شكوك حول وجود المادة السوداء في المجرات القزمة

رصد وجود المادة المظلمة في الكون بطريقة غير مباشرة من خلال آثارها على الجاذبية، والعلماء يحاولون فك أكبر الألغاز في مجال الفيزياء المعاصرة.
المادة العادية تتألف من النجوم والكواكب والغاز والغبار
الذرات تشكل 5% فقط من الكون

باريس – في دراسة نشرت في مجلة "أستروفيزيكال جورنال"، شكك علماء في الدليل المقدم على وجود المادة السوداء في المجرات القزمة المجاورة لدرب التبانة.
فوجود المادة السوداء أو المظلمة في الكون لم يرصد حتى الآن إلا بطريقة غير مباشرة من خلال آثارها على الجاذبية وتبقى طبيعتها محط أحد أكبر الألغاز في مجال الفيزياء المعاصرة.
أما المادة العادية (الذرات) التي تتألف منها النجوم والكواكب والغاز والغبار في المجرات، فهي تشكل 5% لا غير من الكون.
وتشكّل المادة السوداء أكثر من ربع الكون، لكن لا يمكن رصدها بالتلسكوبات وإنما يُقدّر وجودها بسبب تأثيراتها وخصوصا جاذبيتها.
وفي المجرات القزمة، تعدّ حركة النجوم كبيرة جدا لتفسّر بالقوة الجاذبية البينية وحدها لا غير. وبالنسبة لعلماء الفلك، تأتي هذه التحركات نتيجة المادة السوداء، وهي تاليا دليل على وجودها.
غير أن فريقا من علماء الفلك في مرصد باريس حلّل دينامية النجوم في المجرات المحيطة بدرب التبانة، أثار احتمال أن تكون هذه التحركات ناجمة عن قوة الجاذبية التي تمارسها درب التبانة.
ومع الاخذ في الاعتبار المسافة الفاصلة بين هذه المجرات ودرب التبانة وشعاعها فقط، تمكن العلماء من توقع تحرّك هذه النجوم بدقة، ما يدلّ على العلاقة القائمة.
وجاء في بيان صادر عن المرصد "يعني ذلك أن قوة الجذب التي تمارسها درب التبانة تتحكم بكلّ تحركات النجوم في هذه المجرات القزمة وأن المادة السوداء لا تؤثر عليها بتاتا".
وكشف العلماء أن هذه المعادلة تنطبق أيضا على المجرات القزمة القريبة من مجرة أندروميدا الكبيرة والمجاورة لدرب التبانة.
وتمكن علماء فضاء لأول مرة من رصد إشارات تتصل بتشكّل أقدم النجوم على الإطلاق في الكون قبل 13,6 مليار سنة، بعد وقت ضئيل نسبيا على نشوئه، في اكتشاف أثار حماسة عارمة في الأوساط العلمية.

الكون
يُقدّر وجودها بسبب تأثيراتها وخصوصا جاذبيتها

ورجّح علماء وباحثون أن يكون لهذا الاكتشاف تداعيات كبيرة على علوم الكون، علما أن الفضل في رصده يعود إلى تلسكوب بسيط في أستراليا لا يزيد حجمه عن حجم ثلاجة.
وقال براين شميدت الحائز على جائزة نوبل للفيزياء عام 2011 إن "رصد إشارات من النجوم الأولى في الكون هو اكتشاف ثوريّ".
ورغم الحماسة الكبيرة التي أثارها هذا الاكتشاف في الأوساط العلمية، إلا أن عددا من العلماء دعوا إلى التريّث والتثبّت من صحّته قبل استخلاص النتائج.
ودعا بونوا سوملان عالم الفيزياء الفلكية في مرصد باريس إلى "التزام الحذر في الخلاصات حاليا".
وقال "لكن في حال تثبتت صحّة الاكتشاف، سيكون اكتشافا كبيرا".فقد نجح العلماء في التقاط إشارات تعود إلى المراحل الأولى لتشكّل أولى نجوم الكون.
وأثارت قوة الإشارات دهشة العلماء، وهي تبعث على الاعتقاد بأن الكون أخذ يبرد بوتيرة أسرع بكثير مما كان يعتقد من ذي قبل، بحسب ما جاء في دراسة نشرت في مجلة "ساينس".
ومن شأن ذلك، إن صحّ، أن يجعل العلماء يعيدون النظر في الأنظمة المعتمدة لتفسير نشوء الكون وتطوّره، وربّما أيضا لأن يحسّن فهم المادة المظلمة أو المادة السوداء التي ما زالت غامضة على العلماء.
وهذا الاكتشاف هو ثمرة جهد بدأه قبل 12 عاما فريق من العلماء بإشراف جود بومان الباحث في جامعة أريزونا الأميركية.