أردوغان يناقش مع بوتين هجوما محتملا في سوريا

الرئيس التركي يؤكد اكتمال الاستعدادات على الحدود لإطلاق عملية عسكرية بعد فترة من تعهده بسحق المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.

أنقرة - نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إنه يعتزم مناقشة عملية عسكرية تركية محتملة في سوريا خلال زيارته إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين.

وكان أردوغان تعهد بسحق المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة شرقي نهر الفرات في سوريا وقال العام الماضي إن الاستعدادات اكتملت لشن عملية.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية عدوا لها وتدخلت لطرد مقاتليها من أراض واقعة غربي نهر الفرات في عمليات عسكرية على مدى العامين الماضيين.

ونقل عن أردوغان قوله "استعداداتنا على الحدود اكتملت، كل شيء جاهز للعملية. يمكن أن نبدأها في أي لحظة. سأناقش هذه المسألة ضمن أمور أخرى بشكل مباشر (مع بوتين) خلال زيارتي لروسيا".

وكانت وزارة الدفاع التركية بدأت قبل أسبوعين تسيير قوات تركية وروسية أول دورية مستقلة ومنسقة في منطقة "تل رفعت" شمالي محافظة حلب السورية.
وقالت الوزارة في بيانها إن " القوات المسلحة التركية والروسية نفذت أول دورية منسقة مستقلة في إطار اتفاق سابق" مشيرا إلى أن الهدف من الدورية هو "ضمان وقف إطلاق النار في منطقة تل رفعت وتوفير الاستقرار ومنع الهجمات على ساكنيها".
وفي 12 مارس/آذار أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع التركية ناديدة شبنم أقطوب أن مباحثات تجري مع روسيا لتسيير دوريات مشتركة لمنع هجمات عناصر "حزب العمال الكردستاني انطلاقا من بلدة "تل رفعت" التي يحتلها بريف حلب شمالي سوريا.

وبدأت القوات المسلحة التركية الجمعة 8 مارس/آذار تسيير دوريات في منطقة خفض التوتر بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا وذلك في إطار اتفاق سوتشي.
وأفادت مصادر عسكرية، أن القوات المسلحة التركية بدأت تسيير دوريات في منطقة خفض التوتر بإدلب، وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قمة سوتشي الثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران في 14 فبراير/ شباط.
وتشمل الدوريات التركية المنطقة منزوعة السلاح في الخط الممتد من شمالي إدلب إلى جنوبي محافظة حلب، شمالي سوريا.
ومسار الدوريات التركية يشمل النقاط الست التالية:منطقتي كفر لوسين والدانا شمالي إدلب ومنطقة الأتارب غربي حلب ومناطق جماري والقناطر وتل عيس جنوب غربي حلب.
وفي وقت سابق من اليوم قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن دوريات روسية تنطلق في المنطقة الحدودية بمحيط محافظة إدلب السورية وأخرى للقوات المسلحة التركية في المنطقة منزوعة السلاح.
ولدى القوات المسلحة التركية لديها 12 نقطة مراقبة لوقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر بإدلب، فيما لدى الجيش الروسي 10 نقاط تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة حول سوريا.

الدوريات التركية في سوريا
القوات التركية سيرت دوريات مشتركة مع روسيا في منطقتي تل رفعت وادلب

وتواصل قوات النظام السوري شن هجماتها على مناطق خفض التوتر في إدلب بما فيها المنطقة منزوعة السلاح رغم جميع الاتفايقات المبرمة بهذا الخصوص.
وقتل 111 مدنيا على الأقل وأصيب 335 آخريون بجروح في الهجمات التي شنها النظام منذ مطلع العام الجاري.

وتريد تركيا إنشاء ما تطلق عليها منطقة آمنة في شمال شرق سوريا الذي تسيطر القوات الأميركية على بعض أجزائه في الوقت الراهن كما تريد إخلاء المنطقة القريبة من حدودها من وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة

لكن قبيل بدء قمة سوتشي بشأن سوريا في فبراير/شباط قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن أنقرة تحتاج إلى ضوء أخضر من الأسد لإنشاء أي منطقة آمنة داخل الحدود السورية.

وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا ردا على سؤال بشأن خطة المنطقة الآمنة التركية "مسألة وجود قوة عسكرية تعمل بتعليمات من بلد ثالث على أرض دولة ذات سيادة لا سيما سوريا يجب أن تحسمها دمشق مباشرة. هذا هو موقفنا الأساسي".

غير أن من المرجح ألا يكون ذلك مستساغا لدى أردوغان الذي دعا الأسد للتنحي بعد أعوام من الحرب الأهلية التي مزقت سوريا.

وقال بوتين لنظيريه التركي والإيراني في قمة سوتشي إنه يجب عدم التغاضي عن وجود "جماعات إرهابية" في منطقة إدلب السورية.

وقال روحاني إنه يدعم هذه المساعي لتطهير إدلب من مقاتلين كانوا ينتمون من قبل لجبهة النصرة، وأضاف أنه سيكون من الخطأ تركهم يخرجون من مأزقهم لمجرد أنهم غيروا اسمهم".

وفي ختام القمة ذكر بوتين أن الدول الثلاث اتفقت على اتخاذ خطوات إضافية لم يحددها وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين لوكالات أنباء روسية إنه لم يتم الاتفاق على عملية عسكرية جديدة على إدلب.

وأبرمت موسكو وأنقرة الاتفاق في سبتمبر حيث قال البلدان إنهما يريدان إخلاء المنطقة من الأسلحة الثقيلة والمتشددين. وساهم الاتفاق في تجنب هجوم للقوات الحكومية في المنطقة، آخر معقل رئيسي لمعارضي الأسد.

وتشكو موسكو منذ ذلك الحين من أن متشددين كانوا ينتمون لجبهة النصرة يسيطرون الآن على زمام الأمور هناك وتريد عملا عسكريا لطردهم.

ولا تؤيد أنقرة ذلك بنفس القدر حيث تشعر بالقلق بشأن تدفق محتمل للاجئين من إدلب في حال تنفيذ عمل عسكري وتريد بسط سيطرتها في منطقة على حدودها.

ولا تريد تركيا أن تبعدها التطورات في إدلب عن خطتها لإنشاء منطقة آمنة في شمال شرق سوريا.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن موسكو تريد تحركا في إدلب وأشار إلى "استمرار وجود الجماعات الإرهابية هناك".