أربعة مرشحين يتنافسون على خلافة دي ميستورا

روسيا تؤكد أن الأمين العام للأمم المتحدة ينّسق مع الحكومة السورية في موضوع اختيار مرشح لمنصب المبعوث الخاص إلى سوريا خلفا للدبلوماسي الإيطالي ستيفان دي ميستورا الذي استقال من منصبه بعد نحو أربع سنوات من قيادته مفاوضات شاقة انتهت إلى طريق مسدود.

جير بيدرسون قد يكون الأوفر حظا في خلافة دي ميستورا
وزير جزائري سابق من ضمن المرشحين لخلافة دي ميستورا
اقتراح اسم بيدرسون جاء لإرضاء روسيا ودول غربية

موسكو - ذكرت وكالة نوفوستي الروسية نقلا عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ينسّق مع الحكومة السورية في موضوع تعيين مبعوث أممي جديد خاص إلى سوريا.

ويأتي هذا التطور بينما تتردد أسماء أربعة مرشحين لخلافة دي ميستورا هم الدبلوماسي النرويجي المخضرم جير بيدرسون ومبعوث السلام إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ومسؤول الأمم المتحدة الأعلى في العراق يان كوبيش  ووزير الخارجية الجزائري الاسبق رمضان لعمامرة.

نيكولاي ملادينوف مبعوث السلام إلى الشرق الأوسط ضمن قائمة المرشحين لخلافة دي ميستورا
نيكولاي ملادينوف مبعوث السلام إلى الشرق الأوسط ضمن قائمة المرشحين لخلافة دي ميستورا

وكان الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قد أعلن في 17 أكتوبر/تشرين الأول استقالته من منصبه في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني بعد أربع سنوات على توليه هذا المنصب وبعد أن قاد جولات مفاوضات حلحلت الأزمة السورية لكنها لم تنهي سبع سنوات من اسوأ الحروب الأهلية.

واعتبر بوغدانوف أن تعيين مبعوث أممي جديد إلى سوريا أمر يقرّره الأمين العام للأمم المتحدة لكن بالتنسيق مع الحكومة السورية.

ولم يقدم المسؤول الروسي أي تفاصيل عن المرشحين المحتملين لخلافة دي ميستورا إلا أنه قال "إنهم يستعرضون أسماء مختلفة".

وكان دي ميستورا قد برر قرار استقالته من منصبه بـ"أسباب شخصية"، لكن بعض المحللين اعتبروا أن القرار ناجم بالأساس عن شعوره بالإحباط وخيبة أمل إزاء تعثر مفاوضات السلام والتوصل إلى تسوية للأزمة السورية بعد أربع سنوات من الجهود المضنية.

إلا أن المستشرق الروسي فيتالي نعومكين الذي عمل مستشارا سياسيا لدي ميستورا، قال إنه يصدق الأخير عندما يقول إنه قرر الاستقالة لأسباب شخصية.

 وتابع "أعتقد أن دي ميستورا يشعر بالتعب فعلا ويواجه مشاكل شخصية. سبق أن قال لي إنه لا يرى عمليا أفراد أسرته، كونه يقضي معظم أوقاته في جولات عمل. ربما حان وقت الاختيار، فلقد بلغ عمرا كبيرا جدا".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون قد عيّن الدبلوماسي الإيطالي ستيفان دي ميستورا مبعوثا خاصا إلى سوريا في شهر يوليو/تموز 2014 خلفا للدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي الذي استقال من منصبه في مايو/ايار 2014 بسبب شعوره بالإحباط وعدم تمكنه من إحراز تقدم في حل الأزمة السورية.

ويحمل دي ميستورا الذي ولد في السويد الجنسيتين السويدية والإيطالية، وسبق له أن شغل منصب نائب وزير الخارجية في إيطاليا كما عمل في الأمم المتحدة لأكثر من ثلاثة عقود ويتمتع بخبرة كبيرة في العمل داخل مناطق النزاع.

كما ترأس في السابق بعثات للأمم المتحدة في العراق بين عامي 2007 و2009 وفي أفغانستان بين عامي 2010 و2011.

وشغل أيضا مناصب تابعة للأمم المتحدة في الصومال والسودان والبلقان وعمل نائبا لمدير برنامج الغذاء الدولي التابع للأمم المتحدة بين عامي 2009 و2010.

ويجيد دي مستورا 6 لغات منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية، كما يتحدث بعض اللهجات العربية المحلية.

رمضان العمامرة واحد من أربعة مرشحين لخلافة دي ميستورا
رمضان العمامرة واحد من أربعة مرشحين لخلافة دي ميستورا

وأنهى على ما يبدو مسيرته في العمل الدبلوماسي وفي حلّ النزاعات باستقالته الأخيرة من منصبه في الوقت الذي يقترب فيه النظام السوري من حسم الحرب بعد أن استعاد زمام المبادرة بدعم عسكري وسياسي روسي.

ويحسب لدي ميستورا نجاحه في دفع مفاوضات التسوية السورية وعقد جولات مفاوضات مع طرفي الصراع: الحكومة السورية وائتلاف المعارضة، إلا أن انسحابه في هذا التوقيت يؤكد مرّة أخرى وصول جهود التسوية في سوريا إلى طريق مسدود.

وفي المقابل فقد عملت موسكو على سحب البساط من تحت أقدام الأمم المتحدة وتحويل وجهة المفاوضات إلى العاصمة الكازاخية استانا وسوتشي الروسية في مبادرات كانت تأخذ كلها في الاعتبار مصلحة النظام السوري.

ويستبعد محللون أن يكون التحرك الروسي الموازي لعمل المبعوث الأممي المستقيل قد أضعف جهوده لحل الأزمة السورية، حيث كان دي ميستورا من الداعمين لعقد جولات مفاوضات في استانا وسوتشي برعاية روسية وتركية وإيرانية وبمشاركة أممية.

إلا أن استقالة دي ميستورا تسلط في الوقت ذاته الضوء على الوضع المعقد في سوريا وعلى التداخلات والتدخلات الإقليمية والدولية في الساحة السورية التي تحولت إلى ساحة حرب بالوكالة.

وتجري مشاورات لاختيار خليفة لدي ميستورا من قائمة تضم أربعة مرشحين هم الدبلوماسي النرويجي المخضرم جير بيدرسون ومبعوث السلام إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ومسؤول الأمم المتحدة الأعلى في العراق يان كوبيش  ووزير الخارجية الجزائري الاسبق رمضان لعمامرة.

لكن مجلة فورين بوليسي الأميركية رجّحت أن الدبلوماسي النرويجي المخضرم جير بيدرسون هو المرشح الأوفر حظا في المهمة الشاقة التي عجز سابقوه عن انجاز اي تقدم يذكر.

وينتظر ممن سيخلف دي ميستورا على رأس البعثة الأممية إلى سوريا أن يكسر جمود المفاوضات السورية.

وتقول مصادر إن طرح اسم بيدرسون جاء بمثابة حل وسط ربما يستهدف ارضاء الروس والدول الغربية.

وفي المقابل فإن موسكو تتحفظ على ترشيح بيدرسون كونه يمثل دولة عضوا في حلف شمال الأطلسي هي النرويج وهو التحفظ الروسي الوحيد على هذا المرشح.