كرة السلة للمعوقين تتحدّى الشلل والاعتداءات في أفغانستان

كل رحلة خارجية تمنحهن مشروعية

كابول - فقدت نيلوفر بيات ساقها في سن السنتين بسبب انفجار أودى بحياة أحد أشقائها... غير أن هذه الشابة الأفغانية البالغة من العمر 23 عاما والتي تقود فريق بلادها في رياضة كرة السلة على الكراسي المتحركة تبدي تصميما ثابتا على تحويل مأساتها إلى انتصار.

وتوضح نيلوفر بيات خلال أول مشاركة للفريق الأفغاني في هذه الرياضة خلال المنافسات المؤهلة للألعاب البارالمبية الآسيوية التي تقام هذا الأسبوع في تايلاند، \"هذه مسؤولية كبيرة... أنا أمثل أفغانستان في الخارج وأريد أن أظهر أن بلدي ليس مرادفا لطالبان\".

وقد بدأ اهتمام الشابة بكرة السلة على الكراسي المتحركة بعدما شاهدت منافسات بين الرجال. وهي أدت دورا حاسما في تشكيل فريق نسائي أفغاني رغم تردد كثيرات في الانضمام.

وتعطي كل رحلة خارجية مزيدا من المشروعية لهذا الفريق، وفق هذه الطالبة السابقة في الحقوق التي تعمل مع الصليب الأحمر الدولي وهو الجهة الداعمة للفريق.

وتتحدث نيلوفر عن تغيير تدريجي في النظرة حيال ممارستها الرياضة منذ فوز فريقها في كأس بالي في تموز/يوليو 2017.

وتستذكر قائلة \"بعد فوزنا الأخير، كان الجميع مغتبطا عند عودتنا\"، مضيفة ان كثيرين من مواطنيها أشادوا \"بقوتها التي تضاهي الذكور\".

لا أريد أن أكون كالذكور

وتقول \"لكني لا أريد أن أكون كالذكور بل أريد أن أكون نفسي، امرأة قوية بكلّ بساطة\".

وبعض اللاعبين الأفغان في كرة السلة على الكراسي المتحركة هم مثلها من ضحايا الاعتداءات.

أما آخرون فقد اصيبوا بشلل الأطفال، على غرار سيد وسيم العضو في فريق الرجال لكرة السلة على الكراسي المتحركة. وأفغانستان هي، مع باكستان، من آخر بلدان العالم التي لا يزال هذا المرض منتشرا فيها.

وتواجه حملات التلقيح عقبات كبيرة بسبب المجموعات الإسلامية التي تقول إنها واجهة لعمليات تجسس هدفها الضمني إصابة المسلمين بالعقم.

ويعاني أفغان كثر من الإعاقة بسبب إصابتهم بشلل الأطفال أو جراء اعتداء.

وقد أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في البلاد قبل ثماني سنوات فريقا محليا لكرة السلة على الكراسي المتحركة لمساعدة هؤلاء الضحايا على ملء أوقاتهم بنشاطات مفيدة.

ولم يكن الفوز في المنافسات هدفا أولا، غير أن الفرق النسائية حققت تقدما سريعا على غرار نظيراتها الرجالية.

ويقول سيد وسيم (23 عاما) قبل مباراة ودية في مواجهة فريق الجهة المضيفة في مقاطعة تشونبوري \"أظن أن كرة السلة أمر جيد حقا للأشخاص المعوقين، أشعر بتغييرات كثيرة في جسمي وحياتي عموما لأني ناشط\".

ويضيف \"لم أكن أغادر غرفتي في السابق إلا للذهاب إلى المدرسة. لم أكن أحب الخروج\".

كراس متحركة جديدة

ويأمل فريق سيد وسيم في تجاوز مرحلة مهمة في تايلاند هذا الأسبوع في الألعاب البارالمبية الآسيوية وتتمثل بتحقيق أول فوز في الخارج.

ووصل فريق الرياضيين من الذكور والإناث قبل الموعد ببضعة أيام إلى تايلاند للحصول على كراس متحركة جديدة متكيفة مع ممارسة كرة السلة وللتمكن من التدرب على مدى بضعة أيام، وهو أمر نادر في افغانستان.

ويروي مدربهم الأميركي جيس ماركت عن البدايات المتعثرة لرياضة كرة السلة على الكراسي المتحركة في افغانستان مع لاعبين لا يفقهون شيئا في كرة السلة.

ويقول \"بعد مرور سنوات عدة، لدينا فرق وطنية للرجال والنساء تظهر موهبة متنامية ولديها إلمام كبير باللعبة\"، مضيفا \"هي قادرة حاليا على منافسة فرق دولية من المستوى المتوسط\".

ويعقّد الوضع الأمني المتردي في افغانستان مهمة المنظمات غير الحكومية، غير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ماضية في برنامجها لكرة السلة على الكراسي المتحركة رغم محدودية نشاط هذه الهيئة الإنسانية في البلاد.