الأسد لايزال يمتلك قدرات كيميائية لكن محدودة

ملف الكيماوي السوري يضيع في متاهة الاتهامات

واشنطن/موسكو - أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس أن النظام السوري لا يزال قادرا على شن هجمات كيميائية، لكن بمستوى محدود بعد أسبوع على ضربات أميركية وفرنسية وبريطانية ردا على هجوم كيميائي مفترض في أبريل/نيسان على دوما في الغوطة الشرقية.

ويأتي الإعلان الأميركي بينما أكدت روسيا الخميس العثور على اسطوانات مصدرها ألمانيا تحتوي على مادة الكلور وقنابل دخانية بريطانية في الغوطة الشرقية الجيب السابق لفصائل المعارضة في سوريا.

وقال الجنرال كينيث ماكنزي مدير هيئة الأركان العسكرية الأميركية المشتركة إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا تزال لديه قدرات كيميائية \"متبقية\" في عدد من المواقع في مختلف أنحاء البلاد.

وأضاف أمام صحافيين في البنتاغون \"سيتمكنون من شن هجمات محدودة في المستقبل\"، لكنه أضاف أن لا معلومات لديه بالتحضير لهجوم جديد.

وتابع \"عليهم التيقظ بينما يدرسون آلية تنفيذ هذه الهجمات والقلق لأننا نراقبهم ولدينا القدرة على ضربهم مجددا إذا دعت الحاجة إلى ذلك\".

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية الخميس إن الولايات المتحدة لديها معلومات موثوقة تشير إلى أن روسيا وسوريا تحاولان \"تطهير\" موقع الهجوم الكيماوي المزعوم في سوريا فيما تحاولان أيضا تأجيل وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لموقع الهجوم الكيماوي.

وقالت هيذر ناورت في إفادة صحفية \"لدينا معلومات موثوقة تشير إلى أن مسؤولين روسا يعملون مع النظام السوري لمنع وتأجيل وصول هؤلاء المفتشين إلى دوما. مسؤولون روس عملوا مع النظام السوري لتطهير المواقع التي شهدت الهجمات المشتبه بها وإزالة الأدلة التي تثبت استخدام أسلحة كيماوية\".

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أطلقت في 13 ابريل/نيسان أكثر من 100 صاروخ على ثلاثة مواقع سورية بينها مركز أبحاث كبير في دمشق ردا على هجوم كيميائي مفترض في دوما أوقع أكثر من أربعين قتيلا.

وأظهرت صور بالأقمار الصناعية عرضها البنتاغون تدمير هذه المواقع بشكل تام.

وقال ماكنزي \"لقد حققنا مستوى النجاح الذي أردناه ضد هذه الأهداف الثلاثة\"، مضيفا \"نعتقد أن هناك على الأرجح بعض الكلور ومن الممكن غاز السارين في كل هذه المواقع\".

وتابع أن النظام السوري عاد الآن إلى \"وضع طبيعي\"، مضيفا \"لا أعتقد أننا أردنا تغيير التوازن الاستراتيجي في سوريا من خلال تلك الضربات بل تلقينه درسا بأنه أمر سيء استخدام الغاز ضد النساء والأطفال\".

وكانت موسكو قد اتهمت مرارا فصائل سورية معارضة باستخدام غازات سامة أو الايهام بوقوع هجوم كيماوي بهدف الدفع لتدخل عسكري غربي.

اتهامات روسية للندن وبرلين

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن \"القوات الحكومية السورية عثرت في الأراضي المحررة في الغوطة الشرقية على مستوعبات فيها كلور من ألمانيا وقنابل دخانية تم تصنيعها في سالزبري (جنوب انكلترا)\".

وأضافت زاخاروفا في مؤتمر صحفي عقدته الخميس \"من المرجح جدا أن الاستفزاز الخاص بتسميم مواطنين روسيين في سالزبري كان مفيدا للاستخبارات البريطانية التي ربما هي من دبره بهدف تشويه صورة روسيا وقيادتها السياسية\".

وتابعت \"لقد قامت بريطانيا بمثل هذه التصرفات على نحو دوري في وقت سابق وهذه الخطوة تتماشى تماما مع النهج العام المعادي لروسيا من قبل الحكومة البريطانية المحافظة الذي يهدف لشيطنة بلادنا\".

وسالزبري هي المدينة التي تعرض فيها العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته للتسميم بغاز للأعصاب في الرابع من مارس/اذار.

واتهمت لندن موسكو بالوقوف وراء الهجوم بينما تصر روسيا على أن لا يد لها في الموضوع وتندد بـ\"استفزاز\".

وتندد روسيا مرارا في الأيام الأخيرة بـ\"اخراج\" للفصائل المعارضة حول الهجوم المفترض في 7 ابريل/نيسان في دوما الذي أوقع 40 قتيلا على الأقل بحسب أجهزة الاسعاف.

وأدى الهجوم الذي نسبه الغرب إلى قوات النظام السوري إلى قيام واشنطن ولندن وباريس بشن ضربات على منشآت للنظام وتوتر دبلوماسي شديد.

ونشرت روسيا مساء الأربعاء ما قالت إنه شهادة طفل سوري أكد المشاركة في \"اخراج\" للهجوم قامت به الفصائل المعارضة.

كما أعلنت روسيا الأربعاء العثور على \"مختبر كيميائي ومستودع لمواد كيميائية\" في دوما، فيه مواد تستخدم في تصنيع الكبريت وغاز الخردل بالإضافة إلى اسطوانة للكلور.

وكانت موسكو أعلنت في الثالث من مارس/اذار العثور على \"مختبر تحت الأرض لتصنيع مواد سامة بشكل يدوي\" في سوريا. كما أعلنت في 14 من الشهر ذاته منه العثور على \"مختبر آخر\" في بلدة افتريس في الغوطة الشرقية.

ولا يزال يتعذر على فريق الأمم المتحدة المكلف بالتحقيق حول الهجوم الكيميائي المفترض التوجه إلى المكان الخميس لأسباب أمنية. كما تعرضت مهمة استطلاع لإطلاق نار قبل بضعة أيام.

وكان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس قد حمّل الأربعاء الحكومة السورية المسؤولية عن تأخر وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مواقع بمدينة دوما يشتبه بأنها تعرضت لهجوم كيماوي وهي استراتيجية سبق لها استخدامها.

وقال ماتيس قبل بداية اجتماع مع نظيره القطري \"نحن على دراية تامة بالتأخير الذي فرضه النظام على ذلك الوفد، لكننا أيضا نعلم تمام العلم الطريقة التي عملوا بها من قبل وأخفوا ما فعلوه باستخدام الأسلحة الكيماوية\".