آفة التلوث بالبلاستيك تقض مضجع افريقيا

المغرب ورواندا وكينيا تحظر استخدام الأكياس البلاستيكية وتتطرق جديا إلى مشكلة كبيرة تهدد البيئة وصحة الإنسان.
إدارة النفايات عموما والبلاستيك خصوصا هي مشكلة كبيرة في افريقيا
منتجات البلاستيك لا يعاد تدويرها سوى بنسبة ضئيلة للغاية
استخدام المحيطات كمكبات للنفايات

واشنطن – يشكل التلوث بالبلاستيك المحور الرئيسي للنسخة الحالية من اليوم العالمي للبيئة الذي يحتفى به بداية من الخامس من حزيران/يونيو.
وفي افريقيا تصبّ في البحار والمحيطات 4,4 ملايين طن من النفايات البلاستيكية ، بحسب أرقام للأمم المتحدة تعود للعام 2010.
وأكد محمد اتاني المسؤول في برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تصريحات إن "إدارة النفايات عموما والبلاستيك خصوصا هي مشكلة كبيرة في افريقيا، مشيرا إلى ان آفة التلوث بالبلاستيك تهدد البيئة وصحة الإنسان في نهاية المطاف".
وهو أوضح أن "غالبية النفايات البلاستيكية المرمية في المحيط متأتية من الاستعمال اليومي للبلاستيك الأحادي الاستخدام"، مشددة على ضرورة رفع الوعي إزاء تداعيات التلوث.
وبدأت بعض البلدان الافريقية تتطرق جديا إلى هذه المشكلة وتكافح التلوث بالبلاستيك، مثل المغرب ورواندا وكينيا، وهي بلدان حظرت استخدام الأكياس البلاستيكية.
وكشفت الأمم المتحدة في تقرير الثلاثاء أن ما يقرب من خمسة آلاف مليار كيس بلاستيكي تستهلك سنويا وهي كأكثرية منتجات البلاستيك لا يعاد تدويرها سوى بنسبة ضئيلة للغاية.
وفي هذه الوثيقة التي نشرت لمناسبة اليوم العالمي للبيئة، حذرت الأمم المتحدة من أنه في حال استمرار أنماط الاستهلاك الحالية وممارسات إدارة النفايات على هذا المنوال، سيضم العالم حوالي 12 مليار طن من النفايات البلاستيكية في المكبات وفي البيئة بحلول 2050.

وقالت الأمم المتحدة إن "حجم التحدي مثبط للعزيمة"، مضيفة "منذ خمسينات القرن الماضي، تخطى انتاج البلاستيك ذلك العائد لكل المواد الأخرى تقريبا".
وأشار رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة اريك سولهايم إلى أن "محيطاتنا استخدمت كمكبات ما يؤدي إلى خنق الحياة البحرية ويحول بعض المناطق البحرية إلى ما يشبه حساء من مخلفات البلاستيك".
وأضاف "في بعض المدن، تسد مخلفات البلاستيك المجاري ما يتسبب بأمراض. ومن خلال تناولها من جانب المواشي، هي تشق طريقها إلى السلسلة الغذائية"
أكثرية هذه النفايات هي مخلفات من مواد تستخدم مرة واحدة مثل العبوات البلاستيكية والسدادات البلاستيكية والأغلفة الغذائية والأكياس البلاستيكية في المتاجر الكبرى والأغطية البلاستيكية وقشات الشرب وقصبات تحريك المشروبات وأوعية الأغذية المخصصة للحمل بحسب التقرير.
وتشير التقديرات إلى وجود حوالي خمسة آلاف مليار كيس بلاستيكي تستهلك سنويا في العالم أي ما يقرب من عشرة ملايين في الدقيقة.
وجرى تدوير 9% فقط من مجموع تسعة مليارات طن من البلاستيك أنتجها العالم. وقد تعرضت نسبة أخرى مشابهة وهي 12% للحرق.
أما الباقي فقد انتهى به الأمر في المكبات والمحيطات والمجاري حيث يستغرق تحلله بالكامل آلاف السنوات.
وفي الانتظار، تلوث هذه المخلفات التربة والمياه مع جزيئات من البلاستيك المجهري وجد بعضها بحسب الأمم المتحدة في ملح الطعام المباع في الأسواق.
وتظهر الدراسات بحسب التقرير أن 90% من المياه المعبأة و83% من مياه الصنابير تحوي جزيئات من البلاستيك.وأشادت الأمم المتحدة بما اعتبرته بداية وعي إزاء فداحة المشكلة مشيرة إلى اعتماد أكثر من 60 بلدا في العالم سياسات ترمي للحد من هذا التلوث.