أحمد حلمي في ضيافة السينما المغربية
الدار البيضاء – شهدت الدورة السادسة من مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي لحظة مميزة تمثلت في تكريم الفنان المصري أحمد حلمي، عرفانًا بمسيرته الفنية الثرية في مجالات السينما والمسرح والتلفزيون. حضر هذا الحدث نخبة من الفنانين والمبدعين، ضمن أجواء احتفالية عكست التقدير المتبادل بين جمهور المغرب وأحد أبرز وجوه الفن العربي المعاصر.
وفي حديثه لموقع "ميدل ايست أونلاين"، عبّر حلمي عن مشاعره تجاه هذا التكريم، وتحدث عن رؤيته للسينما، وتفاعله مع الجمهور، وأوضح عدة مواقف إنسانية وفنية تختصر تجربته ومساره المهني, وفيما يلي نص الحوار :
كيف استقبلت هذا التكريم في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي؟
أشعر بسعادة غامرة وامتنان كبير لهذا التكريم والاحتفاء، ويبقى مسؤولية مضاعفة لأنه اكبر من الجوائز.
فالتكريم من جهة ثقافية عربية بحجم مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي يمنحني دفعة معنوية كبيرة، ويجعلني أكثر حرصًا على تقديم الأفضل في المستقبل.
ما الذي تمثله السينما بالنسبة لك؟
أرى السينما فنًّا راقيًا يُجسّد حكايات الناس وآمالهم وأحلامهم، ويُعبّر عن القضايا الإنسانية الكبرى من خلال قصص بسيطة وعميقة في آنٍ واحد.
هي رسالة تساهم في تغيير حياة المتلقّي، فالعمل السينمائي بالنسبة لي فعل وجداني يتطلب منّا كمبدعين أن نمنحه مشاعرنا الصادقة.
كيف تقيّم السينما المغربية من خلال ما شاهدته أو تابعته؟
السينما المغربية تتميّز بأصالتها وعمقها الإنساني، وهي في نظري تُشبه "الدانتيل" من حيث الدقة والنعومة.
فكثير من المواضيع التي تتناولها تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تحمل بُعدًا وجدانيًا وإنسانيًا عميقًا يجعلها قادرة على التأثير في المتفرّج من مختلف الخلفيات.
كيف تجد علاقتك بالمغرب وبجمهوره؟
علاقتي بالمغرب قديمة ومتجددة في آن واحد. ففي كل مرة أزور فيها الدار البيضاء أو مدينة مغربية أخرى، أشعر بترحاب استثنائي وطاقة إيجابية حقيقية.
جمهور المغرب جمهور واعٍ ومحبّ للفن، وقد لمست ذلك في لقاءاتي العفوية معهم. لهذا، فإن وجودي هنا يملؤني بالفرح، وأغادر دائمًا وأنا أحمل في قلبي امتنانًا خاصًّا لهذا البلد.
في زمن هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، هل ما زلت تعتمد عليها لمعرفة ردود الفعل حول أعمالك؟
رغم الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، فإنني لا أعتمد عليها بشكل أساسي في قياس ردود أفعال الجمهور.
أفضّل النزول إلى الشارع والتواصل المباشر مع الناس، لأنني أؤمن أن العالم الافتراضي قد لا يبرو الحقيقة دائمًا.
الحوار الواقعي، بالنسبة لي، أكثر صدقًا وتأثيرًا، لانه يبين الانطباع الحقيقي عن العمل الفني.
ما أبرز التحديات التي تواجهها أثناء التحضير لأعمالك السينمائية؟
منذ ثلاث سنوات، وأنا أسعى إلى إنتاج ثلاثة أفلام في كل عام، لكن الواقع العملي كثيرًا ما يفرض تحديات تتعلق بالكتابة أو تنفيذ السيناريوهات أو حتى ظروف الإنتاج.
رغم هذه الصعوبات، فإنني أؤمن أن السنوات المقبلة ستشهد تجارب متنوعة في مسيرتي، ولن تقتصر فقط على اللون الكوميدي، ساحاول ان تشمل أشكالًا وأجناسًا سينمائية مختلفة.
هل هناك رغبة في التعاون الفني مجددًا مع زوجتك الفنانة منى زكي؟
نعم، بالتأكيد. لطالما تمنيت أن يجمعنا عمل سينمائي جديد، وأعتقد أن أي مشروع فني يجمعنا سيكون بعنوان "الحب كله".
هناك كيمياء خاصة تجمعنا فنيًا، وأثق أن الجمهور يترقب هذا اللقاء كما نترقبه نحن أيضًا.
ما تقييمك لمسألة الإيرادات والمنافسة في مجال السينما؟
في بداياتي كنت أضع في الحسبان فكرة الإيرادات والمنافسة، وأعتبرها مؤشّرًا على نجاح العمل.
لكن مع مرور الوقت، تغيّرت نظرتي، وأصبحت أركّز على جودة التجربة الفنية نفسها دون الالتفات كثيرًا للأرقام.
وما يبقى في ذاكرة الناس هو قيمة الفيلم وتأثيره، وليس الإيرادات التي حققها في شباك التذاكر.
هل تفتخر بتجربتك في تقديم البرامج، خصوصًا برنامج "لعب عيال"؟
بالفعل، أعتز كثيرًا بتجربتي في "لعب عيال"، وأعتبره علامة فارقة في مشواري، كان ذلك البرنامج بمنزلة تميمة حظ، وقد منحني أفقًا جديدًا في التفاعل مع الجمهور، وأسهم في ترسيخ حضوري الإعلامي.