أردوغان يزور واشنطن مثقلا بأكثر من أزمة

الرئيس التركي يسعى لترميم التصدعات والشروخ في العلاقات مع الحليف الأميركي وسط دعوات أميركية لموقف حازم يُلجم سياساته العدوانية وانتهاكه للعقوبات المفروضة على إيران.  

أردوغان سيبحث قضية بنك خلق التركي مع ترامب
أوساط أميركية تريد موقفا حازما من ترامب حيال سياسات أردوغان العدائية
أنقرة تغضب واشنطن بتوفيرها ملاذات آمنة لقيادات في تنظيمات متشددة
العلاقة مع الإخوان والجماعات المتشددة تربك زيارة أردوغان لواشنطن

أنقرة - نقل تلفزيون 'إن.تي.في' التركي ووسائل إعلام محلية أخرى اليوم الجمعة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إنه سيبحث قضية بنك خلق مع نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال محادثات في واشنطن الأسبوع المقبل.

ويزور أردوغان واشنطن مثقلا بالكثير من المشاكل الناجمة أساسا عن سياساته وعن مواقف عدائية مجانية مع عدد من حلفاء الولايات المتحدة، ما سمم العلاقات التركية الخارجية على أكثر من مستوى وفي أكثر من ملف.

وتأتي زيارة أردوغان في وقت يشوب فيه التوتر علاقات الدولتين العضوين في حلف الأطلسي حول مجموعة من القضايا بينها توفير أنقرة ملاذات آمنة لقيادات من تنظيمات إرهابية والهجوم التركي لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية من "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا والتهديد الأميركي بفرض عقوبات وقضية بنك خلق.

وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول اتهم ممثلو ادعاء اتحاديون في مانهاتن بنك خلق التركي بالمشاركة في خطة بمليارات الدولارات لمساعدة إران في تفادي العقوبات الأميركية. وتقول تركيا إن القضية سياسية وينفي بنك خلق الاتهامات.

ونقل تلفزيون إن.تي.في عن أردوغان قوله للصحفيين خلال رحلة العودة من المجر "نعتقد أنه سيكون من المفيد مناقشة قضايا بعينها تناولناها من قبل وأخرى لم نناقشها خلال محادثات وجها لوجه في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)".

وخاض الرئيس التركي معارك على أكثر من جبهة محلية ودولية في سبيل تمرير سياساته، لكن تركيا دفعت ثمن تلك المعارك والخصومات غاليا من اقتصادها وعلاقاتها الخارجية.

ومن ضمن القضايا التي لاتزال تثير سجالات بين واشنطن وأنقرة تلك المتعلقة بانتهاك تركيا للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران، ففي الوقت الذي يدفع فيه الرئيس الأميركي لتضييق الخناق على أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، وفرت أنقرة عبر بنك خلق، منفذا ومتنفسا للجمهورية الإسلامية من الضغوط الأميركية.

وأثار السلوك التركي غضب الولايات المتحدة وسط دعوات داخلية للرئيس ترامب باتخاذ موقف حازما لكبح تمادي أردوغان في سياسات مثيرة للقلق.

وتختلف الدولتان حول شراء أنقرة منظومة الدفاع الروسي إس-400، الذي تقول واشنطن إنه يهدد طائراتها المقاتلة من طراز إف-35. وتواجه تركيا التي كانت تشارك في برنامج تصنيع أجزاء من الطائرة المقاتلة، عقوبات محتملة من الولايات المتحدة وتم تعليق مشاركتها في برنامج إف-35.

وقال الرئيس التركي "بالطبع، سنناقش المنطقة الآمنة في سوريا وعودة اللاجئين. سنناقش (منظومة صواريخ) إس-400 و(طائرات) إف-35 وقضية تجارتنا البالغ حجمها 100 مليار دولار. سنناقش أيضا المعركة مع شبكة فتح الله غولن وقضية بنك خلق".

وغولن هو رجل دين تركي مقيم في الولايات المتحدة تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب عام 2016 وطالبت مرارا بتسليمه إليها.

وسبق لواشنطن أن رفضت تسليم غولن لأنقرة، مطالبة تركيا بتقديم أدلة واقعية وقوية على ادعاءاتها في ما يتعلق بوقوفه وراء تدبير محاولة الانقلاب الفاشل.

كما يواجه الرئيس التركي ضغوطا أميركية على خلفية شبهات واتهامات بربط صلات وثيقة مع تنظيمات إرهابية من أبرزها الدولة الإسلامية والقاعدة في سوريا وتوفيره ملاذا آمنا لقيادات من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة والمصنفة إرهابية في مصر ودول خليجية.