أدلة متزايدة على التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية

تقريران أعدا بطلب من الكونغرس الأميركي يشيران بوضوح إلى حملة دعاية على مواقع التواصل الاجتماعي استهدفت تحريض السود الداعمين في الغالب للديمقراطيين، على عدم التصويت في الانتخابات الرئاسية، فيما استهدفت دعاية سلبية أخرى عقب فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، المدعي العام روبرت مولر المكلف بالتحقيق في تواطؤ بين حملة ترامب والروس.

الكرملين يجدد نفيه لاتهامات أميركية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية
الاتهامات الأميركية تأتي في ذروة التوتر بين واشنطن وموسكو

واشنطن - كشف تقريران وضعا بطلب من الكونغرس الأميركي أن حملة الدعاية التي قامت بها روسيا على شبكات التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 سعت إلى تحريض السود على الامتناع عن التصويت، قبل أن تستهدف المدعي الخاص روبرت مولر شخصيا بعد فوز دونالد ترامب.

ونفى الكرملين الثلاثاء اتهامات واشنطن واعتبر أنها "غير مفهومة". وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التقريرين "لم يسببا شيئا سوى عدم فهم".

وأضاف بيسكوف الذي كان يتحدث للصحافيين في مؤتمر هاتفي "إنهما ينقلان اتهامات عامة وبعضها غير واضح إطلاقا بالنسبة لنا".

وقال التقريران إن وكالة "انترنت ريسيرتش ايجنسي" الروسية التي تتخذ من مدينة سان بطرسبورغ مقرا لها ويعتبرها القضاء الأميركي دمية يحركها ويمولها الكرملين، عملت خلال حملة الانتخابات الرئاسية على ردع شريحة واسعة من الأميركيين الأقرب بشكل عام للديمقراطيين مثل الشباب والأقليات العرقية المثليين، عن التصويت.

وقد ركزت الوكالة الروسية خصوصا على الناخبين السود بعد تحليل هو الأكمل حتى اليوم، لآلاف الرسائل والمنشورات التي وضعتها على مواقع التواصل الاجتماعي بين 2015 و2017. وأجرت التحليلات جامعة أوكسفورد وخبراء في وسائل الإعلام الجديدة في مؤسسة "غرافيكا".

أما التقرير الثاني الذي طلبه الكونغرس، فقد أعدته شركة "نيو نوليدج" وجامعة كولومبيا خصوصا.

وأوضح هذا التقرير أن وكالة "انترنت ريسيرتش ايجنسي" أنشأت عدة حسابات تحت أسماء أميركية وهمية، موجهة إلى السود. وكان أحد هذه الحسابات باسم "بلاكتيفيست" يطلق رسائل سلبية حول المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي اتهمها بأنها "انتهازية" و"لا يهمها سوى كسب الأصوات".

التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016
التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016

وكتب معدو التقرير أن "هذه الحملة كانت تهدف إلى إقناع الناخبين بأن أفضل طريقة للدفاع عن قضية مجموعة الأميركيين من أصل إفريقي هي مقاطعة الانتخابات والتركيز على قضايا أخرى".

في الوقت نفسه، كشف التقرير الأول أن قسما من 3841 حسابا على فيسبوك وانستغرام وتويتر ويوتيوب التي رصدت، كانت تسعى لدفع الناخبين البيض القريبين من الجمهوريين إلى المشاركة في الانتخابات.

وأضاف أن هذه الرسائل كانت تدعم مواقف الجمهوريين في عدد من القضايا مثل الدفاع عن الحق في حيازة السلاح ومكافحة الهجرة من دون أن تشير إلى مرشح مفضل، لكن عندما تبين أن ترشيح ترامب بات ثابتا، أصبحت رسائل الوكالة الروسية ترجح كفته بشكل واضح.

وأفادت دراسة لمعهد "بيو" للأبحاث (بيو ريسيرش سنتر)، سجلت مشاركة الناخبين البيض ارتفاعا في انتخابات 2016، بينما تراجعت نسبة السود الذين صوتوا خمس نقاط إلى 59.6 بالمئة.

ووجه القضاء الأميركي عدة اتهامات إلى عاملين في الوكالة الروسية التي يمولها المسؤول الثري يفغيني بريغوجين بتهمة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

وتطورت الحملة الدعائية إذ وجدت هدفا جديدا بعد فوز الرئيس ترامب في الانتخابات، تمثل بالمدعي الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق في شبهات بالتواطؤ بين فريق حملة المرشح الجمهوري (ترامب) وروسيا، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست مساء الاثنين.

وقد تقاسمت حسابات يغذيها الروس منشورات تؤكد أن مولر رجل "فاسد". ووصل الأمر بأحد مستخدمي انستغرام إلى حد القول إنّ المدعي الخاص عمل في الماضي مع "جماعات إسلامية متطرفة".

وكرر بيسكوف نفي روسيا لأي تدخل في الانتخابات. وقال إن "الدولة الروسية، الحكومة الروسية لا علاقة لها بأي تدخل وخصوصا نوع التدخل الذي وصف بهذه العبارات المبهمة".