5 اتفاقيات ترسم مسارا متينا لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب

غامبيا وغينيابيساو وغينيا وسيراليون وغانا تنضم للمشروع الواعد فيما طالبت السلطات المغربية بضرورة انسجام هذه الدول من أجل استكمال مد أنبوب الغاز.
الدول الموقعة ستساهم في تفعيل المشروع حيث سيوفر الغاز لجميع دول غرب إفريقيا
المغرب يفعل توصيات الملك محمد السادس لانجاح المشروع

الرباط - وقَّع المغرب ونيجيريا مع 5 دول إفريقية أخرى الإثنين على 5 مذكرات تفاهم تخص مشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب ليدعم مذكرات جرى توقيعها في وقت سابق مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والسنغال وموريتانيا.

وأمضى هذه المذكرات في العاصمة المغربية الرباط كل من المغرب ونيجيريا من جهة وغامبيا وغينيا بيساو وغينيا وسيراليون وغانا من جهة أخرى.

ويرى خبراء ان المشروع سيكون واعدا وبديلا مثاليا لأوروبا بسبب أزمة الطاقة عقب الحرب الروسية على أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي واستجابة لدعوات العاهل المغربي الملك محمد السادس للمضي في المشروع بهدف تحقيق التنمية لشعوب غرب أفريقيا.
وقالت مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بالمغرب (حكومي) أمينة بنخضرة إن التوقيع على الاتفاقيات مع شركات البلدان المعنية يبين استعدادها لمواكبة هذا المشروع مشددة على "ضرورة انسجام هذه الدول من أجل استكمال مد انبوب الغاز".
وبحسب بيان مشترك، وقَّع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بالمغرب وشركة البترول الوطنية النيجيرية مذكرات التفاهم مع كل من شركة البترول الوطنية لغامبيا وشركة "بتروكين" لغينيا بيساو وشركة"سوناب" لغينيا ومديرية البترول لسيراليون وشركة الغاز الوطنية لغانا.
وبهذه المذكرات تؤكد الدول التي سيتم ربطها بأنبوب الغاز نيجيريا- المغرب التزامها بالمساهمة في تفعيل المشروع الذي سيوفر الغاز لجميع دول غرب إفريقيا وسيشكل محور عبور جديد للتصدير إلى أوروبا، بحسب البيان.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تثير احتياطات الغاز في إفريقيا اهتماما متزايدا إذ يسعى الاتحاد الأوروبي خصوصا إلى إيجاد بدائل لإمدادات الغاز من روسيا.
وعلى طول نحو 5 آلاف و660 كيلومترا سيمتد أنبوب الغاز، ويتم تشييده على مراحل لتلبية الحاجة المتزايدة للغاز في الدول التي سيعبر منها وأوروبا خلال الأعوام الخمسة والعشرين القادمة.
ويرجع الاتفاق على أنبوب للغاز يربط نيجيريا والمغرب إلى زيارة قام بها العاهل المغربي إلى نيجيريا في ديسمبر/كانون الأول 2016.
وتحدث الملك محمد السادس عن الفوائد الاقتصادية للمشروع خاصة في الدفع بالتنمية للأجيال المقبلة في منطقة غرب أفريقيا فيما بدأت المنطقة محط أنظار العالم في خضم ازمة طاقة تمر بها اوروبا بسبب وقف الإمدادات الروسية.
وقال العاهل المغربي في خطاب ألقاه الشهر الماضي بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء"إنه مشروع من أجل السلام والاندماج الاقتصادي الإفريقي والتنمية المشتركة، مشروع من أجل الحاضر والأجيال القادمة". وأضاف "نريده مشروعا استراتيجيا لفائدة منطقة غرب إفريقيا كلها التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 440 مليون نسمة".
وتابع "بالنظر إلى البُعد القارّي لأنبوب الغاز نيجيريا - المغرب، فإنّنا نعتبره أيضًا مشروعًا مهيكلًا يربط بين إفريقيا وأوروبا".
وهذا الأنبوب سيمر بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.
ويحظى المشروع باهتمام دولي كبير حيث تحدثت السلطات النيجرية في مايو/ايار الماضي ان هنالك اهتماما دولي كبير للاستثمار في مشروع مدّ خط أنابيب لنقل الغاز منها إلى المغرب لكنه يثير مخاوف الجزائر حيث أجرت السلطات الجزائرية المنزعجة من النفوذ المتزايد للرباط مناقشات في 2002 لمشروع خط أنابيب مماثل عبر منطقة الساحل.
وياتي المشروع على خلفية خصومة إقليمية متزايدة بين المغرب والجزائر التي تُعتبر أكبر مصدّر إفريقي للغاز الطبيعي والسابع عالميا وذلك بسبب ملف الصحراء المغربية.
وبلغت الأزمة بين البلدين الجارين ذروتها مع قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في أغسطس/اب 2021 بقرار من الجزائر خاصة مع النجاحات الدبلوماسية التي حققتها الرباط في الملف من خلال عزل جبهة بوليساريو الانفصالية.
وعلى الأثر قطعت الجزائر الغاز عن المغرب وأغلقت في أكتوبر/تشرين الاول أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يضخ الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر المغرب.ومذّاك تسعى الرباط إلى إيجاد بدائل لتلبية احتياجاتها.