أردوغان يمهد لانقلاب على نتائج الانتخابات في اسطنبول

الرئيس التركي يتعلل بضعف الفارق بين مرشح الحزب الحاكم ومرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض للطعن في فوز امام اوغلو بالانتخابات البلدية ما اثر سلبا على قيمة الليرة.
الحزب الحاكم قدم طعونا على نتيجة الانتخابات في جميع أحياء اسطنبول
بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية اعترف بتقدم إمام أوغلو

أنقرة -  أغرق حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم تركيا في متاهة الطعون في نتائج الانتخابات المحلية التي أنهت على ما يبدو 16 عاما من هيمنته على بلديتي اسطنبول وأنقرة وقوّضت أسطورة الرجل الذي لا يهزم (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)، في مسعى على ما يبدو للانقلاب على تلك النتائج.

ولا يروم حزب الرئيس التركي التسليم بهزيمته في أهم مدينتين ويعمل منذ أن أظهرت النتائج الأولية فوز مرشح المعارضة الرئيسية ببلدية اسطنبول على تقويض ذلك الفوز بالتشكيك وبإعلان فوز بن علي يلدريم مرشّح العدالة والتنمية لبلدية اسطنبول.

وقال أردوغان الاثنين إن من المستحيل على مرشح المعارضة إعلان الفوز بالانتخابات البلدية في اسطنبول بفارق يتراوح من 13 إلى 14 ألف صوت في المدينة التي يبلغ عدد ناخبيها عشرة ملايين شخص، وذلك بينما يسعى حزبه لإعادة فرز جميع الأصوات.

وانعكست تصريحات اردوغان على العملة التركية حيث حل الضعف بالليرة التركية لتسجل 5.7120 مقابل الدولار الاثنين.

وانخفضت قيمة الليرة نحو 1.58 بالمئة عن إغلاق يوم الجمعة البالغ 5.6220 بعد تصريحات أردوغان، عندما جدد قوله إن حزبه يسعى إلى إعادة فرز كاملة للأصوات في اسطنبول.

وتتعرض العملة، التي سجلت 5.6775 في الساعة 0746 بتوقيت غرينتش، لضغوط بفعل النتائج الأولية للانتخابات البلدية والتي أظهرت فقد حزب أردوغان حزب العدالة والتنمية بفارق ضئيل السيطرة على كل من أنقرة واسطنبول لصالح حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري.

وفي العام الماضي، فقدت الليرة نحو 30 بالمئة من قيمتها أمام الدولار بفعل المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي وتدهور العلاقات مع واشنطن.

وطعن العدالة والتنمية بالفعل على النتائج الأولية في جميع دوائر اسطنبول التسع والثلاثين، مما أدى إلى إعادة فرز جزئية أو كاملة في أنحاء كبرى المدن التركية.

وقال الزعيم الإقليمي لحزب العدالة والتنمية إن الحزب قدم طعونا على نتيجة الانتخابات المحلية في جميع أحياء اسطنبول التسعة والثلاثين، بعد أن أوضحت أحدث النتائج تقدم مرشح حزب المعارضة بفارق بسيط.

وأعلن مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية تقدم إمام أوغلو في انتخابات رئاسة البلدية في اسطنبول بنحو 25 ألف صوت.

وقال حزب العدالة والتنمية إنه سيستخدم حقه في الطعن على النتائج عند وقوع مخالفات في التصويت، بينما قال زعيم الحزب في اسطنبول إن الطعون قدمت قبل الموعد النهائي الساعة الثالثة مساء (12:00 بتوقيت غرينتش).

مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو
امام اوغلو عبر عن حزنه بعد رفض حزب العدالة والتنمية تهنئته بالفوز في اسطنبول

وقال إمام أوغلو إنه حزن لعدم تهنئة حزب العدالة والتنمية له بعد أن أظهر الفرز تقدمه.

وتابع في تصريحات من مطار أتاتورك في اسطنبول قبل سفره لأنقرة "أتابع السيد بن علي يلدريم بأسف. لقد كنت وزيرا في هذه الدولة ورئيسا للبرلمان ورئيسا للوزراء. ماذا يمكن أن يكون أنبل من التهنئة؟"

وقال "العالم يراقبنا بخزي الآن. نحن مستعدون لإدارة مدينة اسطنبول الكبيرة. هنئنا بشرف كي نقوم بعملنا".

وقام إمام أوغلو في وقت لاحق بوضع إكليل من الزهور عند ضريح مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، في أنقرة.

والهزيمة في اسطنبول وأنقرة تمثل انتكاسة كبيرة لأردوغان الذي يهيمن على السياسة التركية منذ أكثر من 16 عاما. وكان قد شن حملة نشطة وصف فيها الانتخابات بأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للبلاد.

وكان نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت بالادينو طالب تركيا بالقبول بنتائج الانتخابات المحلية.

ونقلت وكالة بلومبرج عن بالادينو القول "الانتخابات الحرة والنزيهة أساسية لأي ديمقراطية، وهذا يعني القبول بنتائج الانتخابات الشرعية، ونحن لا نتوقع أقل من ذلك من جانب تركيا، التي لديها تقليد في هذا المجال منذ فترة طويلة وتفخر به".