أردوغان يستغل العنصرية في مباراة كروية لتصفية حساباته مع أوروبا

تركيا تنتقد حادثة معزولة في الملاعب الاوروبية لاستغلالها سياسيا في معاركها ضد الاتحاد الاوروبي في وقت تمارس فيه الحكومة التركية العنصرية ضد الاقليات الكردية والمسيحية وتنشر التعصب الديني والقومي في المنطقة.
الحكومة التركية مارست العنصرية القومية ضد الاكراد واللاجئين السوريين
الانتقادات ليست منفصلة عن الصراع بين تركيا والاتحاد الاوروبي بخصوص ملف شرق المتوسط

انقرة - يعمد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لاستغلال كل الاحداث والمناسبات حتى وان كانت مباراة كرة قدم لتوجيه النقد للأوروبيين في اطار خلافاته مع الاتحاد الاوروبي.
وفي هذا الصدد اعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن إدانته الشديدة للعبارات العنصرية التي تعرض لها مساعد مدرب فريق بلاده باشاك شهير، الكاميروني بييو ويبو.
وقال أردوغان في تغريدة عبر تويتر "أدين بشدة العبارات العنصرية التي تعرض لها عضو الجهاز التدريبي في ممثلنا فريق باشاك شهير".
وأضاف "أؤمن أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سيتخذ الخطوات اللازمة".
وأكد وقوف تركيا في مواجهة كافة أشكال العنصرية والتمييز في الرياضة وجميع مجالات الحياة دون قيد أو شرط.
ومساء الثلاثاء، توقفت مباراة باريس سان جيرمان الفرنسي وضيفه باشاك شهير التركي، ضمن الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة بدوري أبطال أوروبا.
وذكرت تقارير صحفية فرنسية، أن لاعبي باشاك شهير رفضوا استكمال المباراة وغادروا الملعب عند الدقيقة 16، عقب عبارات عنصرية وجهها حكم المباراة الرابع سباستيان كولتيسكو، لمساعد مدرب الفريق التركي بيير ويبو.
واتهم مساعد مدرب فريق باشاك شهير، (نجم منتخب الكاميرون السابق)، الحكم الرابع بتوجيه عبارات عنصرية له عقب إشهار البطاقة الحمراء بوجهه.
وقال ويبو في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام فرنسية، إن الحكم تحدث إليه بعنصرية واصفا إياه بـ "الزنجي"، في وقت كان عليه أن يخاطبه باسمه أو بوصفه عضوا في الجهاز التدريبي.
بدوره أعرب فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، عن رفضه لعنصرية أحد الحكام ضد فريق "باشاك شهير" التركي.
وتعليقًا على تلك الأحداث، نشر أوقطاي، فجر الأربعاء، تغريدة على حسابه الشخصي بموقع "تويتر" شدد فيها على أن "العنصرية جريمة ترتكب بحق الإنسانية جمعاء، ونحن مع الموقف المشرف للاعبين".

حادثة مدانة ومعزولة في الملاعب الاوروبية يحاول اردوغان استغلالها سياسيا
حادثة مدانة ومعزولة في الملاعب الاوروبية يحاول اردوغان استغلالها سياسيا

كما نشر المسؤول التركي تغريدتين أخرتين بالإنجليزية قال فيها "لا للعنصرية" وبالتركية قال فيها "فلتتوقف العنصرية".
لكن ادعاءات القيادة التركية بكونها ترفض العنصرية متناقضة مع طبيعة النظام التركي الذي تورط في عدة أحداث تتسم بالعنصرية القومية او الدينية.
فالحكومة التركية تورطت في اهانة اللاجئين السوريين وفرضت على كثير منهم العودة الى بلادهم بل وعمدت بلديات الى منع اللافتات باللغة العربية في محلات يمتلكها عرب.
وتجاوزت العنصرية لتشمل الأقلية الكردية التي تتعرض للاهانة والاعتداء حيث قتل شاب كردي في العاصمة التركية أنقرة جراء سماعه موسيقى وأغنية تراثية للأكراد في حزيران/يونيو الماضي.
ويعتبر حزب الحركة القومية، حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم ابرز مثال على العنصرية التركية التي تنامت في السنوات الاخيرة في تحالف واضح بين العنصرية القومية والاسلاموية.
كما تجاوزت العنصرية التركية مسالة القومية لتشمل المسالة الدينية بنشر التعصب ضد الأقليات المسيحية انتهت بتحويل متحف ايا صوفيا الى مسجد.
ورغم ان حوادث العنصرية في الملاعب الاوروبية محدودة ومدانة من الجميع وفق مبادئ حقوق الإنسان لكن اردوغان يسعى لتضخيمها في اطار صراعه مع الاتحاد الاوروبي الذي قرر فرض عقوبات على انقرة لإصرارها على مواصلة انتهاكاتها شرق المتوسط.
ويبدو ان اردوغان من خلال تصريحاته يريد الاساءة لأوروبا ولفرنسا بعد ان تمكن الرئيس ايمانويل ماكرون من تحجيم النفوذ التركي داخل الاوساط الفرنسية بحل منظمة الذئاب الرمادية التركية القومية المتعصبة اثر ارتكابها العنف ضد الجالية الارمنية.