أخطاء الناتو المتكررة تعمق أزمة الوضع الأمني بأفغانستان

مسؤولون وسكان أفغان يعلنون مقتل 30 مدني على الأقل في ضربات جوية أميركية في إقليم هلمند في عملية تزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في البلاد.

لشكركاه (أفغانستان) - قال مسؤولون محليون وسكان الأربعاء إن 30 مدنيا أفغانيا على الأقل قتلوا في ضربات جوية أميركية في إقليم هلمند، في أحدث هجوم وسط تصعيد للعمليات الجوية التي تهدف لدفع حركة طالبان للحوار.

وقالت قوة يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان إن قوات تابعة للحكومة الأفغانية ومستشارين أميركيين تعرضوا لإطلاق نار من مقاتلين من طالبان في مجمع في منطقة كرمسير وطلبوا دعما بضربة جوية، لكن القوات على الأرض لم تكن على علم بوجود أي مدنيين في المجمع أو بالقرب منه.

وقال حاكم إقليم هلمند محمد ياسين خان إن القوات طلبت شن ضربات جوية على مقاتلي طالبان في كرمسير تسببت في سقوط قتلى من المدنيين ومن مقاتلي طالبان.

وقال ساكن بالمنطقة يدعى محمد الله إن الاشتباك بدأ مساء الثلاثاء. مضيفا أن "قوات أجنبية قصفت المنطقة وأصابت القنابل منزل شقيقي".

وتابع قائلا إن من بين القتلى نساء و16 طفلا.

وقال ساكن آخر إن بعض الضحايا ما زالوا مدفونين تحت أنقاض المجمع.

وأضاف "المنطقة خاضعة لسيطرة طالبان لكن جميع ضحايا قصف الليلة الماضية من المدنيين".

وقالت قوات الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي إن القوات الأفغانية والمستشارين الأميركيين تعرضوا لإطلاق نار من مقاتلين من طالبان مسلحين ببنادق آلية وقذائف صاروخية.

وقالت متحدثة باسم القوة في بيان "في وقت الضربة، لم تكن القوات البرية على علم بوجود أي مدنيين داخل المجمع أو في محيطه. لم يكونوا يعرفون سوى أن طالبان تستخدم المبنى موقعا للقتال".

وأضافت "نحقق في كل زعم يحمل مصداقية عن ارتكاب خطأ ونراجع كل مهمة للتعلم وتحسين الآداء".

وأقر التحالف في أكثر من مناسبة بمقتل مدنيين في غاراته في كل من العراق وسوريا وأفغانستان لكنه يؤكد في كل مرة حرصه على تجنب سقوط مدنيين دون جدوى.

والمدنيون هم أغلب ضحايا الحرب المستمرة في أفغانستان منذ 17 عاماً. وجاء في تقرير نشرته مؤخرا الأمم المتحدة أن 8050 شخصا قتلوا أو جرحوا في الفترة من كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر من هذا العام.