أخنوش يمثّل العاهل المغربي في حفل تنصيب رئيس السنغال الجديد

الملك محمد السادس هو القائد الوحيد من خارج المنطقة الذي يتلقى دعوة لحضور حفل تنصيب الرئيس السنغالي، ما يعكس مكانة المغرب كشريك موثوق.

دكار - شارك رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش اليوم الثلاثاء في مراسم تنصيب رئيس السنغال المنتخب باسيرو ديوماي فاي بتوجيهات من العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي كان القائد الوحيد من خارج المنطقة الذي وجهت له دعوة رسمية لحضور حفل التنصيب وأداء اليمين الدستورية.

وتعكس هذه الخطوة رغبة دكار في تعزيز التعاون مع الرباط كما تثبت الثقة العالية التي بات يحظى بها المغرب في فضائه الإقليمي واعترافا بالتزامه بعمقه الأفريقي وجهوده في دعم الاستقرار في المنطقة وبناء جسور التعاون بما يخدم مصالح شعوب القارة.

ورافق أخنوش في زيارته إلى دكار وزير الخارجية ناصر بوريطة ويقيم هذا الحضور نيابة عن الملك محمد السادس الدليل على مستوى العلاقات بين الرباط ودكار والشراكة الإستراتجية التي تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والروحية.

ويؤشر حضور الوفد المغربي ممثلا للملك محمد السادس في حفل تنصيب باسيرو ديوماي فاي، في توقيته ومضامينه، على ثقة عالية من رئيس السنغال المنتخب في المغرب شريكا موثوقا يمكن الرهان عليه في دعم جهود التنمية في البلد الأفريقي الذي يتطلع إلى تحقيق تنمية مستدامة والاستفادة من التجربة المغربية، لا سيما بعد إطلاق مبادرة الأطلسي التي تسهّل لدول الساحل الولوج للمحيط الأطلسي عبر بوابة المغرب.

وشكّل المغرب نموذجا يحتذي به في إرساء علاقات شراكة متوازنة مع عمقه الأفريقي من خلال مقاربة دبلوماسية هادئة قائمة على الدفع نحو تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة والعمل على المساعدة في حل الأزمات عبر الحوار ومراعاة خصوصية مبدأ السيادة لكل دولة.

وأدى باسيرو ديوماي فاي اليمين اليوم الثلاثاء ليصبح الرئيس الخامس للبلاد وأصغرهم على الإطلاق، متعهدا باستعادة الاستقرار وتحقيق التقدم الاقتصادي.

وتغلب فاي (44 عاما) على مرشح الائتلاف الحاكم أمادو با بأغلبية ساحقة في الجولة الأولى من الانتخابات، مما يعكس الآمال الكبيرة في التغيير في دولة يبلغ عدد سكانها نحو 18 مليون نسمة. وقال فاي بعد أن أدى اليمين في مراسم حضرها مع زوجتيه إن "نتائج الانتخابات أظهرت رغبة عميقة في التغيير".

وحضر المراسم أكثر من عشرة من رؤساء الدول والممثلين الإقليميين، منهم الرئيس النيجيري بولا تينوبو ورئيس غانا نانا أكوفو - أدو ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، فيما أرسلت المجالس العسكرية الحاكمة لبوركينا فاسو ومالي والنيجر ممثلين عنها.

وكان الانتقال السلس للسلطة موضع ترحيب ومثل دفعة بعد ثلاث سنوات من اضطرابات سياسية غير مسبوقة في السنغال أثارت مخاوف بشأن تراجع الديمقراطية في غرب أفريقيا التي تشهد انقلابات، حيث تولت مجالس عسكرية السلطة وقطعت العلاقات مع الحلفاء الغربيين التقليديين لصالح روسيا.

وأضاف فاي أن "السنغال ستكون بلد الأمل والسلام، مع نظام قضائي مستقل وديمقراطية أقوى"، ووعد بإدارة الأمور بطريقة أخلاقية وبناء الاقتصاد.

واصطف الملايين لساعات للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي أجريت في 24 مارس/آذار بعد محاولات من حكومة الرئيس السنغالي المنتهية ولايته ماكي سال لتأجيلها من فبراير/شباط إلى ديسمبر/ كانون الأول، ثم إلى يونيو/حزيران. 

وقال فاي إنه سمع "بوضوح صوت النخب الصريحة التي تعبر بصوت عال وقوي عن تطلعنا لمزيد من السيادة والتنمية والرفاه" في أفريقيا، مؤكدا مجددا للشركاء الأجانب "انفتاح السنغال على تبادلات تحترم سيادتنا وتتوافق مع تطلعات شعبنا في شراكة مربحة للجانبين". كما أشار إلى حجم التحديات الأمنية التي تواجه العديد من البلدان الأفريقية والتي "تتطلب المزيد من التضامن".