'آي بي أم' توسع نطاق تواجد الكمبيوتر الكمي

شركة الكمبيوتر الأميركية العملاقة 'آي بي أم' تركب جهاز كمبيوتر كمي هو الأول من نوعه في أوروبا في وقت فيه تنشط القارة لتطوير التكنولوجيا الواعدة والمستقبلية.
تكنولوجيا الكم تتيح احتساب المسارات وتطوير الأدوية وفك الشفرات.
الولايات المتحدة تهيمن حاليا على التكنولوجيا الواعدة

برلين - تدشّن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء أول كمبيوتر كمي ركّبته في ألمانيا شركة الكمبيوتر الأميركية العملاقة "آي بي أم" في وقت تنشط أوروبا لتطوير هذه التكنولوجيا الواعدة.
ويعتبر الجهاز، وهو من طراز "كيو سيستم وان" رُكّب بالقرب من شتوتغارت بالتعاون مع معهد الأبحاث الألماني "فراونهوفر" ودخل الخدمة منذ بداية نيسان/أبريل، أول كمبيوتر كمي لمجموعة "آي بي أم" خارج الولايات المتحدة والتي تعمل على توسيع نطاق عملها والخروج بمنتجاتها الى فضاء أوسع، حيث يمكن للأوروبيين الوصول إلى أجهزته عبر التقنية السحابية (الحوسبة مِن بُعد).
وتلقي ميركل التي أعدت أطروحة في كيمياء الكم أثناء دراستها كلمة خلال حفل الافتتاح الذي يقام عبر الإنترنت.
ويحضر حاكم ولاية بادن فورتمبيرغ وينفريد كريتشمان  ومارتن جيتر الرئيس التنفيذي للشركة الافتتاح الرسمي لأول كمبيوتر كمي مستخدم تجاريًا في أوروبا.
ويختلف الكمبيوتر الكمي عن الكمبيوتر التقليدي في أنه يعتمد على مبادئ ميكانيكا الكم وظواهرها (مثل التراكب الكمي والتشابك الكمي) للقيام بمعالجة البيانات وتنفيذ العمليات، وهو يختلف عن الكمبيوتر العادي الذي يستند في عمله إلى الترانزستورات والمكثفات. وفي حين تقاس كمية البيانات في الكمبيوتر التقليدي بالبت، فإنها في الكمبيوتر الكمي تقاس بالكيوبت.
تتيح تكنولوجيا الكم استخدام أجهزة الكمبيوتر الفائقة القوة التي تتخطى بأشواط قدرات أفضل أجهزة الكمبيوتر العملاقة الحالية، بفضل الإفادة من الخصائص الفيزيائية المذهلة للجسيمات الفائقة الصغر.
فبدلاً من وحدة تخزين المعلومات "بِت" التي تقوم عليها الحوسبة التقليدية والتي يمكن أن تأخذ القيمتين 0 و1، يستخدم العالم الكمومي وحدة "كيوبيتس". ويمكن أن يكون للـ"كيوبيتس" قيم عدة في الوقت نفسه، مما يسمح - من الناحية النظرية - بإجراء عمليات حسابية بالتوازي.
ولا تزال تكنولوجيا الكم في مرحلة تجريبية إلى حد كبير في الوقت الراهن، ويمكن أن تُمكّن ذات يوم من حل مشكلات معقدة جداً بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر الحالية والمستقبلية في وقت قياسي، وتتيح مثلاً احتساب المسارات وتطوير الأدوية وفك الشفرات.
وتطمح فرنسا وألمانيا منذ الآن إلى أن يكون لهما دور رائد في هذا المجال، إذ أعلنت باريس في كانون الثاني/يناير عن استثمار 1,8 مليار يورو على مدى خمس سنوات، فيما ستضخ برلين ملياري دولار لبناء كمبيوتر كمي بحلول عام 2025.
وتهيمن الولايات المتحدة في الوقت الراهن على هذه التكنولوجيا الواعدة والمستقبلية.