أردوغان يبحث في لندن عن شرعية واهية لعدوانه على سوريا

الرئيس التركي يشارك في قمة حول سوريا ستجمعه بقادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا مطلع ديسمبر على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي ستعقد قرب لندن.

الهجوم التركي على أكراد سوريا أثار غضب أوروبا
القمة التركية الأوروبية تعقد على وقع توترات متفاقمة
الغرب يتهم أنقرة بإضعاف الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية

اسطنبول - أعلنت الرئاسة التركية اليوم الجمعة أن قمة حول سوريا ستجمع قادة تركيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا مطلع ديسمبر/كانون الأول على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي مقرر عقده قرب لندن.

وسيسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال القمة المرتقبة لانتزاع دعم أوروبي للعملية العسكرية التي نفذتها تركيا في شمال شرق سوريا ضد الأكراد والتي أثارت انتقادات أوروبية حادة وتوتر بين أنقرة وبروكسل.

ويريد أردوغان إضفاء صبغة من الشرعية على عدوانه على أكراد سوريا فيما يلوح بشن عملية جديدة، رافضا الحديث عن انسحاب قواته من الأراضي السورية إلا إذا انسحبت جميع القوات الأجنبية.  

وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إلى انعقاد هذه القمة بعد اجتماع تحضيري في اسطنبول مع وفود فرنسية وألمانية وبريطانية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية عن كالين قوله "تم الاتفاق على عقد هذه القمة الرباعية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي المقررة في لندن يومي 3 و 4 ديسمبر(كانون الأول)".

وستعقد القمة بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ضمن سياق التوتر الحاد بين تركيا وأوروبا التي انتقدت بشدة الهجوم التركي في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول في شمال سوريا ضد القوات الكردية.

وكان أردوغان اتهم في 21 أكتوبر/تشرين الأول الدول الغربية بـ"الوقوف إلى جانب الإرهابيين" ضد تركيا لانتقادها الهجوم.

ويتهم الغربيون أنقرة بإضعاف الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية من خلال مهاجمة المقاتلين الأكراد في وحدات حماية الشعب الكردية، رأس الحربة في المعركة ضد التنظيم الجهادي.

وتم تعليق العملية العسكرية التركية بموجب اتفاقين توصلت إليهما أنقرة مع واشنطن وموسكو ينصان على سحب وحدات حماية الشعب الكردية من معظم مواقعها في قطاع بعمق 30 كلم من الحدود التركية.

وحذر أردوغان الجمعة من أن تركيا ستواصل عمليتها حتى تنسحب جميع وحدات حماية الشعب من المنطقة، مؤكدا أن الجيش التركي لن يغادر سوريا طالما كانت هناك دول أجنبية أخرى.

ونقلت صحيفة 'حرييت' المقربة من الحكومة عن أردوغان قوله "نشارك سوريا حدودا بطول 911 كلم، لكن ليس لروسيا والولايات المتحدة ولا لإيران حدود" مع سوريا.

ويأتي الاعلان عن هذه القمة فيما اختتم جير بيدرسن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا جولة افتتاحية من المحادثات حول مستقبل سوريا السياسي اليوم الجمعة والتي تهدف إلى تحقيق المصالحة السياسية بعد حرب مستمرة منذ ثمانية أعوام ونصف العام.

وقال الوسيط الأممي، إن المحادثات سارت على نحو أفضل مما كان متوقعا وإنها ستتجدد في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وأضاف أن أعضاء الوفود المشاركة في اجتماع اللجنة الدستورية السورية من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني تصدوا باحترافية للمناقشات التي أقر بأنها كانت "مؤلمة جدا" في بعض الأحيان، قائلا للصحفيين في جنيف "أعتقد أنها سارت بشكل أفضل مما كان يتوقع معظم الناس. الجولة المقبلة من المناقشات تبدأ في 25 نوفمبر".

وقال إن المناقشات ركزت على قضايا السيادة ووحدة الأراضي والإرهاب، بدون الخوض في التفاصيل.

ولم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق حول إطلاق سراح ألوف المعتقلين في سوريا وهي إحدى النقاط التي قال بيدرسن في وقت سابق إنها خطوة مهمة مطلوبة لبناء الثقة بين الأطراف.