اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين يختتم ندوته بالحمامات

تجارب واتجاهات وأجيال فنية

مع افتتاح سلسلة المعارض السنوية التي ينظمها اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين بفضاءات مختلفة بالعاصمة التونسية، والتي تعكس تنوع وثراء الأعمال والتجارب والاتجاهات الفنية التشكيلية في تونس، وبمشاركة أكثر من 250 من الفنانين في هذا النشاط الذي يتواصل إلى يوم 4 أبريل/نيسان، وفق تظاهرة الشهر الوطني للفنون التشكيلية؛ اختتمت الندوة التي نظمها الاتحاد بالحمامات حيث دارت أعمالها خلال يومي 17 و 18 مارس/آذار الجاري حول محور لافت ومهم وهو "الافتراضي.. إثراء للفن أم خطر محتمل؟".

وكانت هناك مشاركة واسعة من قبل النقاد والباحثين والفنانين والشبان حيث افتتحت بكلمة أمين عام الاتحاد الدكتور وسام غرس الله الذي أشار الى أهمية هذا التمشي الفكري والإبداعي ضمن سياق البرامج المتعددة للاتحاد ثم تم التمهيد للمداخلات والجلسات العلمية بورق أعدها الدكتور الحبيب بيدة ومنها "... من الواضح أن المعنى من «الافتراضي» هو الذي له علاقة بالفن بكل مفاهيمه أي الإبداع في كل مجالاته وخاصة منها التشكيلية، إذ عرف الفن التشكيلي عبر التاريخ رؤى وأنماط وتقنيات وفضاءات مختلفة التأمت وتضامنت لتوفر تأليفا لازلنا نعتمده ممارسة وقراءة نقدية وجمالية وإنشائية.

فمن الفن التقليدي المتعارف عليه الذي تطور عبر التاريخ رسما ونحتا، وفنونا أخرى كالمعمار والخزف والنسيج والبلّور... التي تطورت هي الأخرى لتستقل بذاتها وتحاكي الرسم والنحت إلى أن عرف الفن التشكيلي في الستينيات أشكالا أخرى جديدة ومختلفة حوّلت المفاهيم التعريفية المعتمدة من الحداثة إلى المعاصرة أو ما بعد الحداثة.

ومن هذه الأشكال برز ما يمكن تعريفه بالفن الرقمي والفن الافتراضي وأخرى يصعب تعريفها كالفن المعتمد على الحاسوب وما تولد عنه من برمجيات عوضت الوسائل التقليدية وعوضت يد الفنان الفاعلة بحركتها وبحسّيتها الجسدية....".

كانت المداخلات متنوعة تنوع الألوان والأشكال ضمن الاحتفاليات المفتوحة على تاريخ الاتحاد المحتفى بخمسينيته هذا العام (1968- 2018).

ومن المداخلات نذكر "الفن التشكيلي وتحديّات التكنولوجيا" لمبروكة بوهودي التي اهتمت بتكنولوجيا الواقع الافتراضي واستعمالاتها في التخصصات العلميّة ومنها تلك التي على صلة بالإبداع والفن التشكيلي مثلا". و"الصورة الفوتوغرافية وسيط تقني في الإبداع الفني التشكيلي" لنسرين الغربي وتعاطت فيها مع فنون الصورة كتيار فني وأهميته في السياق الإبداعي عبر مراحله وتطوراته المتعددة.

واهتمت مداخلة حلمي الجريبي بجوانب من تجربته الفنية التشكيلية الرقمية بين الواقعي والخيالي والمتخيل وعالجت مداخلة فريد العرفاوي مسألة مستقبل الفن التشكيلي العربي المعاصر في ظلّ تسارع التقدّم التكنولوجي.

وكان سؤال الفن في القرن العشرين في ظل طغيان الوسائط التكنولوجية مجالا لمداخلة نسرين البياوي، فيما اهتمت مداخلة جهان القارة بقضية حدود الفضاء الافتراضي ومدى تأثيره في ذهن المبدع وذهن المتلقي.

وتواصلت المداخلا ت في جلسة برئاسة الدكتور فاتح بن عامر ومداخلات لهالة الهذيلي بعنوان: الفن الافتراضي بين غواية المفهوم ورهانات الوعي البصري التجربة التونسية كمثال وكوثر سلامة: الفنان داخل العالم الافتراضي ومدى تاثيره في ذهن المبدع وذهن المتلقي.

وكانت الجلسة التي ترأسها الفنان محمد الرقيق شهدت مداخلات كل من نسرين البياوي وعزالدين بن حميدة وجهان قارة ومزي التركي، ومنها مداخلة عزالدين بن حميدة عنوانها: سمات الواقع في الفن الافتراضي ورمزي ومن جهة أخرى.

تحدث الدكتور فاتح بن عامر عن احتفاليات الخمسينية واستذكار وتكريم الرموز والمؤسسين وتحدث الدكتور الحبيب بيدة مشيرا الىى حضور الاتحاد ونشاطه وضرورة مزيد الاهتمام الإعلامي بكل ذلك.

ندوة وفعاليات متنوعة تطبع نشاط الاتحاد في خمسينيته وندوات أخرى في الأفق وبمحاور ومواضيع أخرى لإثراء المشهد التشكيلي التونسي والارتقاء به وتثمين دور رواده ورموزه.