطها”. وأحجم الجيش الإسرائيلي عن التعليق.

وقالت ثلاثة مصادر أمنية لرويترز إن خمسة من مقاتلي حزب الله من بين القتلى. وذكر أحد المصادر أن أحدهم قائد ميداني محلي قتل شقيقه في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ اندلاع الحرب في غزة. وقُتل أكثر من 270 مقاتلا من حزب الله و50 مدنيا، من بينهم مسعفون وصحفيون، في القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان. وقتل نحو 12 من القوات الإسرائيلية ونصف هذا العدد من المدنيين في شمال إسرائيل.

سلاح الجو الإسرائيلي استهدف مخازن أسلحة ومقرًا ومنزلًا في دير الزور قبل أيام حيث كان يجتمع كبار مسؤولي “الحرس الثوري” والميليشيات الشيعية.

وهذا التصعيد هو الأكبر منذ حرب 2006 التي استمرت شهرا بين إسرائيل وحزب الله وتوقفت بقرار من الأمم المتحدة لكن الجهود الدبلوماسية لم تنجح حتى الآن في إنهاء القصف الدائر حاليا عبر الحدود.

وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية على كل من حزب الله والحرس الثوري الإيراني في سوريا منذ هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في عدة مناطق سوريا شملت أيضا دير الزور.

وقال مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث، إن القصف الذي شهدته محافظة دير الزور السورية قبل أيام هو رسالة إسرائيلية لإيران. وأضاف في تقرير نشره الأربعاء أن الهجوم نفذته إسرائيل، وكان “نادرًا نسبيًا من حيث الحجم” إذ طال حوالي عشرة مقار تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني” في مدن البوكمال والصالحية والميادين ودير الزور.

ونقل المركز عن مصادر لم يسمِّها أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف مخازن أسلحة ومقرًا ومنزلًا في دير الزور، حيث كان يجتمع كبار مسؤولي “الحرس الثوري” والميليشيات الشيعية. وأشار إلى أن الشريط الجغرافي الواقع بين البوكمال ودير الزور يعتبر “مرساة للترسيخ الجغرافي الإيراني الكبير” في إطار الممر البري الإيراني لنقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان عبر العراق.

وبحسب تقرير المركز، فإن قسم الاستخبارات “4000” التابع لـ”الحرس الثوري” وقائده جواد غفاري، يتولى مسؤولية عملية التهريب إلى الضفة الغربية عبر سوريا ثم الأردن.

وأضاف أن وحدة العمليات الخاصة التابعة لـ”فيلق القدس” على الأراضي السورية التي تحمل اسم “الوحدة 18840″، تقع تحت رعاية يزدان مير المعروف باسم سردار باقري، وتنشط في السياق نفسه.

وخلص التقرير إلى أن الهجوم كان يحمل هدفين، الأول إرسال رسالة إلى إيران في سياق محاولاتها نقل الأسلحة إلى الضفة الغربية في فلسطين، وثانيًا تعطيل وتدمير البنية التحتية لتهريب الأسلحة الإيرانية في سوريا ولبنان.

وكانت وزارة الدفاع السورية قالت في 26 من مارس/ آذار الحالي، إن الولايات المتحدة الأميركية قصفت بلدات وقرى ومواقع عسكرية بمحافظة دير الزور مخلفة ثمانية قتلى بينهم مدني، وأكثر من 30 جريحًا.

وأضافت أن قصفًا جويًا أميركيًا بالطيران الحربي والمسيّر، استهدف بلدات وقرى ومواقع عسكرية في محافظة دير الزور وريفها، ما أسفر عن مقتل سبعة عسكريين ومدني واحد وإصابة 19 عسكريًا آخرًا بجروح، إلى جانب 13 مدنيًا.

وأشارت إلى أن الغارات خلفت خسائر مادية وصفتها الوزارة بـ”الكبيرة” طالت الممتلكات العامة والخاصة.

من جانبها، نفت الولايات المتحدة مسؤوليتها عن الهجوم الذي طال مواقع حيوية لميليشيات موالية لإيران في محافظة دير الزور شرقي سوريا.