أردوغان يلجأ لجيب المواطن لتمويل مواجهة كورونا

الرئيس التركي يطلق حملة لجمع التبرعات ضمن إجراءات التصدي لجائحة كورونا، مؤكدا على استمرارية العمل رغم مخاطر تفشي الوباء في تركيا.
كورونا يعمق جراح الاقتصاد التركي
الإجراءات الحكومية لم تحل دون تفشي سريع وقياسي لكورونا
أردوغان ينفق بسخاء على التدخلات الخارجية ويدعو للتبرع في مواجهة كورونا

اسطنبول - لجأ الرئيس التركي لجيوب المواطنين طالبا تبرعات لمواجهة فيروس كورونا مقدما في الوقت ذاته استمرارية العمل على أولوية الحدّ من انتشار فيروس كورونا في بلاده رغم أن الوضع ينذر بالفعل بكارثة صحية في حال استمرت الحكومة على نفس الوتيرة في إجراءات التوقي من الوباء العالمي.

وتنفق حكومة أردوغان مليارات الدولارات على تدخلاتها الخارجية خاصة في ليبيا وسوريا، بينما تئن البلاد تحت وطأة أزمة اقتصادية واجتماعية. ولم تتوقف تلك التدخلات حتى مع اجتياح جائحة كورونا لتركيا.

وجاء موقف أردوغان بينما يتقلب الاقتصاد التركي بين هزة وأخرى بفعل سياسات انتقدها حتى حلفاء الرئيس السابقون واعتبروها مدمرة للاقتصاد وللعلاقات الخارجية وذلك حتى  قبل اجتياح فيروس كورونا لتركيا.

ويبدو أن هناك مخاوف من اهتزاز أعنف يضرب الاقتصاد التركي في حال توقفت معظم قطاعات الإنتاج، فيما يراهن الرئيس التركي على قدرات وإمكانات يعتبرها جيدة لهزيمة فيروس كورونا، لكن الواقع على الأرض كشف قصورا كبيرا في التصدي لانتشار كورونا.

وقال أردوغان بعد اجتماع لمجلس الوزراء اليوم الاثنين إنه يجب على تركيا أن تواصل الإنتاج "وتبقي على دولاب العمل دائرا" أثناء انتشار فيروس كورونا لدعم الصادرات والحفاظ على إمدادات السلع الأساسية، بينما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس عشرة آلاف.

واتخذت أنقرة إجراءات صارمة لتقييد الاختلاط الاجتماعي لمنع انتشار الفيروس منذ تأكيد أول إصابة قبل حوالي ثلاثة أسابيع، لكن الحكومة أحجمت حتى الآن عن إصدار أمر إلى السكان في أرجاء البلاد للبقاء في منازلهم.

وقال وزير الصحة فخرالدين قوجة إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في أرجاء البلاد ارتفع إلى 10827 اليوم الاثنين بينما توفي 168 شخصا بالمرض.

ومتحدثا بعد اجتماع لمجلس الوزراء، قال أردوغان إنه يجب على تركيا أن تواصل الإنتاج مجددا دعوته إلى المواطنين لوضع أنفسهم في حجر صحي.

وقال "الشيء الأكثر حساسية بالنسبة لنا هو أن نواصل الإنتاج للحفاظ على إمدادات السلع الأساسية ودعم الصادرات". وتركيا بلد يحتاج إلى مواصلة الإنتاج والإبقاء على العمل دائرا في كل الظروف والملابسات".

وأطلق أردوغان أيضا حملة لجمع تبرعات من المواطنين لمساعدة المحتاجين، قائلا إنه يتبرع بسبعة أشهر من راتبه لهذا الغرض وإن المسعى جمع بالفعل 11 مليون دولار.

وقال أيضا إن تركيا وضعت 41 منطقة سكنية تحت الحجر الصحي من أجل احتواء انتشار فيروس كورونا.

وأوقفت أنقرة كل الرحلات الجوية الدولية وقيدت السفر المحلي وأغلقت المدارس والحانات والمقاهي وعلقت صلاة الجماعة والمباريات الرياضية للتصدي لتفشي الفيروس. ودعا الحزب الرئيسي في المعارضة إلى إصدار أمر على وجه السرعة إلى السكان للبقاء في منازلهم.