أردوغان الى جانب إيران في تداعيات هجوم أرامكو

الرئيس التركي يحث على الحذر في لوم إيران على هجوم أرامكو لتعزيز تحالفاته بالاصطفاف مع إيران، مستغلا التوترات القائمة بين الرياض وطهران.
أردوغان يخالف الحقيقة والوقائع فيما يتعلق بمهاجة ايران للمنشآت النفطية السعودية
الرئيس التركي يبحث عن منافذ في إيران بعد أن وتر العلاقات مع السعودية

اسطنبول - اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء، أن الأدلة "غير كافية" لاتهام إيران بمهاجمة منشأتي نفط سعوديتين في حين تحمل واشنطن طهران المسؤولية وتنتظر الرياض النتائج النهائية للتحقيق.

وحث أردوغان على توخي الحذر فيما يتعلق بلوم إيران في الهجوم الذي وقع يوم 14 سبتمبر/أيلول على منشأتي نفط سعوديتين، مضيفا أن إلقاء الذنب كله على عاتق الجمهورية الإسلامية لن يكون صوابا.

ويواصل الرئيس التركي بانحيازه إلى الجمهورية الإسلامية، في نفس سياسة المحاور بالاصطفاف إلى المحور القطري الإيراني ضد السعودية، مستثمرا في التوترات بين طهران والرياض لتعزيز تحالفاته.

ويأتي تصريح أردوغان بعد إجماع دولي على إدانة العدوان الإيراني على منشأتي النفط السعوديتين، حيث تشير كل الدلائل إلى تورط إيران في الهجمات، فيما تنفي طهران وقوفها وراء الاعتداءات.

وألقت الولايات المتحدة وقوى أوروبية والسعودية باللوم على طهران بدلا من جماعة الحوثي اليمنية الحليفة لإيران والتي أعلنت المسؤولية عن الهجمات. ونأت طهران بنفسها عن الهجمات، لكنها قالت إنها "مستعدة لحرب شاملة".

وقال أردوغان في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بثتها أمس الأربعاء "لا أعتقد أن الصواب هو لوم إيران"، مضيفا أن الهجمات انطلقت من عدة مناطق باليمن.

وتابع "إذا ألقينا بالذنب كاملا على إيران فإن هذا لن يكون الطريق الصحيح، لأن الأدلة المتاحة لا تشير بالضرورة إلى هذه الحقيقة".

ويحاول أردوغان في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا، البحث عن منافذ في إيران بعد أن وتر العلاقات مع السعودية منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وكان الرئيس التركي قد اتهم السلطات السعودية مباشرة بالمسؤولية عن مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، وهو ما رآه محللون محاولته استغلال القضية للضغط على المملكة والمضي قدما في عداوتها.

وتعكس تصريحاته مضيه في سياسة استعداء السعودية، حيث سبق أن قاد حملة ضدها مستغلا الأزمة القطرية لتعزيز تحالفاته مع قطر.

وبالرغم من إقرار الدول الأوروبية وأميركا بما ارتكبته إيران من اعتداءات على منشآت نفط بالمملكة، فإن أردوغان يحث على عدم لوم إيران لتعزيز علاقاته مع الجمهورية الإسلامية.

وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير للصحفيين أمس الأربعاء إن "بلاده تتشاور مع أصدقائها وحلفائها بشأن الخطوات المقبلة التي ستتخذها".

وتلقى أمس الأربعاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصالا هاتفيا من وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر لبحث عملية إرسال قوات أميركية ذات طبيعة دفاعية إلى المملكة.

وكان هجوم بطائرات مسيّرة تبنّاه المتمرّدون الحوثيّون، أدى إلى إشعال حرائق في منشأتين نفطيّتين تابعتين لشركة أرامكو السعوديّة العملاقة في بقيق.