أردوغان يُعدد غنائم تركيا من علاقات 'إستراتيجية' مع قطر

أردوغان تعامل مع أزمة قطر بمنطق الغنيمة مسوقا في الوقت ذاته لأكاذيب سبق لدول المقاطعة أن نفتها نفيا قاطعا، ادعى فيها أن الوجود العسكري التركي كان لحماية الدوحة من خطر كان يتربص بها.  

قطر توسع منافذ التمدد التركي في المنطقة
أردوغان: لا ينبغي لأحد أن ينزعج من وجودنا في قطر
التمدد التركي في قطر يشكل العمود الفقري للعلاقة بين أنقرة والدوحة
أردوغان يزعم أن الوجود العسكري التركي صمام أمان لدول الخليج
الرئيس التركي لا يجد حرجا في نفث سموم الفرقة لانتزاع مكاسب أكبر من قطر

الدوحة - أثنى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الاثنين على الشراكة بين أنقرة والدوحة معتبرا أنها تمضي نحو تحقيق أهدافها، معبرا عن سعادته باستقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لم يجد حرجا في ترويج الافتراءات لتأجيج الخلافات القطرية الخليجية، متحدثا عن الوجود العسكري التركي "كصمام أمان" لحماية الدوحة.

وفي الوقت الذي كان الشيخ تميم يثني فيه على علاقات الشراكة الراسخة، كان أردوغان يُعدّد غنائم بلاده من التحالف بين أنقرة والدوحة، متحدثا عن علاقة إستراتيجية وعن التوسع العسكري التركي في المنطقة كعمود فقري لهذه العلاقة.   

وكانت تركيا قد قدمت الدعم لقطر على اثر قرار كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات مع الدوحة في الخامس من يونيو/حزيران 2017 "لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب".

واستثمر الرئيس التركي في أزمة قطر وتعامل معها بمنطق الغنيمة، حيث سارع إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وفتح المنافذ التجارية للدوحة في الوقت الذي كانت تواجه فيه بلاده أزمة اقتصادية.

وحاول ضمن مزايدة سياسية لعب دور الوسيط لحل أزمة قطر، إلا أن وساطته انتهت إلى طريق مسدود كونه لم يكن وسيطا محايدا ولدخوله على خط الأزمة لتأجيج الخلافات الخليجية من أجل إيجاد منفذ لتعزيز توسعه العسكري في المنطقة عبر قاعدة عسكرية قبلت الدوحة إقامتها وعقود تعاون عسكري.

وتأتي زيارة أردوغان للدوحة على ضوء بوادر انفراج محتمل للأزمة، لكن مصادر خليجية قالت إن استمرار قطر في سياساتها وفي مهاجمة منصاتها الإعلامية والالكترونية لقيادات دول الجوار، تجعل حل الأزمة بعيدا.  

وقال أمير قطر في تغريدة على حسابه بتويتر "الشراكة القطرية التركية تمضي نحو أهدافها بنجاح"، مضيفا "سعدت بلقاء أخي الرئيس أردوغان في الدوحة حيث ناقشنا قضايا حيوية ثنائية وأخرى إقليمية وعالمية".

وقال أيضا "اتفقنا على توظيف الطاقات الكامنة في هذه الشراكة على النحو الأمثل خدمة لمصالح شعبي البلدين وشعوب المنطقة جمعاء".

وتعليقا على الزيارة، أكد وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن "العلاقات الإستراتيجية بين قطر وتركيا في تطور وازدهار مستمر".

وقال في تغريدة على تويتر "سمو أمير البلاد المفدى ورئيس الجمهورية التركية يترأسان اجتماع الدورة الـ5 للجنة الإستراتيجية العليا القطرية التركية.. العلاقات الإستراتيجية الوطيدة بين دولة قطر وجمهورية تركيا الشقيقة في تطور وازدهار مستمر".‎

واستقبل أمير قطر الاثنين الرئيس التركي في العاصمة الدوحة وعقد معه اجتماعا ثنائيا مغلقا قبل ترأسهما الاجتماع الخامس للجنة الإستراتيجية العليا التركية القطرية. وأعقبها توقيع عدد من اتفاقايت التعاون وزيارة القاعدة العسكرية التركية في قطر.

ودافع أردوغان عن إقامة قاعدة عسكرية في الدوحة. وقال إنه "لا ينبغي لأحد أن ينزعج من وجود بلادنا في المنطقة".

وتابع "لا فرق لدينا بين أمننا وأمن قطر"، مضيفا أن "المطالبين بإغلاق القاعدة التركية في قطر لا يعلمون أنّنا أصدقاء قطر وقت الشدة"، في حديث شكّل رسالة للدوحة وتذكيرا لها بأن إقامة القاعدة العسكرية كان ثمنا للدعم التركي للدوحة.

وقال "انتهينا من تشييد القاعدة العسكرية التركية الجديدة في الدوحة وسنطلق عليها اسم خالد بن الوليد"، معتبرا أنها "أنموذج لروح الأخوة والصداقة والتضامن والصدق والإخلاص في علاقات الدول وليست نتيجة لعقلية الهيمنة القائمة على المصالح" مثل حالات أخرى.

وشدد على أن قيادة القوات المشتركة التركية القطرية "هدفها الاستقرار والسلام بمنطقة الخليج برمته وليس قطر فحسب"، في توصيف يتناقض مع حقيقة التوسع التركي وأهداف التمدد في المنطقة.

ولفت إلى أنه أجرى والوفد المرافق، مباحثات مثمرة وناجحة مع نظرائهم القطريين في إطار الاجتماع الخامس للجنة الإستراتيجية العليا التركية القطرية.

وأوضح الرئيس التركي أنه جرى خلال الاجتماع متابعة القرارات التي اتخذها البلدان في إسطنبول خلال العام الماضي.

وأضاف "أكدنا مجددا على إرادتنا بشأن تعزيز علاقاتنا الثنائية أكثر عبر منظور استراتيجي ورسخنا تعاوننا بشكل أكبر عبر الاتفاقيات الجديدة التي وقعناها".

وقال أيضا إن المشاريع المشتركة مع قطر في المجال العسكري والأمني والصناعات الدفاعية تشكل العمود الفقري للعلاقات الثنائية.

وخاطب أردوغان الجنود الأتراك قائلا "أنتم أبرز مثال على تعاوننا متعدد الأوجه في هذا المجال، فأنتم متواجدون على هذه الأراضي من أجل تعزيز القدرات الدفاعية لقطر من خلال تحديث مؤسساتها العسكرية وتنويع التعاون على صعيد التدريب والتعليم العسكري والمناورات".

انشاء تركيا قاعدة عسكرية في الدوحة غنيمة من حزمة غنائم الأزمة القطرية
انشاء تركيا قاعدة عسكرية في الدوحة غنيمة من حزمة غنائم الأزمة القطرية

وتابع "أنتم في قطر من أجل المساهمة في السلام الإقليمي والعالمي في مرحلة تتسم بتصاعد التوترات. لقد قدمتم إسهامات هامة للقوات المسلحة القطرية من خلال التدريبات والمناورات المشتركة منذ العام 2015".

وسبق لدول الخليج أن نفت نفيا قاطعا أي نية لمهاجمة الدوحة على خلفية الأزمة وتورطها في دعم الإرهاب، لكن الرئيس التركي عاد مجددا لتأجيج الخلافات مبررا التواجد العسكري التركي على الأراضي القطرية بحمايتها من خطر هجوم قد يشنها جيرانها وهي مغالطات سوقت لها أنقرة لتبرير إقامة قاعدة عسكرية في العاصمة القطرية.

وقال أردوغان "عبر وجودكم، أصبحتم صمام أمان واستقرار لأشقائنا القطريين عقب اندلاع الأزمة مع الدول الخليجية في 2017، لقد دخلتم قلوب الشعب القطري بموقفكم ووقاركم".

ولم تخرج تصريحاته عن سياق تأجيج الخلافات الخليجية حيث حاول الإيهام بأن دول الخليج كانت تعد لمهاجمة قطر وهي افتراءات وأكاذيب المراد منها تبرير الوجود العسكري التركي في قطر.   

وأضاف "لم ولن نترك أصدقائنا بمفردهم في مواجهة التهديدات والمخاطر، في أي مرحلة من التاريخ"، مؤكدا أن تركيا التي تربطها روابط متجذرة مع منطقة الخليج، تولي أهمية كبيرة لسلام وأمن واستقرار هذه المنطقة وهي تصريحات تأتي خلافا للتحرك التركي في المنطقة بداية بسوريا وصولا إلى قطر ومناطق أخرى تشكل مجالا حيويا واسترتيجيا للأمن القومي العربي.