أردوغان يعرض على حليفه آبي أحمد التوسط لإحلال السلام في إثيوبيا

الرئيس التركي يتطلع إلى تعزيز نفوذه في أثيوبيا عبر اقتراح نفسه كوسيط سلام من أجل إنهاء النزاع الدامي في إقليم تيغراي.
أنقرة تعزز حضورها في القرن الأفريقي بتوطيد علاقتها بأديس أبابا
جميع مدارس تنظيم غولن في إثيوبيا تم تسليمها إلى وقف المعارف التركي

أنقرة – عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن تلعب أنقرة دور الوسيط من أجل إنهاء النزاع الدامي في إقليم تيغراي والإسهام في "وحدة" إثيوبيا، وهو أمر يشكك فيه المتابعون الذين تساءلوا: هل تملك أنقرة مقومات وسيط السلام، وعلى رأسها الحياد، بما يسهم حقا في حل الأزمة؟

وكان أردوغان قدم عرض الوساطة على آبي أحمد خلال لقاءه بالمجمع الرئاسي التركي في أنقرة. وتناول اللقاء، وفق تصريحات أردوغان خلال المؤتمر الصحفي، التطورات الإقليمية والدولية، ومستجدات الأوضاع في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا.

وشدّد الرئيس التركي على أن أنقرة تولي أهمية لسلام واستقرار ووحدة إثيوبيا التي تتمتع بموقع استراتيجي وهام. وهذا الموقع هو الذي يسيل لعاب تركيا التي تملك قاعدة عسكرية في الصومال المجاور وتحاول العودة إلى السودان وإحياء الاتفاق بشأن جزيرة سواكن التي خسرتها بعد الثورة على حليفها الرئيس السابق عمر البشير، بالإضافة إلى علاقتها التجارية مع جيبوتي، فضلا عن التركيز الكبير على أثيوبيا.

وهذا التركيز مرده لا فقط علاقتها بدول القرن الأفريقي، بل أيضا بمصر والسودان، وهي في توطيد علاقتها بأديس أبابا يمكن أن تستفيد من أزمة سد النهضة. وكانت تركيا منذ سنوات قد عرضت أن تلعب دور الوسيط في هذه الأزمة، لكن علاقتها في تلك الفترة كانت أوثق بالسودان منه بأثيوبيا.

وبعد أن فقدت حليفها السوداني، تحولت تركيا، التي تتطلع لأن تجعل من منطقة القرن الأفريقي مركز نفوذ لها، نحو تلطيف الأجواء مع أثيوبيا بعد أن شاب العلاقة بينهما فتور بعد اكتشاف أديس أبابا لشحنات أسلحة ضخمة يجري تهريبها من تركيا إلى أراضيها عبر السودان.

وفي سنة 2018، أعلن جهاز المخابرات والأمن الوطني الإثيوبي عن إحباط أخطر محاولة لتهريب آلاف من قطع السلاح التركية التي خططت لها شبكات تهريب دولية "لإثارة الاضطرابات في البلاد".

ويبدو أن أنقرة بدأت تجني ثمار هذا التطور في العلاقات حيث كشف أردوغان في المؤتمر الصحفي مع آبي أحمد أن "جميع مدارس تنظيم غولن في إثيوبيا تم تسليمها إلى وقف المعارف التركي الأسبوع الماضي".

ويقول المراقبون، إن تركيا كل الأسباب التي تجعلها تعرض نفسها كوسيط سلام في الصراع الدائر في أثيوبيا لكن هذا الوسيط سيفتقد للحياد، لافتين إلى أن بغض النظر عن طبيعة الصراع وطبيعة الطرف المقابل، جبهة تحرير تيغراي، ستقف أنقرة في صف آبي أحمد.

في المقابل، رحب آبي أحمد بالتحول في العلاقات التركية الأثيوبية، وسعى إلى الاستفادة من اهتمام طيب أردوغان بالمجال الحيوي لبلاده، وهو الذي يواجه ضغطا داخليا وغضبا دوليا. فرئيس الوزراء الأثيوبي الفائز بجازة نوبل للسلام لم يتأخر في استعمال العنف وتوجيه قوات الدفاع والقوات الخاصة والميليشيات ضد جبهة تحرير تيغراي، وشن حملة اعتقالات للمتمردين والمعارضين.