أردوغان يلبي نداء إسرائيل لمساعدتها في مكافحة كورونا

ثلاث طائرات تهبط في قاعدة إنجرليك الجوية التركية قادمة من إسرائيل لنقل شحنات مساعدات طبية تشمل الأقنعة الطبية ومعدات الوقاية والعناية المركزة.

أنقرة - قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن بلاده سترسل مساعدات طبية لإسرائيل بعد أن تلقت طلبا منها لمواجهة كورونا.
وأوضح قالن في مقابلة مع إحدى القنوات التركية الخاصة الأحد "تلقينا طلبا من إسرائيل لتزويدها بمستلزمات طبية، أعتقد أن الشحنة ستكون جاهزة في غضون أيام، وسنرسل بالتزامن مع ذلك مساعدات إلى فلسطين أيضا".
وأعرب قالن عن اعتقاده بأن تركيا ستتجاوز الأضرار الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، في أسرع وقت، بسبب صلابة بنيتها الاقتصادية.
وباتت تركيا من بين الدول التي تشهد تزايدا في انتشار الفيروس الذي أصاب إلى الآن ما يزيد عن 52 ألف حالة في البلاد وتوفي بسببه 1101 أشخاص.
وكانت الحكومة التركية قد أعلنت خلال الأيام الماضية عن إرسال عدة شحنات مساعدات طبية إلى دول عديدة بينها بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وليبيا وغيرها لمواجهة كورونا فيما طالبها الأتراك بتوفير المستلزمات الطبية للمستشفيات التركية أولا بعد تراخيها في اتخاذ تدابير استباقية لمنع تفشي الفيروس منذ ظهورها في البلاد.
وقال قالن إنه من الصعب حاليا التكهّن بموعد محدد لإنتهاء الوباء وأن القضاء على الفيروس مرتبط بمدى تطبيق التدابير المتخذة ضده بنجاح.
وأكد أن من أولويات بلاده في المرحلة الراهنة، إنتاج المستلزمات الطبية، وتأمين احتياجات المستشفيات والحفاظ على الأمن العام في البلاد، إلى جانب التدابير اللازمة للحفاظ على قوة الاقتصاد.
وبعد أسابيع من رفض فرض الحجر الإجباري في البلاد، أمرت السلطات التركية مواطنيها بالبقاء في منازلهم لمدّة 48 ساعة في 31 مدينة بدءاً من منتصف ليل الجمعة، في إطار إجراءات صارمة جديدة طالبت بها المعارضة وبعض النشطاء لأيام.
وكانت وكالة بلومبيرغ قد كشفت في وقت سابق عن عزم الحكومة التركية إرسال معدات طبية لإسرائيل، تشمل معدّات طبيّة وكمامات للوجه وملابس واقية وقفّازات مُعقّمة، لمساعدتها على مكافحة تفشي الوباء المستجد.
وأفاد مسؤول تركي للوكالة الأميركية أن هناك ثلاث طائرات هبطت في قاعدة إنجرليك الجوية قادمة من إسرائيل لنقل الشحنات الخميس، موضحا أنّ قرار بلاده جاء "لدوافعٍ إنسانيّة".
وأشارت بلومبيرغ إلى أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت المساعدة التركية التي تأتي بعد فترة من "البرود نسبيا" بين أنقرة وتل أبيب ستمهد الطريق لتحسين العلاقات المتوترة بينهما بعد أن كانتا لسنوات حليفتين استراتيجيتين.
وأضافت الوكالة أنه قبل تولي الرئيس رجب طيب أردوغان السلطة في عام 2003 ، كانت تركيا أقرب شريك لإسرائيل في العالم الإسلامي، وكان لجيوشهم علاقات قوية.
تدهورت العلاقات بين البلدين في عام 2010 عندما داهمت قوات إسرائيلية أسطولًا تركيًا متجهًا إلى قطاع غزة الذي تديره حماس، مما أدى إلى مقتل 10 مدنيين.
وطردت تركيا سفير إسرائيل واستدعت سفيرها وانسحبت من المناورات الحربية المشتركة، وبينما توقفت المبيعات العسكرية الإسرائيلية لتركيا، بقيت العلاقات التجارية الأخرى ناشطة.
وتحاول حكومة العدالة والتنمية التي تواجه انتقادات حادة بسبب فشلها في اتخاذ تدابير استباقية منذ بداية ظهور الفيروس في البلاد، المشاركة في الجهود الإنسانية التي اعتمدتها دول أخرى مثل الصين وروسيا لإظهار دبلوماسيتها في ابهى حلة خلال أزمة تفشي الوباء في دول العالم.

لكن هذه القوة الناعمة التركية ستضع أردوغان الذي يُقدم نفسه كحفيد العثمانيين الذين رفضوا بيع فلسطين ولا يترك أي فرصة لمهاجمة إسرائيل في المحافل الدولية ويعتبرها دولةً محتلة، في حرج أمام مناصريه الذين يدعمون انتقاداته الانتقائية الموجهة ضد بعض الدول التي تطبع العلاقات مع تل أبيب.

وحسب البيانات الرسمية لوزارة الصحة الإسرائيلية الواردة صباح اليوم الأحد فغن عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا ارتفع إلى 103 حالات.

كما أظهرت البيانات، التي نقلتها صحيفة "جيروزاليم بوست" على موقعها الإلكتروني، أن عدد الإصابات المسجلة ارتفع إلى عشرة آلاف و 878 حالة.

وأوضحت أن 147 من المصابين في حالة خطيرة. وقد تعافى 1388 من المصابين.