أتحب أن يكون لديك مال وأنت أحمق؟

اجتمع المال والعبث عند القطريين. النتائج كارثية.

إذا اقترن الحمق والرعونة بالقدرة المالية، فإن وبال المال يكون عظيما، فلا يستفيد منه صاحبه ولا أهله ولا أقاربه ولا بنو جلدته، بل أنه يصاب بجنون العظمة فينقلب المال في يده رشاشا يبيد القريب قبل البعيد.

هذه هي حال قطر التي ابتليت بمال وفير فخيل لها أنها جديرة بالقيادة، فاختارت لنفسها صبغة دينية وما هي بالمتدينة ولا هي بالملتزمة بأحكام الدين الذي ينهى عن القتل وسفك الدماء دون مبرر. ولو أن المال صاحبه حكمة وسداد رأي، لعاد بالخير الكثير على العرب ولحظيت قطر بمكانة عليا في قلوب العرب.

أو لعلها لا تتصرف من ذاتها، وأسند هذا الدور التدميري لها، وهذا هو الراجح على التحليل الأول، ولا يخفى على أحد أن مساندة قطر لايران خلق توازنا في القوى على جانبي الخليج وهذا ما تسعى له الولايات المتحدة لكي تظل عجلة الاقتصاد لديها تدور ليلا نهار دون توقف، لتجلب الأرباح الطائلة من بيع الأسلحة للجانبين.

ماذا لو رفضت قطر هذا الدور الذي أسند إليها؟ سيكون حالها حال الدول المجاورة لها، ولن تعاقبها أميركا لرفضها هذا، وسوف تكون دولة يحبها الجميع ويؤازرونها ويشدون على يدها.

ليس هناك عاقل لا يستغرب ما تقوم به قطر، فهي تدعم الإسلاميين في الخارج وليس على أرضها التي ليس فيها ما يدل على التزامها بأحكام الدين سوى الملابس، وكل ما يجري على أرضها مخالف لتعاليم الإسلام، كانتهاك حقوق الانسان وتمويلها لأي طرف يهدف الى تدمير البلاد وقلب أنظمة الحكم والقتل والسبي والتعذيب.

كان يمكن لقطر أن تقوم بإغاثة مسلمي الإيغور بالتفاهم مع الحكومة الصينية فتعمل خيرا يسجل لها في كتابها، وكان يمكنها بذل المال في مشاريع تنموية تشغل أكبر عدد من المسلمين، وكان يمكنها التوسط في النزاعات لحقن دماء المسلمين، وتبقى دولة محترمة يحبها الجميع ويثقون بها.

وبينما تحلق الأمنيات عاليا، يسقطنا الواقع في الحضيض، فلا نرى أموال قطر إلا وتذهب لدعم الميليشيات المسلحة في سوريا وليبيا واليمن ومصر وغيرها بذريعة دعم الإسلاميين، وهي تعلم كم من الدمار تلحقه هذه الميليشيات بالبشر.

إن أي إنسان يحاول التخريب لا بد وأن يحدث خرابا مهما قل حجمه، فماذا لو كانت هذا المخرب يملك أموالا لا سبيل الى عدها؟ ما أسوأ المال إذا اقترن بالحماقة والرعونة!