أردوغان يقحم المعجم الديني في أزمة الليرة

الرئيس التركي يصف أزمة العملة التي شهدتها البلاد بأنها هجوم على اقتصاد تركيا لا يختلف عن الهجوم على العلَم أو الآذان.
إدارة ترامب ترفض عرض تركيا الإفراج عن القس أندرو برونسون لقاء وقف ملاحقة بنك خلق التركي

اسطنبول - وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين أزمة العملة التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة بأنها هجوم على اقتصاد تركيا لا يختلف عن الهجوم على العلَم التركي أو الآذان، مستخدما عبارات دينية ووطنية عشية عيد الأضحى.

وفي خطاب مسجل للشعب التركي قبل عيد الأضحى الذي يبدأ غدا الثلاثاء، قال أردوغان بلهجة تحد إن الهدف من أزمة العملة الأخيرة "تركيع تركيا وشعبها".

وهوت الليرة نحو 40 بالمئة منذ بداية العام نتيجة مخاوف بشأن تأثير أردوغان على السياسة النقدية في البلاد وتفاقم الخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة. وامتد الاتجاه النزولي إلى عملات الأسواق الناشئة الأخرى والأسهم العالمية في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف أردوغان في الخطاب الذي بثه التلفزيون "الهجوم على اقتصادنا لا يختلف البتة على الهجوم على الآذان للصلاة وعلى علم بلادنا، الهدف هو تركيع تركيا والشعب التركي وأسرها".

وتابع "من يعتقدون أنهم سيجعلون تركيا تخضع من خلال سعر الصرف سيدركون قريبا أنهم مخطئون". وأحجم أردوغان عن تسمية دول أو مؤسسات بعينها، لكنه سبق وأن عزا أزمة العملة إلى وكالات تصنيف وممولين غربيين.

وفي ظل العلاقات المتوترة بين أنقرة وواشنطن، أُطلقت عدة رصاصات من سيارة صوب السفارة الامريكية في العاصمة التركية اليوم، لكن ذلك لم يسفر عن وقوع مصابين أو قتلى.

الخطابات الشعبوية لا تنهي الأزمة

ويوم الجمعة رفضت محكمة استئناف تركية إطلاق سراح قس أمريكي مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشن هجوم حاد قائلا إن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام احتجاز القس أندرو برانسون.

وأضحت قضية برانسون، وهو قس تبشيري إنجيلي من نورث كارولاينا يقيم في تركيا منذ عشرين عاما، نقطة خلاف بين واشنطن وأنقرة. وضعفت العملة التركية لتصل إلى 6.0900 ليرة مقابل الدولار مقارنة مع 6.0100 ليرة عند الإغلاق يوم الجمعة.

ويوم الجمعة، خفضت وكالتا التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز وموديز التصنيف السيادي لتركيا أكثر ضمن فئة الديون العالية المخاطر.

ورفضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عرض تركيا الإفراج عن القس أندرو برونسون لقاء وقف ملاحقة بنك خلق التركي المهدد بغرامات أميركية بمليارات الدولارات، وفق ما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الاثنين.

وذكرت الصحيفة إن تركيا طلبت وقف التحقيق الجاري في بنك خلق الذي قد تفرض عليه غرامات بتهمة مساعدة إيران على تجنب العقوبات الأميركية.

ولكن الإدارة الأميركية قالت إنها لن تبحث مسألة الغرامات ومسائل أخرى موضع خلاف بين الجانبين قبل إطلاق برونسون، وفق ما نقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في البيت الأبيض.

ونقلت عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه أن "حليفاً حقيقياً في حلف شمال الأطلسي ما كان سيوقف برونسون من الأساس".

ورفضت محكمة تركية الاسبوع الماضي التماساً جديدا بالافراج عن القس الموضوع قيد الإقامة الجبرية ويحاكم بتهم على صلة بالإرهاب.

وضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على تعرفة الألومنيوم والفولاذ التركيين، فردت تركيا بزيادة الرسوم الجمركية على العديد من المنتجات الأميركية، و هددت بالرد بالمثل إذا فرضت واشنطن مزيداً من العقوبات. وأدت المواجهة الدبلوماسية إلى تدهور العملة التركية مقابل الدولار.