إفلاس 'تويز آر أس' يعكس تحولا في مزاج اللعب عند الأطفال

جيل مهووس بالتكنولوجيا

واشنطن - أعلنت سلسلة متاجر الألعاب الأميركية تويز \"آر\" اس في بيان عن نيتها تصفية فروعها الـ735 في الولايات المتحدة.

وتنوي المجموعة التي تواجه صعوبات مالية جمّة \"إعادة تنظيم\" أنشطتها في كندا وآسيا وألمانيا والنمسا وسويسرا وهي تتدارس \"مشروع بيعها\".

وأوضحت المجموعة أن كلّ الاحتمالات واردة بالنسبة إلى أنشطتها الأخرى في الخارج، بما في ذلك متاجرها في فرنسا وأستراليا وبولندا والبرتغال واسبانيا.

وكشفت أنها أطلقت عملية استدراج عروض لفروعها الكندية وهي تقيم \"مناقشات مع جهات مهتمّة بصفقة قد تشمل مئتي متجر أميركي من الأكثر درّا للأرباح بالإضافة إلى أنشطتها في كندا\".

وتويز \"آر\" اس التي تتخذ في واين (نيوجيرزي شرق الولايات المتحدة) مقرا لها وتوظّف 65 ألف شخص، أكثر من نصفهم في الولايات المتحدة، أشارت إلى أنها ستفصّل عمّا قريب مشاريع التصفية ووقف الأنشطة.

وقال المدير التنفيذي للشركة ديفيد براندون في البيان إن \"المجموعة تعمل مع مستشاريها على الحدّ من آثار التصفية على الأسواق في كندا والخارج\".

وأشار إلى أن \"اتفاقا\" لمواصلة الأنشطة أعدّ \"للأيام الستين المقبلة\".

وكانت تويز \"آر\" اس قد أشهرت إفلاسها في سبتمبر/أيلول 2017 عملا بالفصل الحادي عشر من مدوّنة قوانين الإفلاس في الولايات المتحدة الذي يسمح لشركة في وضعها بمواصلة أنشطتها بمنأى عن إجراءات دائنيها.

لكنها واجهت صعوبات في إنعاش وضعها وتأمين السيولة.

ويمثل إغلاق \"تويز آر أس\" و\"بيبيز آر أس\" ضربة لأجيال من المستهلكين ومئات من صانعي لعب الأطفال الذين باعوا منتجاتهم في فروع السلسلة بالولايات المتحدة مثل شركة ماتيل منتجة الدمية باربي وشركة ليغو.

وتعد أزمة \"تويز آر أس\" جانبا من معركة شرسة مع تطور التجارة الالكترونية، وتكشف عن دور التسوق والتسويق عبر الانترنت في تهديد المتاجر التقليدية فمن خلال تسارع العروض التسويقية على الشبكة صار المستخدم لا يرضى بأقل من خدمة الكترونية كاملة يشتري من خلالها ويدفع ويستلم بضاعته أمام منزله بشكل مريح وسريع.

ويعكس إغلاق متاجر ضخمة مثل \"تويز آر أس\" براعة وقدرة مواقع الانترنت المتخصصة بالبيع والشراء الالكتروني في فرض واقع جديد بأدوات وطرق حديثة في التعامل التجاري وصياغة أساليب تتوافق مع خصوصية المستخدم وتطلعاته، وقدرته الشرائية.

ويظهر إفلاس هذه المتاجر العالمية تحولا واضحا في مزاج الأطفال نحو الألعاب الالكترونية لسهولة الحصول عليها وتقدم صناعتها، وفقدانهم شغف الأجيال السابقة في الألعاب اليدوية.

واستطاعت الألعاب التقليدية بالفعل الحلول مكان الألعاب التقليدية واليدوية خاصة التي تتطلب مجهودا بدنيا مثل لعبة كرة القدم، لوجودها في متناول اليد على الأجهزة اللوحية في أي وقت، ولاحتوائها أيضا على كمية تحد كبيرة تعد بالنسبة للأطفال والفتيان وسيلة مباشرة لتفريغ الطاقة الكامنة في الحياة اليومية.