اكتشاف البصمة الجينية لسلالات الملاريا المميتة

استهداف قاتل للأطفال بالتحديد

ملبورن (استراليا) - قال فريق بحثي دولي، إنه نجح في تحديد البصمة الوراثية المرتبطة بأكثر سلالات طفيليات الملاريا فتكًا، ما يجعل هذه السلالات أهدافًا لتطوير لقاح جديد للمرض.

الفريق قاده علماء من جامعة ملبورن الأسترالية، بالتعاون مع باحثين من بريطانيا وأندونيسيا، ونشروا نتائح أبحاثهم الثلاثاء في دورية \"بلوس بيولوجي\"العلمية.

وتوصل الباحثون لاكتشافهم، بعد أن رصدوا تسلسل الحمض النووي لاختبار الطفيليات المعزولة من دماء 44 شخصًا بالغًا في موقع تتوطن فيه الملاريا بولاية بابوا بإندونيسيا، وكان من بين هؤلاء 23 شخصًا مصابون بالملاريا الحادة.

ونجح الباحثون في تحديد البصمة الوراثية لـ20 إلى 30 من سلالات طفيليات الملاريا الأكثر فتكًا، ويصاحبها مضاعفات خطيرة، وذلك من بين أكثر من 4 آلاف نسخة من الجينات المرتبطة بالمرض.

وقال الباحثون إن السلالات التي تم تحديدها غالبا ما تكون قاتلة إذا أصابت الأطفال الصغار الذين لم تتح لهم الفرصة بعد لتطوير استجابة مناعية قوية ضد طفيليات الملاريا.

قائد فريق البحث الدكتور مايكل دوفي، من جامعة ملبورن، قال: \"نعلم أن العبء الكبير للوفيات الناجمة عن الملاريا يتركز على الأطفال دون سن الخامسة\".

وأضاف دوفي، أن \"هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد البصمة الوراثية لأكثر سلالات الملاريا فتكًا، عبر تعقب جينات الطفيليات في دماء المرضى الذين يعانون من الملاريا الحادة\".

وأشار إلى أن العلماء يتساءلون عادة \"لماذا يكون الأطفال أكثر عرضة للوفاة بسبب الملاريا؟، ولماذا يموت بعض الأطفال بينما يبقى الآخرون على قيد الحياة؟، وقد حاول الأطباء والعلماء معرفة ذلك لسنوات دون جدوى\".

واستطرد قائلا: \"لفهم هذا الاختلاف بشكل أفضل، قارنا الطفيليات التي تسبب أشد سلالات الملاريا فتكًا، بسلالات أخرى من الطفيليات التي تظهر في صورة إصابات خفيفة إلى معتدلة، والذي يمكن أن يتم مكافحتها بواسطة جهاز المناعة\".

واختتم دوفي، حديثه قائلا: \"لن نستأصل مرض الملاريا، لكن قد نكون قادرين على حماية الأطفال عندما يكونون أكثر عرضة للموت من الملاريا، وبالتالي الحد بشكل كبير من عبء المرض\".

ويتطلع الباحثون الآن إلى رصد سلالات طفيليات الملاريا في المناطق الموبوءة بالمرض في أفريقيا، وهي المناطق الأكثر تعرضًا لخطر الموت بسبب الملاريا، للكشف عن السلالات المميتة التي عثر عليها في أندونيسيا من أجل تطوير لقاح فعال ضد المرض.

وحتى الآن لا يوجد أي لقاح للملاريا مرخص به في أي مكان بالعالم، وينتقل الملاريا عن طريق طفيلي أحادي الخلية.

وتقوم أنثى بعوض (أنوفيليس) بالتقاط الطفيلي من الأشخاص المصابين بالعدوى، عند لدغهم، للحصول على الدم اللازم لتغذية بيضها، بعدها يبدأ الطفيلي بالتكاثر داخل البعوضة، وعندما تلدغ شخصاً آخر، تختلط الطفيليات بلعابها، وتنتقل إلى دم الشخص الملدوغ.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 3.2 مليار شخص، أي نصف سكان العالم تقريبًا، معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، كما أن المرض يقتل طفلًا في إفريقيا كل دقيقة.

وأضافت المنظمة أن الملاريا أودى بحياة نحو 429 ألف شخص عام 2015، 70% منهم تقل أعمارهم عن 5 أعوام، ويتسبب الوباء في وفاة 1300 طفل يوميًا في الدول الإفريقية الواقعة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى.