أردوغان يلجا لواشنطن بعد انهيار هدنة ليبيا

اتصال الرئيس التركي بترامب يأتي قبل ايام من عقد مؤتمر برلين وبعد انهيار المباحثات في روسيا اثر رفض حفتر للأجندات التركية وإصراره على حل الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق.

أنقرة - تسعى تركيا الى تجاوز مازقها في الملف الليبي وذلك باللجوء للولايات المتحدة الأميركية بعد فشلها في فرض اجنداتها على قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في روسيا وذلك لانقاذ حكومة الوفاق التي تعاني ميليشياتها تقهقرا في الاسابيع الاخيرة.
وفي هذا الاطار قال البيت الأبيض والرئاسة التركية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب الأربعاء التطورات في ليبيا، وذلك قبل أيام من قمة في برلين ستتناول الصراع الليبي.
وتستضيف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل زعماء تركيا وروسيا وبريطانيا وإيطاليا يوم الأحد المقبل في القمة، التي تأتي عقب اجتماع في موسكو يوم الاثنين فشلت فيه الأطراف المتحاربة في ليبيا في توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب وأردوغان بحثا أيضا الوضع في سوريا والاحتجاجات في إيران وإسقاط إيران طائرة ركاب أوكرانية.
وبالتزامن مع ذلك شن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلوهجوما حادا ضد عدد من الدول العربية الرافضة للتدخلات التركية في الملف الليبي 
وطالب تشاووش أوغلو في مقابلة مع تلفزيون "سي إن إن تورك" مساء الأربعاء بتشريك قطر في المباحثات جنبا الى جنب نع دول عربية اخرى كمصر والامارات في محاولة لانقاذ حلف بدا يخسر جولة جديدة على الرض الليبية.
وكان حفتر قد انسحب من المباحثات برعاية روسيا اثر إصراره على حل الميليشيات والجماعات الإرهابية المؤيدة لحكومة السراج.

حفتر يصر على حل الميليشيات والجماعات الارهابية الداعمة لحكومة الوفاق
حفتر يصر على حل الميليشيات والجماعات الارهابية الداعمة لحكومة الوفاق

وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الأربعاء البرلمان العربي بسحب الاعتراف من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق معتبرا انه انتهك الاتفاق السياسي المبرم في الصخيرات بالمغرب والذي يدعم جهود الشعب الليبي في مكافحة الإرهاب.
وأكد صالح في كلمة ألقاها أمام جلسة البرلمان العربي التي انطلقت الأربعاء في القاهرة بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، على أن "مجلس النواب هو الجسم الشرعي في ليبيا"، مشددا على أن "أي اتفاق يتم توقيعه بدون موافقة مجلس النواب باطل ولا أثر له".
ولا يعترف قائد القوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر والحكومة المنبثقة من البرلمان المنتخب في 2014 ويتخذ من شرق البلاد مقرا، بشرعية حكومة فايز السراج التي تشكلت بموجب اتفاق الصخيرات (المغرب) بإشراف الأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 2015.
وحث عقيلة صالح البرلمان العربي على اعتبار ما قام به المجلس الرئاسي من "خروقات للاتفاق السياسي والإعلان الدستوري مساساً بسيادة ليبيا ووحدتها وسلامتها وسلامة الدول المجاورة وهو ما يستوجب سحب الاعتراف به".
وقال صالح إن "الاتفاق لم يتم تضمينه في الإعلان الدستوري، وحكومة الوفاق لم تنل ثقة مجلس النواب ولم تؤد اليمين الدستورية، كما أن الاتفاق ينص على مكافحة الأعمال الإرهابية وهو ما لم يحدث".
كما طالب بأن يدعم البرلمان العربي "حق الليبيين وجيشهم الوطني في مكافحة الإرهاب، والتصدي للغزو التركي".
وكان أردوغان قد أعلن في 5 كانون الأول/ديسمبر بدء نشر جنود أتراك في ليبيا، استناداً إلى الضوء الأخضر الذي منحه البرلمان التركي قبل ذلك أيام.
وأجاز النواب الأتراك لأردوغان إرسال جنود إلى ليبيا بعد أن طلب السراج من تركيا تدخلا عسكريا في البلاد بهدف إنقاذ ما تبقى من نفوذ حكومته والميليشيات التي تقاتل إلى جانبها في طرابلس، بعد أن تقدمت قوات الجيش الوطني الليبي بشكل لافت في الأسابيع الأخيرة في العملية العسكرية التي تقودها لتحرير العاصمة من الإرهابيين والميليشيات.
وتدخل أردوغان في الملف الليبي بشكل علني ومباشر بعد أن كان يدعم الميليشيات وحكومة الوفاق عسكريا في السر، حيث أعلن أواخر نوفمبر الماضي توقيع مذكرة تفاهم أمنية وعسكرية بين تركيا وحكومة الوفاق برئاسة السراج، بشأن الحدود البحرية أثارت غضب دول المنطقة.
واتخذت أنقرة من الاتفاق مع السراج ذريعة لفتح الباب أمامها بالتدخل في الأزمة الليبية بهدف تثبيت تواجدها العسكري في منطقة شمال إفريقيا والمتوسط حيث يدور سباق للتنقيب عن موارد الطاقة واستغلالها وسط تسجيل اكتشافات ضخمة في السنوات الأخيرة.