أردوغان يُلوح بضرب مخيم للاجئين في عمق العراق!

الرئيس التركي يتمادى في تهديد سيادة العراق في ظل صمت بغداد وعدم تحركها لكبح الانتهاكات التركية في شمال البلاد والتي تجري بذريعة مكافحة الإرهاب.
تهديدات أردوغان تأتي فيما تواصل أنقرة عملية عسكرية في شمال العراق
الحكومة العراقية لم تبد حتى الآن حزما يكبح الانتهاكات التركية
الوجود العسكري التركي في العراق يؤجج التوترات في المنطقة  

أنقرة - تمادى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تهديد أمن وسيادة العراق بعد سلسلة عمليات عسكرية في شماله بذريعة ملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني في جبال سنجار وقنديل والمصنف من قبل أنقرة تنظيما إرهابيا.

وذهب أردوغان أبعد بكثير في ظل التزام الحكومة العراقية الصمت وعدم التحرك دوليا وإقليميا لوقف الانتهاكات التركية المتكررة لسيادته جوا وبرا إضافة إلى شنه حرب مياه تهدد بتعطيش مناطق عراقية واسعة.

وقد اليوم الأربعاء العراق من أن قواته ستقوم "بتطهير" مخيم لاجئين تقول أنقرة إنه يوفر ملاذا آمنا لمقاتلين أكراد، ملوحا بالتوغل العسكري أكثر داخل الأراضي العراقية برا ضمن حملته العسكرية الطويلة.

وكثفت القوات التركية هجماتها على قواعد حزب العمال الكردستاني داخل شمال العراق خلال العام الماضي وركزت نيرانها وتوغلها بالأساس على قطاع من الأراضي يمتد إلى 30 كيلومترا داخل العراق وكانت اقصى مدى لتوغلها 70 كيلومترا في تحرك خاطف في السابق.

لكن أردوغان قال إن مخيم مخمور الذي يقع على بعد 180 كيلومترا جنوبي الحدود التركية ويؤوي لاجئين أتراكا منذ أكثر من 20 عاما، يُعدّ "حاضنة" للمقاتلين ويتعين التعامل معه.

وتابع "إذا لم تُطهره الأمم المتحدة فسنقوم نحن بذلك باعتبارنا دولة عضو بالأمم المتحدة"، مضيفا أن أنقرة تعتقد أن مخيم مخمور يشكل تهديدا لا يقل عن التهديد الذي تمثله جبال قنديل معقل حزب العمال الكردستاني والواقعة على مسافة أبعد باتجاه الشمال.

وقال في مقابلة مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية 'تي.آر.تي' في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء "إلى متى يتعين علينا الصبر بشأنه؟"

وقال مسؤول عراقي بارز، إن تركيا اشتكت لبغداد الأسبوع الماضي من "أنشطة إرهابية يطلقها حزب العمال الكردستاني من مخيمه في مخمور ضد تركيا".

وأضاف المسؤول أن قادة أمنيين ومسؤولين محليين تحروا الشكوى التركية وأبلغوا الحكومة بأن مخيم مخمور يسيطر عليه مقاتلون من حزب العمال الكردستاني ولا يسمحون لقوات الحكومة بدخوله.

وأقيم المخيم في تسعينات القرن الماضي عندما عبر آلاف الأكراد الحدود من تركيا في خطوة تقول أنقرة إنها كانت بتحريض متعمد من حزب العمال الكردستاني.

ويشن حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، تمردا على الدولة التركية منذ عام 1984 في منطقة جنوب شرق البلاد التي تسكنها أغلبية كردية. وأودى الصراع بحياة أكثر من 40 ألفا.

واستهدفت ضربات جوية تركية مخيم مخمور قبل عام ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى في ذلك الوقت، لكن مسؤولا تركيا بارزا قال إن استهداف المخيم أصبح من أولويات أنقرة الآن.

وأضاف المسؤول "مخيم مخمور يُستخدم كأحد المراكز اللوجيستية في الهجمات على تركيا أو على القوات المسلحة التركية. حان الوقت لتطهيره من حزب العمال الكردستاني".

وأي تحرك عسكري تركي كأن يتم استهداف المخيم في عملية برية أو قصفه جوا سيعتبر انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية ولسيادة العراق.

والحكومة العراقية هي المسؤولة عن أمن المخيم وعن التعامل مع أي أنشطة مخالفة للقانون أو تشكل تهديدا للعراق أو دول الجوار وليس من حق تركيا أن تقوم بأي عملية ولو شكل المخيم تهديدا لأمنها.

وتنص الأعراف والمواثيق الدولية على أن يتم معالجة مثل هذه المسائل الأمنية ضمن الأطر القانونية كأن تتقدم تركيا بشكوى للحكومة العراقية ولمجلس الأمن وتقدم ما يثبت صحة مزاعمها بأن مخيم مخمور يشكل خطرا على أمنها أو أن المتمردين الأكراد يتخذونه بالفعل قاعدة خلفية لأنشطتهم ضد المصالح والقوات التركية.   

وكانت فصائل شيعية موالية لإيران قد حذّرت تركيا مرارا من مواصلة انتهاك سيادة العراق وتوعدت بالتعامل مع الوجود العسكري التركي على أنه احتلال وبالتالي فإن القوات التركية تعتبر هدفا مشروعا.