أحمد اللاوندي يصدر 'لا ريح تنبئ بالمطر'
تصدر قريبًا عن دار اسكرايب للنشر بالقاهرة مختارات شعرية بعنوان "لا ريح تنبئ بالمطر" للشاعر المصري أحمد اللاوندي.
المختارات تضم العديد من النصوص التي كتبها خلال السنوات الماضية، وقد نشر معظمها في دوريات وصحف عربية، ومن بينها: ما كنت يا أبتِ سواك، وقال لي، تفاصيل الغياب، أعد المرور، ستُذكر يا سيدي، اشتياق، بيتنا القروي، بكائيات، نفق الذكريات، قل ما تريد، رؤية، أغني لكم يا رفاق، لا ذنب للأحجار إن جرحت خطاك، طقوس الأمس.
وأحمد اللاوندي ولد في عام 1978 بمحافظة كفر الشيخ، وهو عضو اتحاد كتاب مصر، ويكتب في الصحافة الثقافية منذ عام 2005.
العديد من النقاد كتبوا عن الشاعر أحمد اللاوندي وعن دواوينه، فها هو الناقد المصري الدكتور مدحت الجيار يقدم ديوانه الأول "سيدة بحجم الأرض"، والصادر عام 2014 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، حيث يقول:
وهذا الديوان علامة مهمة في حياة أحمد اللاوندي الشعرية، فعلى الرغم من قلة عدد القصائد وقصر كثير منها، يجرب الشاعر نفسه الشعري في أشكال شعرية متعددة، تبدأ من الومضة الشعرية، التي لا تزيد على مساحة بيت، إلى القصيدة الطويلة. وتتداخل في هذه الرؤى الشعرية عوالم متعددة متداخلة، الحبيبة هي الأساس فيها، وتتلون الحبيبة بلون اللحظة الشعرية ونوع الحافز على الكتابة، فتتداخل القصيدة المتمنعة مع الأنثى المتمنعة، مع الوطن العصي في حال الثورة. ومن ثم؛ ينادي الشاعر ويستعطف كل الأحبة في صورة من هذه الصور. وخلق هذا التداخل في العوالم زخمًا وكثافةً شعريةً ملأت النصوص بالمجاز وحولت النص إلى عالم خاص، شفاف مليء ببذور موضوعات جديدة سوف تظهر في الدواوين القادمة..
ثم يختتم الجيار مقدمته عن الديوان فيقول:
ونحن أمام شاعر واعد ننتظر منه الكثير، فما يقدمه اليوم يعلن عن طاقة شعرية كبيرة وأصيلة، وصوت شعري خاص، لا تسمع معه أصوات شعراء آخرين. سأنتظر مع المتلقي ظهور نجم هذا الشاعر".
أما الروائي والقاص المصري سمير المنزلاوي فكتب عن ديوانه "أنا ضحكة الماء حين أمر"، والصادر عام 2016 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب:
"الشاعر أحمد اللاوندى في ديوانه الجديد -أنا ضحكة الماء حين أمر- الصادر مؤخرًا عن سلسلة الإبداع الشعري المعاصر بالهيئة المصرية العامة الكتاب، حصل على الصور المادية الأولى لخياله من بيئته المائية، ففي قريته توقف طويلا أمام السواقي الدائمة الحركة، إذ يتدفق منها الماء متحركًا، ودائبًا إلى حقول وقرى بعيدة.
هذه الرحلة الأزلية خلقت مادة من النباتات والظلال والكائنات الصغيرة العائمة والذائبة، وخلقت كذلك مزاجًا مائيًّا نهريًّا أو يَنبوعيًّا، يجنح نحو الهدوء والانسياب والهمس والبوح.
وكما يقول باتشلار: إن الماء يلعب دورًا شعريًّا كمرآة، فإن نفس اللاوندي المائية تجعله يتأمل صورتها في مرآة المجارى المائية، وهي تختلط مع صورة قريته ومخلوقاتها التي تكتسب أشكالا مراوغة تقترب ثم تبتعد.
ولا يقف الشاعر كثيرًا أمام صورته كما فعل نرجس، بل إنه رأى ذاته ضمن ذوات أخرى، هم: أمه وأهله وجيرانه ومحطة القطار والسائق وابنته وحمام السطح وقش الأفران، كل شيء يسبح في فلك مائي دوار وزاخر بالنماذج الإبداعية المبتكرة التي تخلق بهجة شعرية.
وقد تمكن من مزاوجة الماء مع الأمومة التي فقدها صغيرًا، فجعل السائل المتدفق، حليبًا ترشفه الأرض مع البراءة التي تمحو الحزن.
هكذا ينجح شاعرنا في اكتشاف أرض أحلام جديدة، ويترك آثار أقدامه لمن يأتي بعده، مسلَّحًا بالشعر والجمال.
إن ديوان -أنا ضحكة الماء حين أمر- للشاعر أحمد اللاوندي إضافة مهمة للمكتبة الشعرية، ولخطوات الشاعر الواثقة والواسعة، حيث ننتظر منه الذي يقدر عليه ويجيده".