أردوغان يضيق ذرعا بوسائل التواصل الاجتماعي

الرئيس التركي يتعهد بالسيطرة على العالم الافتراضي بحجة ان عائلته تعرضت للاهانات عبر الانترنت وفي وقت تنزلق فيه تركيا نحو القمع والاستبداد.
اردوغان استغل وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف المعارضة
الاتراك ينفسون عن غضبهم من النظام في العالم الافتراضي

انقرة - تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء بتشديد السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما قال إنّ عائلته تعرضت لإهانات على الإنترنت وهي مبررات يراها الاتراك بانها غير مقنعة وتهدف في الاساس الى اسكات كل الاصوات المعارضة.
ولم يخف أردوغان على مر السنين نفوره من وسائل التواصل الاجتماعي، إذ قارنها من قبل بـ"سكين قاتل" ووعد سابقًا بـ "القضاء على" تويتر ما يشير الى حجم التاثير لهاته الوسائل في المجتمع التركي.
وكان وزير المال التركي بيرات البيرق، وهو أيضا صهر أردوغان، كتب الثلاثاء على تويتر أن زوجته إسراء البيرق أنجبت طفلها الرابع.
وقال أردوغان إنه على الرغم من غالبية الرسائل الإيجابية التي تهنئ الزوجين، إلا أن هناك بعض المستخدمين "ذوي القلوب السوداء" الذين أهانوا أسرة البيرق، وخاصة ابنته إسراء.
وتحدث عن "إعلام خارج عن السيطرة" بعد هذه التعليقات التي أدانتها منظمات حقوق المرأة والأحزاب السياسية من مختلف الأطياف.
وقال أردوغان في أنقرة "هل ترون لماذا نعارض وسائل التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب و تويتر و نتفليكس؟ للقضاء على هذا الانحراف. ليس لديهم أخلاق".
وأضاف متحدثا عبر الفيديو إلى مسؤولي حزبه الحاكم "لا نريد أنّ نواجه او نرى هذه التطورات التي لا تناسب هذه الامة".
وتابع "هذا هو السبب في أننا يجب أن نعرض ذلك على برلماننا، لحذف شبكات التواصل الاجتماعي هذه بالكامل، للسيطرة عليها".
وبعد فترة وجيزة من تعليقات الرئيس التركي، كان وسم "لا تلمس وسائلي للتواصل الاجتماعي" باللغة التركية شائعا على تويتر.
ورغم ان وسائل التواصل الاجتماعي الفايسبوك تشهد بعض الانفلاتات لكن ذلك غير مبرر من قبل الاتراك لاستهداف تلك الوسائل التي اصبحت متنفسا للتعبير عن الغضب من النظام بعد ان تحول الاعلام الرسمي وحتى بعض وسائل الاعلام الخاصة الى بوق دعاية لاردوغان ولحزب العدالة والتنمية.
وكان اردوغان قد استهدف الاعلام الخاص المعارض لنهجه بحجة "اهانة الرئيس" وهي سلاح اردوغان للتخلص من الاصوات المعارضة.

الحكومة ضيقت الخناق على وسائل الاعلام المعارضة ما دفع الاتراك للجوء الى الاعلام الموازي
الحكومة ضيقت الخناق على وسائل الاعلام المعارضة ما دفع الاتراك للجوء الى الاعلام الموازي

وتمثل جريمة اهانة الرئيس التي يتضمنها قانون العقوبات من اكثر القوانين المجحفة في تركيا حيث تنص المادة على السجن لمن يهين الرئيس من سنة الى غاية 4 سنوات.
وتعرض كثير من المعارضين سواء نواب في البرلمان او رجال اعمال او اعلاميين ومحامين للسجن بحجة اهانة الرئيس.
وفي العام 2014، حجبت الحكومة بقيادة أردوغان موقعي تويتر ويوتيوب بعد نشر تسجيلات صوتية تشير إلى تورط إردوغان، رئيس الوزراء آنذاك، ودائرته الداخلية في فضيحة فساد مزعومة.
ويعود نفور إردوغان منها أيضًا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العام 2013، والتي تم حشدها في شكل كبير بواسطة تويتر وفيسبوك.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي الغاضبة بعد مؤتمر عبر الفيديو مع الشباب الأسبوع الماضي قوبل فيه بفيض من التعليقات السلبية على موقع يوتيوب.
وسرعان ما أوقفت الرئاسة التركية التعليقات، لكن كان هناك 388 ألف نقرة على إشارة "لا يعجبني"، مقارنة بـ 114 ألف على إشارة "اعجبني".
وذكرت الشرطة الوطنية التركية في وقت لاحق الأربعاء أن 11 مشتبها بهم اعتقلوا بسبب "منشورات مهينة" بحق البيرق وأسرته.
وفي المقابل استغلت الحكومة التركية "تويتر" لإنشاء الالاف من الحسابات المزيفة لتشويه المعارضة وتحسين صورة النظام وهو ما دفع بالشركة الى حجب تلك الحسابات.