أردوغان يُدخل انضمام السويد للناتو في لعبة مقايضة

الرئيس التركي يربط الموافقة على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي بموافقة واشنطن على بيع تركيا مقاتلات اف 16 وهي صفقة مجمدة منذ عهد الرئيس الأميركي السابق.

أنقرة - ربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة مصادقة تركيا على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بموافقة "متزامنة" من الكونغرس الأميركي على بيع طائرات إف-16 لأنقرة وهي الصفقة التي يحاول إتمامها منذ عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دون جدوى.

والصفقة التي تريد تركيا إتمامها مع واشنطن هي بديل لصفقة مقاتلات اف 35 من الجيل الخامس والتي جمدتها واشنطن في إطار عقوبات فرضتها الادارة الأميركية السابقة على أنقرة بعد اتمامها شراء منظومة الصواريخ الروسية الدفاعية اس400، متجاهلة تحذيرات ترامب وحلف الناتو.

وحذر الناتو من أن منظومة الصواريخ الروسية تشكل خطرا على منظومات أسلحتها وتتعارض مع القواعد المعمول بها في الحلف وتركيا عضو مهم وصاحب أحد أكبر الجيوش المنضوية فيه.

ودخلت تركيا والسويد في شدّ وجذب حول انضمام الأخيرة لحلف الناتو، انتهى بمذكرة اتفاق في قمة عقدت بمدريد قبل نحو عامين تضمنت شروطا تركية من بينها تسليم ستوكهولم مطلوبين للجانب التركي من حزب العمال الكردستاني ومن تنظيم غولن.

وتتعارض القوانين السويدية مع المطالب التركية، لكن ستوكهولم استجابت لبعض الشروط في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وامتنعت عن أخرى بينها تسلمي مطلوبين.

واستخدم أردوغان رغبة السويد وفنلندا للانضمام لحلف الناتو لابتزاز الدول الغربية في عدة ملفات وتحقيق مكاسب سياسية، لكنه تعامل مع مطلب هلسنكي بمرونة فيما تشدد في التعاطي مع طلب السويد.

ويحتاج أي بلد للانضمام لحلف الناتو موافقة جميع الدول على طلب الانضمام وعددها 30 دولة عضو. ووافقت جميع الدول باستثناء تركيا التي تحاول الاستفادة من هذا الوضع لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية.

وبدأ البرلمان التركي في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني دراسة بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، المعلّق منذ مايو/ايار 2022، لكنّ تمّ تأجيل المناقشات لاحقا.

وكانت أنقرة قد لعبت الورقة السويدية في السابق، في محاولة للحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لشراء طائرات إف-16، التي تحتاج إليها لتحديث قوّاتها الجوية.

ولا تعارض الحكومة الأميركية هذا البيع، غير أنّ الكونغرس يعرقل الصفقة حتّى الآن لأسباب سياسية تتعلّق بانتهاكات حقوق الإنسان في تركيا أو التوترات مع اليونان.

وازداد الوضع تعقيدا مع استياء أنقرة من واشنطن بشأن دعمها لإسرائيل في حربها ضدّ حماس.

وأعلنت السويد في نهاية نهاية نوفمبر/تشرين الثاني أنّها تلقّت تأكيدات من تركيا بأنها ستصادق على عضويتها "في غضون أسابيع قليلة"، لكنّ لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي لم تحدّد بعد موعدا جديدا لاستئناف دراسة بروتوكول الانضمام.

وبعد 17 شهرا من الجمود، أحال رجب طيب أردوغان في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي على النواب الأتراك بروتوكول انضمام الدولة الاسكندنافية إلى الناتو.

وتعدّ تركيا إلى جانب المجر، آخر عضوين في حلف شمال الأطلسي يمنعان انضمام السويد إلى الحلف، وذلك بعد المصادقة على دخول فنلندا.

وكان أردوغان قد رفع حقّ النقض (الفيتو) في يوليو/تموز، بعد أشهر من الضغط على القادة السويديين، مندّدا بتساهلهم تجاه بعض اللاجئين الأتراك والأكراد الذين تتهمهم أنقرة بـ"الإرهاب".

وقال الرئيس التركي إنّ "كندا لا تتحدث سوى عن السويد عند التطرّق إلى الكاميرات التي نريد شراءها لمسيّراتنا. والولايات المتحدة تفعل الشيء ذاته. أنتم تقولون إنّكم ستتخذون إجراءات بشأن مسألة بيع طائرات اف-16 بعد أن يوافق عليها الكونغرس... افعلوا بشكل متزامن ومتكافل ما يتعيّن عليكم القيام به وسيتخذ برلماننا القرار اللازم" بشأن السويد.

وأفاد خلال حديثه مع صحفيين على متن طائرة أثناء عودته من أثينا في وقت متأخر الخميس بأن الولايات المتحدة اتفقت مع كندا على هذه القضية، لكن طلب السويد الخاص بحلف شمال الأطلسي سيقرره البرلمان التركي.

وطلبت تركيا العضو في الناتو، في أكتوبر/تشرين الأول 2021 شراء 40 مقاتلة من طراز إف- 16 من شركة لوكهيد مارتن و79 مجموعة تحديث لطائراتها الحربية الحالية.